شبابنا.. كان بالإمكان !!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

في مجمل مشاركة منتخبنا الوطني للشباب في نهائيات آسيا التي ودعها بفارق الأهداف من الدور الأول ، أجد نفسي مقتنعا إلى درجة كبيرة بما أفرزه اللاعبون بفكر مدربهم على واقع المشاركة والتي كنا فيها نقصي واحدا من المنتخبات المرشحة "منتخب إيران" الذي خسر أيضا من تايلاند ليغادر وهو أحد المرشحين.. وهذه جزئية تزين الحضور والتواجد الرابع للكرة اليمنية في هذا الاستحقاق بعد ثلاث مشاركات سابقة ما بعد الوحدة اليمنية لم نحقق فيها أي فوز.

في حيثيات مشهد حضور منتخبنا في الاستحقاق الذي خاض فيه ثلاث مواجهات، ووفقا للسيناريو والأدوار التي تقمصها لاعبونا، يرى كل من تابع الحدث أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لنجني شيئاً مهما لكرة القدم اليمنية التي تعاني، وتبحث عن منفذ يخرجها من قوقعة النتائج والتراجع الذي أصابها في سنوات ماضية، لأن لاعبينا نجحوا في النيل من خصوصيات المنافسة وفرضوا شيئا لافتا، وضعهم في الجولتين الأوليين في طريق جيد كنا فيه قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى محطة أخرى نقترب فيها من إنجاز تاريخي يظن البعض أنه كان من ممكناً إذا عبرنا دور البطولة الأول الذي ودعناه بفارق هدف وحيد لصالح منتخب الدول المضيفة "مانيمار".

الحديث عما أفضت إليه رحلة المنتخب التي سبقها فترة إعداد طويلة تقترب من العام، علينا أن نتقبل فيه النتائج لأنها منطقية وربما لم يظن البعض بل الكثيرين أنها قد تتحقق في إطار قراءة شاملة لحالة الوضع العام الذي تعيشه البلاد من فوضى كان لها أثر واضح على الرياضة واللعبة، لهذا علينا أن نكون منطقيين في تقييم كل ما حمله المنتخب معه وما وضعه في المواجهات الثلاث التي كان لنا بها عهد جديد مع البطولة بأمور جديدة كتبنا بها سطر مختلف لمشاركاتنا مع أفضل منتخبات القارة وصفوتها في موعد كبير.

تابعت كثيرا مما كتب بعد الخسارة من تايلاند وشكلها الدراماتيكي، ومع إيماني الشديد أن الآراء دائما لا تتفق في مثل هذا الحدث خصوصا حين يكون الأمر يتعلق بدقائق خمس أطيح فيها بكل شيء في لعبة جماعية تعتمد الفكر والتكتيك والتعامل لحظة بأخرى مع سير المباراة وأحداثها، أجد أن الجهد الذي بذل من قبل كل الأطراف وأولاها اللاعبون والكابتن أحمد علي قاسم، يستحق أن يشار إليه بالبنان وأن نعطيه مساحة من الثناء، ويبقى أن لحظة فقدان تركيز لا يمكن أن تنسينا أن نعود لقراءة المشهد كاملا لنكون منصفين لمجموعة من اللاعبين المتميزين الذين يستطيعون تقديم عطاء يخدم كرة القدم اليمنية لسنوات.

انتهى الأمر وعاد لاعبونا محملين بحزن ووجع لأنهم كانوا الأكثر حاجة للنيل من الغاية التي دنو منها، وعلينا أن نقول لهم: برافو شباب قدمتم ما أمكن وإن كان بالإمكان أفضل مما كان !!

اليمن اليوم