(حبانية ) الصوت والهاجر والنغم الجميل !!

Wednesday 29 July 2020 8:51 am
----------
          فاطمة منصور الشطري ( حبانية ) صوت إرتبط بمدينة المكلا ، صوت نادى نجوم الليل ودغدغ مشاعر ووجدان أهلها ، وعانق البحر وشوارع المدينة في سكون الليل ، صوت ردد  صداه جبل المكلا وسحرها والبر ، صوت تمايل مع الأمواج وصالح سماء المدينة الصافية ، تسمعها كأنك تسمع طائرا كروانا يتنقل بين أغصان الشجر ، صوتها بعنفوانه وصفاه وجماله يحرك بداخلك كل مكامن الشوق واللوعة ، صوت به من النقاء والصفاء وعذوبة الألحان الكثير .. لاأتذكرها كثيرا فهي من جيل لم نعايشه ولكن سمعنا عنه الكثير وإستمعنا الى صوتها النقي عبر مذياع المكلا ، هي ملكة الشروحات النسائية ، وسلطانة الطرب في الأفراح والليالي الملاح ، صوت أتانا قادما من وادي حبان بشبوة ، عانق المجد ونسج علاقة حب وإخاء وإحتضن مكلا البحر والجبل وإحتضنته وشكلا ثنائيا صادقا صدح بأجمل الألحان والأنعام فكانت طائر بلاريش ، صانعة من الشوق ريشها ، تنقلت بين ( مطاريق ) المكلا وإستنشقت عبق تاريخ حضرموت من نسيم البحر العليل وكانت روح شبوانية المنبع غردت وحلقت في سماوات المحبة وفي سماء المدينة الرائعة الرائقة ...                                                     تسمعها تنشد ( الهديني ) تهيم بك عشقا وشوقا ولوعة ، تحلق بك في أجواء الماضي الجميل ..  لم تكن شطرية الأداء ، لكنها كانت وحدوية الإلقاء والجمال الروحي ، يعانق صوتها النجوم ويتجول في أزقة وشوارع المكلا يحكي للتاريخ قصة الأمس الجميلة وكأنك تقف على عتبة التاريخ المكلاوي القديم وقد كانت نديما مسامرا صافح الأفراح والأحزان وهي تذكر وتتذكر من رحل عن دنيانا من أهل وأقارب العريس والعروسة بنغم شجي وروح تستحضر الحلو والقار ،
      ( حبانية ) من مواليد ٣/ ١ / ١٩١٨ م في سلطنة الواحدي بمدينة الحوطة  وأسم يعرفه القاصي والداني في مدينة العشاق المكلا ، أحبها أهل المكلا وإرتبطت بهم وبأفراحهم وسكنت منطقة فوة حيث الماء والخضرة ، أجادت العزف على ( الهاجر) في فرقتها النسائية المكلاوية وغذقت علينا بألحان جميلة وصوت شجي مازال يتجول في ذاكرة الزمن وتستحضر إذاعة المكلا هذا الصوت العذب بين الفينة والأخرى وتتحفنا بأنغام جميلة ( حبانية ) حبلى بالشوق والذكريات والماضي العتيق .. جسدت التوأمة الحضرمية الشبوانية والتكامل الإنساني والحضاري في أجمل وأحلى صورة .. غنت أول أغنية من كلماتها والحانها وتقول : يوسفي الحسن نعسان العيون الكحيلة ، خامر الجعد هذا هذا ريتنا حل عنده وأنبسط في مقيله ، أخوها ( أبوبكر الحباني ) ضارب الإيقاع الشهير في تحت الفنان ( محمد جمعة خان ) 
   (  مشترحة )  أجادت العزف على العود و قادت فرقتها الخاصة الى سلم المنافسة في الساحة الفنية وكانت المنافسة الأولى للفنانة (عائشة نصير) والصوت النسائي الجميل الذي سجلت لإذاعة المكلا أغاني خاصة بها مثل  ( الشوق حرقني والليل علي طويل  ) 
    إنزوت في بيتها في أواخر أيام حياتها وحيدة تعاني آلام وأحزان الوحدة ، وهي التي كانت تتنقل مثل النحلة بين الأعراس والليالي الملاح توزع رحيقها هنا وهنا وتزرع الفرح وهي التي ملأت الدنيا ضجيجا وسلا .. عندما أحست بقرب أجلها حن رأسها لمسقط الرأس فنقلت الى شبوة حيث وافتها المنية هناك . رحلت عن دنيانا في هدؤ في محافظتها شبوة ..
وسلام لش يالمكلا ياعز رأسي ومشخصي الغالي !!