نحلم بالسلام وليس بالسلاح

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

كتبت هذا الصباح منشور قصير هو عبارة عن هاشتاج بثه نشطاء يمنيون دعوا فيه إلى حملة للدعوة في السلام في اليمن .. راقبت عدد من المنشورات المنتقدة لدعوة السلام هذه وتحسرت .
وقرأت بين السطور عدد من الأسماء التي كانت أول من هرب من اليمن وقبل اندلاع "الحرب" وظلت تنظر وحتى اليوم من على ضفاف المسابح والغرف المكيفة وربما من على طاولات الحانات عن الحرب والقتل والدمار ..
مساء الخميس تلقيت رسالة من ربة منزل "عدنية" تقول فيها :" أتمنى ان تخبرنا ان كانت الحرب ستعود إلى عدن مجدداً ..
قلت لها ...بحسرة وألم لماذا ؟
قالت – سنغادر هذه المرة ولن نبقى .. ومثل هذه المرة الآلاف الذين سيغادرون عدن ان حلت الحرب مجددا وبينهم كاتب هذه السطور لأنه وبكل بساطة لم نعد نملك قدرة تحمل الم إضافي .
يكتب لكم "فتحي بن لزرق" من عدن ولايكتب من عواصم مختلفة ويعيش واقعكم البسيط وحينما حلت الحرب لم يهرب ولم يرسل أهله وأسرته إلى مدينة أخرى .. عشت معكم كل تفاصيل الحرب ولحظاتها المريرة .. لذلك أقول .. نريد السلام ولانريد الحرب .
والسلام الذي نريده ليس سلام الميلشيات ولا الجماعات المسلحة .. نريد سلام يمني يعيد الحكومة الشرعية إلى وضعها الطبيعي ، سلام يفضي لخروج جميع الميليشيات المسلحة من المشهد السياسي بشكل كامل وعلى رأسها ميليشا الحوثي وادواتها ..
سلام يمنح الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم ويمنح المواطن شمالا وجنوبا حقه في العيش بحياة حرة عادلة وكريمة ..
يعرف المتابعون للوضع العام ولخارطة الحرب في شمال اليمن استحالة حسم المعركة عسكريا وأتحدث عن شمال اليمن وليس جنوبه ويفهم العارفون ان الحرب هناك تحولت إلى أداة كسب رخيصة للكثير من القوى السياسية والعسكرية فيما بات المواطن المسكين ضحية .
نحلم بالسلام وليس بالسلاح وهذا من حقنا والذهاب اليوم إلى تسوية سياسية تضمن للجنوب تسوية حقيقية خيرا من ذهاب الجنوب إلى أحضان الميليشيا المسلحة بمختلف تشكيلاتها .
قد لايفهم كثيرون ما أتحدث عنه ولكن قليلون فقط سيدركون ان التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن اليوم ستنجب "الجنوب" على وجه التحديد الانزلاق صوب هاوية سحيقة باتت ملامحها تبدو واضحة للعيان .
- في مشهد الحرب اليوم تبدو الأمور واضحة بجلاء في مناطق الشمال لكن في الجنوب تواصل كل الأطراف عملية خلط الاوراق وفق النموذج السوري .. فيا دعاة الحرب هل تريدون للجنوب ان يتحول إلى "رقة" سورية !!؟
لايعني الذهاب إلى السلام (الاستسلام) ولكن يجب البحث عن صيغة سلام تضمن للجنوبيين حقوقهم ولليمن بشكل عام عودة إلى أحضان دولة حقيقية تكفل للجميع بحقهم بالحياة العادلة .
في الحروب دائما وأبدا الخاسر الوحيد هو المدني البسيط الذي لاحول له ولاقوة سوى ان كان هنا أو هناك ولأجل هذه الناس البسيطة نود ونتمنى ان يحل السلام .. فهل تمني السلام معيب؟

 

من صفحة الكاتب في فيس بوك