زاوية حادة: عظم الله أجر الجميع!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

هكذا هي كرة القدم غدارة، تحترم من يحترم قواعدها، وتسقط البلداء منهم إلى حيث يستحقون، وتؤكد دائما أنها لعبة دهاء، وعلم، وتكتيك، عدا عن كونها لعبة فن وموهبة ومهارة، وهي الشعبية الأولى التي يعشقها الكل، وينجح في مغازلتها البعض، ويتفوق في إدارة شئونها المتميزون فقط.

 أعلم أن ما ذكر بعاليه ليس فيه أي جديد، لكني أعتقد أن الخوض فيه مجددا إنما يأتي من باب التذكير والفائدة خصوصا ونحن المكلومين بخروج منتخبنا الوطني أمس من نهائيات كأس آسيا للشباب تحت 19 سنة في ظرف دقائق كانت تضعنا أقرب إلى تصدر المجموعة والعبور إلى ربع النهائي، ذلك قبل أن يخذلنا المنتخب بتراجعه غير المبرر للدفاع، وتقهرنا خلالها كرة القدم بأقدام تايلاندية ألقت باليمن مع إيران خارج المنافسة، وأخذت معها صاحب الأرض –ميانمار- إلى دور الثمانية.

ومن دون أن نغفل الظرف المعقد الذي يمر به بلدنا وما نجم عن ذلك الوضع من إهمال وفشل في إعداد المنتخب الإعداد اللائق للبطولة، لابد لنا التأكيد على أن المنتخب –كعناصر– تفوق على نفسه وظروفه، واستطاع تجاوز صعوبة مباراة ميانمار بالتعادل، وقهر صلابة إيران بالفوز، وقد كان الأقرب لتجاوز عقبة تايلاند فوزا أو تعادلا، لولا سقوط الدقائق الأخيرة التي أدت إلى ذلك الانهيار الغريب فنياً، وعلى مستوى اللياقة، والتكتيك، وبالتأكيد النتيجة التي قهرت اليمنيين .. صحيح أن ثمة قرارات فنية -للمدرب- هي السبب المباشر في ذلك السقوط، لكنها بالتأكيد ثمرة أو نتيجة لمنظومة رياضية يمنية فاشلة فاسدة يظهر رموزها عند الفرح وأخذ الصور، ويغيبون وقت التقييم والمحاسبة وأخذ العبر.

 حالة من الحزن، والغضب عشتها مع كل اليمنيين عقب الخروج الدراماتيكي من البطولة أمس، لم تكن مناسبة للحديث باستفاضة عن خيبة الأمل، لكنها لم تمنع استقبال رسالات التعازي الكثيرة التي وصلتنا من بعض الأصدقاء والزملاء بخروج المنتخب، ونجدها فرصة لنقول لهم هنا: "هذه حال الكرة اليمنية .. وعظم الله أجر الجميع".

نشر في اليمن اليوم الرياضي