في الهدف: دربي الوادي الأخضر

Monday 30 November -1 12:00 am
في الهدف: دربي الوادي الأخضر

محمد احمد النزيلي

----------

اليوم تعود بي الذاكرة إلى البداية الأولى لعشقي لكرة القدم. حينها كنت في عمر صغير وقادم من قرية بعيدة فأدهشني الملعب الترابي والمرمى الحديدي والشباك المهترئة والمنصة والمدرجات والأرضية الترابية المخططة بالجص، والحشود المهيبة للرجال والحشود العجيبة للنساء اللواتي يتقاسمن المدرجات مع الرجال ويهتفن ويشجعن مثلهم تماماً وأدهشني دخول الفريق الأخضر بقاماته الفارعة والفريق الأحمر بتوازن قامات نجومه.
كان ذلك الملعب هو ملعب الكبسي بمدينة إب. وكانت هذه الحشود مجتمعة لمتابعة لقاء القمة بين نجوم الشعب الابي ومنافسه القوي،والشرس والجناح الآخر لرياضة إب الفتوة.. الفريق الذي دمج مطلع التسعينيات مع السلام. ليشكلا مايعرف اليوم بنادي اتحاد إب.. دخل إلى الملعب ثلاثة أشخاص يرتدون اللباس الأسود(!!)، وواضح من سحنتهم أنهم سودانيين، وقفوا وسط الملعب وشكلوا مع اللاعبين الخضر والحمر قطاراً طويلاً حينها لم استطع صبراً سألت الجالسين بجواري وهم بالمناسبة من أبناء عمومتي من هم الخضر ومن هم الحمر ومن هم السود فقالوا الشعب،والفتوه والحكام مازلت أتذكر ان رأس حربة الفتوة وحارس الشعب يربطان رأسيهما بمنديلين من القماش. فسألت عن السبب فقالوا لي لأنهما يلبسان شعراً مستعاراً ويخشيان سقوطه.

تابعت لقاءت القمة الإبية لسنوات وسنوات كان الزخم الجماهيري يزداد حتى تم نقل مبارياتهما إلى ملعب صلبة السيدة.. قبل إنشاء إستاد إب الحالي.. فتراجع مستوى الفريقين،وعدد الجماهير حتى أعيد تأهيل الكبسي،مرة أخرى فعادت الحياة إلى الديربي، وحققت فرق إب نتائج جيدة وبطولات على مستوى الجمهورية.

وبعد انجاز إستاد إب الجديد أصيبت رياضة إب بضربة قاصمة أخرى أثرت على مستوى الشعب والاتحاد وعلى الحضور الجماهيري، ومن تابع ويتابع دربيات إب،في السنوات القليلة الماضية يستغرب عزوف جماهير إب عن حضور مباراة الدربي بهذا الشكل وعندما يقارن عدد سكان اب اليوم بعدد سكانها نهاية السبعينيات يستغرب العلاقة العكسية بين النمو السكاني والحضور الجماهيري للدربي.

الحضور الجماهيري الذي كنا ننتقده في دربي الموسم الماضي سنفتقده تماماً هذا الموسم نتيجة، لإقامة الدربي في ظروف إب الأمنية غير الصحية. ولإصرار قيادتي الشعب،والاتحاد على خوض اللقاء في إب وتحت حماية المليشيات المسلحة ورفضهم نقل الدربي إلى تعز. لأنهم حريصون على حرمان الجماهير من متابعة اللقاء وإضفاء الشرعية على تواجد تلك المليشيات في الملعب والمدينة، والمحافظة.