فلتذهب أمم إفريقيا للجحيم

Monday 30 November -1 12:00 am
فلتذهب أمم إفريقيا للجحيم

أيمن المهدي

----------

 أصابت الحكومة المغربية عندما تقدمت بطلب لتأجيل كأس الأمم الإفريقية 2015 التي تستضيفها على خلفية إنتشار وباء إيبولا وتخوفاً من دخول المرض إلى المملكة،خاصة وأن الوباء منتشر بكثافة في دول غرب إفريقيا القريبة إلى حد ما من المغرب، ما يسهل من انتقال عدد كبير من الجماهير إليها.

الطلب المغربي قوبل برفض صريح من الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في بيان أثار غضب الإمبراطور عيسى حياتو تلميذ بلاتر النجيب خوفاً على مصالح إمبراطوريته العظمى ، ضارباً عرض الحائط بخطورة القضية التي يمكن أن تقضي على بلاد بأكملها ،في وقت تعلن فيه منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب إيبولا .

رفض حياتو للطلب المغربي لم يتوقف عند ذلك الحد ، بل إمتد إلى التلويح بإيقاف المغرب عن المنافسات القارية لمدة عامين.. وليكن .. فلتذهب كأس أمم إفريقيا للجحيم ومعها كرة القدم كلها إذا كانت ستعرض أي دولة لهذا الخطر الكبير ، فما الفائدة من إستضافة هذا الحدث وحتى الفوز بلقبه مقابل ظهور هذا الوباء القاتل آكل لحوم البشر في البلاد.

ولكن عمليا ً، يبقى تهديد حياتو مجرد محاولة من أجل لي ذراع المغرب ، وحتى لو تم إتخاذه فهناك محمكة رياضية دولية يمكنها بكل بساطة أن تعيد الحق للمغرب في ظل منطقية الأسباب التي دفعتها لتأجيل الإستضافة .

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه القضية ،مع كل أسف خرجت علينا أقلام أقل ما توصف به أنها صبيانية ومراهقة تزيد الموقف سوء وتدعي أن ما قامت به المغرب هو خوفاً من أن تتوج به دولة عربية أخرى على أرض المغرب وأن هناك مؤامرة في هذا الصدد.

الغريب في الأمر، أنه مع إعلان المغرب عن نيتها بإمكانية التنازل عن التنظيم لو إضطرت ، بدأ حياتو وأعوانه في التحرك بسرعة ، فخرج علينا الأخ هاني أوبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للكاف بإقتراح عبقري يطالب فيه مصر بإستضافة البطولة .. من أعطاك الحق كي تقترح هذا الأمر وتعرض بلدك لخطر كبير في ظل تأخر الرقابة الصحية وعدم وجود معايير واضحة في هذا المجال؟.

شئ أخر رداً على هذا الإقتراح العبقري .. الدوري المصري يقام حالياً بدون جمهور نظراً للظروف التي تمر بها البلاد على الرغم من أن أكثر عدد يمكن أن يحضر مباراة محلية لا يتعدى 5 آلاف متفرج ، فكيف ستستطيع مصر أن تؤمن هذا الكم من المباريات ومن الجماهير التي تفوق هذا الرقم بمراحل في ظل حالة أمنية مرتبكة.

وفي السياق ذاته فتح الكاف إتصالات مع السودان لتنظيم البطولة ، والمثير للدهشة أن هذا الطلب قوبل بترحيب كبير من مسؤولي الإتحاد السوداني لكرة القدم ومنهم أمين صندوق الإتحاد أسامة عطا الذي تجاهل خطورة القضية واكتفى بقوله أن كرة القدم الإفريقية ستعود إلى الأصل والمنبت وهو السودان.

ويبدو أن لعبة المصالح هي التي تتحكم في كل شئ داخل القارة الإفريقية متجاهلة كافة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها أي بلد يستضيف الحدث الأكبر إفريقياً.

وفي النهاية يبقى الحل الأخير لإقامة البطولة في موعدها هو عدم تأهل أي دولة ينتشر بها الفيروس للنهائيات، وهو أمر صعب للغاية في ظل إقتراب السنغال وغينيا والكونغو الديمقراطية وحتى نيجيريا حامل اللقب من التأهل.

ayman.m@kooora.com