الصورة تعبيرية
للعقيق اليماني مزايا كثيرة واستخدامات مختلفة، وفيه من الخصائص الفنّية التي يتمتّع بها من حيث ألوانه الأخّاذة وأحجامه النادرة إلى جانب الزخارف التي يحتوي عليها من صور وأشكال ورسومات متعدّدة، فضلاً عن الرونق الجمالي الذي يضيفه على المصنوعات الذهبية والفضّية عندما تُطعّم به، أما عملية إنتاج العقيق فهي محصورة في صنعاء القديمة وحدها دون غيرها من المدن اليمنية الأخرى، وفي «باب اليمن» وحده يكثر وجود حرفيي العقيق وتجّاره..
العقيق «Karinol أوAgate» نوع من الكوارتز؛ تركيبه الكيميائي «أوكسيد السيليكون» المسمّى كارنيليان Karnelian.
ولعل أشهر أنواع هذا الحجر الكريم هو العقيق اليماني الذي يتمتع بخصائص فنية وجمالية عالية من حيث ألوانه الأخّاذة وأحجامه النادرة إلى جانب ما يكتنزه من تشكيلات ورسوم وصور متعدّدة، فضلاًَ عن الرونق الجمالي الّذي يضفيه على المصوغات الذهبية والفضية عندما يُطعّم بها وهو حجر كريم عالي الصلادة غير قابل للخدش, يؤثّر في الزجاج دون أن يتأثّر به، ناهيك عن المكانة الخاصة التي يتفرّد بها العقيق في قلوب الناس، هذه السّمات وغيرها جعلت العقيق اليماني أكثر رواجاًَ من غيره من المنتجات والمعروضات اليدوية والحرفية الأخرى في المعارض التي شاركت بها اليمن في عدد من دول العالم.
أشهر أنواع العقيق اليماني
يأخذ العقيق اليماني قيمته من ندرته؛ فهو موجود بدرجة تفوق كثيراًَ وجود الأحجار الكريمة الأخرى وإنما يأخذ قيمته من أنواعه وأشكاله وأحجامه وألوانه، وكذا من الصور التي تكوّنت في داخله: كل هذه المعايير بالإضافة إلى منافعه وخصائصه الروحية والنفسية والطبية هي التي تحدّد الثمن والقيمة التي يستحقها.
أهم أنواعه:
Agates varying colours.jpg
العقيق الرماني الأحمر: وهو يتصف بلونه الرمّاني الذي يميل إلى الياقوت ويحظى بأهمية كبيرة, ويشتهر كثيراًَ في الخليج العربي وإيران والعراق بالذات، حيث يعتبرونه حجراًَ مباركاًَ يمنع الحسد ويمنح البركة وهذا النوع أثمن من الأنواع الأخرى.
العقيق المزهر: ويأتي بعد الرمّاني من حيث الأهمية والثمن ويُعرف بالعقيق المصوّر نظراً لوجود ترسبات وصور ورسوم وأسماء في داخله.
حجر الدم: وهو حجر ملوّن عديم الشفافية, يسمّى بهذا الاسم للاعتقاد السائد أنه يفيد لحبس الدم.
حجر الجزع: وهو يعتبر أول حجر كريم يكتشف في اليمن؛ لذلك سمّي بهذا الاسم ويتميّز عن غيره بخطوطه وشفافيته, ومنه نوعان أسود وأبيض.
حجر الشمس: أما هذا النوع فهو شفّاف اللون يميل إلى البياض, برّاق ومكوّر الشكل، أطلقت عليه هذه التسمية نظراًَ لخاصيته، فله بريق لامع، وإذا تعرّض إلى الشمس خلال النهار يظل دافئاًَ محتفظاً بالحرارة طوال الليل.
حجر السجّين: السجّين حجر يميل إلى اللون الأبيض مكوّر وصغير وذو بريق لامع, يستخدم كخرز للحلي منذ قديم الزمان.
حجر النمر: وهو حجر قاتم اللون يتكوّن عادة من ألوان ثلاثة «أ بيض - رمادي - أسود».
حجر أظافر الشيطان: وهو شبه قديم مكوّر الشكل, تظهر على سطحه عروق من نفس الحجر تشبه النجوم؛ ولونه يميل إلى الرمادي.
حجر الفيروز: حجر شفّاف له ألوان أربعة «أزرق -أبيض - أخضر - رمادي» ومن خصائصه جلب السعادة إلى القلب كما يُقال.
يحتل العقيق اليماني منذ القدم قائمة أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية، كما هو حال البن والعسل وغيرهما من المنتجات، ويحظى بشهرة عالمية واسعة تجاوزت حدود جماليته وبريقه، وتغنّى به الشعراء حتى قال أحدهم:
«والعقيق هو نوع من أهم الأحجار الكريمة التي اشتهر بها اليمن وارتبط اسمه بها منذ قرون، وهو بالنسبة إلى اليمنيين ثروة وتراث، يستخرجه حرفيون هواة من بطون الجبال بطريقة تقليدية باستخدام الأزمير في عمليات الحفر، وتبلغ قيمة الفص الواحد منه في بعض الأحيان أكثر من 500 دولار».
أهم أنواع فصوص العقيق هي الأحمر الرمّاني والكبدي والمزهر والسماوي والأبيض والأرجواني.... «الجزيرة نت».
إنتاج العقيق
عملية إنتاج فصوص العقيق تمرُّ بمراحل عديدة من التنقية والصقل قبل أن تصل إلى ألوانها البراقة بالجمال، وتستخدم غالباً في تزيين الخواتم والبدلات والقلائد الفضّية النسائية، كما تُطعّم بها السيوف والخناجر، وهناك ابتكارات أخرى كالميداليات والسبحات وكرات المكاتب وغيرها.
وتختلف جودة العقيق بحسب درجة اللون، الذي يعطي للحجر قيمة أعلى؛ إذ هناك أكثر من عشرين نوعاً من الأحجار الكريمة، أهمها العقيق الأحمر الرمّاني والكبدي والمشجّر الذي يتميّز بأشكال ورسوم طبيعية فيه.وتنحصر تجارة العقيق في العاصمة صنعاء وتحديداً في سوق «باب اليمن» حيث يعج بعشرات المحلات لبيع العقيق.
فوائد وخواص العقيق اليماني
توارثت جيلاً بعد جيل، فهناك من يرى أن العقيق يدفع الأمراض الخبيثة ويقي من الإصابة بها، وأن منه ما يجلب الحظ ومنه من يطرد السحر ويقي من العين والحسد، ومن أصنافه ما يمنح الطاقة والقوة والنشاط.
أما العقيق البنّي فإنه يرسل إشعاعات تمنح حامله الثقة بالنفس وتعطيه الشجاعة وتمكّنه من الانتصار على أعدائه، وإذا علّقت قطعة من العقيق فوق عظمة الصدر؛ فإن لها تأثيراً ملحوظاً في زيادة الذكاء والفطنة وتساعد في الشفاء من الحمّى والجنون وإيقاف نوبات الصرع، ومنه من يجلب البركة ويستخدم لحبس الدم ولطرد الأرواح الشريرة ومعالجة أمراض الأعصاب بإرادة من الله سبحانه وتعالى.
ومن أغرب أنواع العقيق اليماني
فص نقش عليه أربع سور من القرآن الكريم هي «الفاتحة، الإخلاص، الكوثر، وآية الكرسي» رغم أن حجمه لا يتعدّى حجم حبّة الفاصوليا، وهذا الفص موجود ضمن مقتنيات مكتبة أمير المؤمنين في العراق.
يقبل الناس على العقيق رجالاً ونساء إلى التزيُّن نظراً لما يتميز به هذا الحجر الكريم من خصائص جمالية وفنّية كالحجم النادر واللون الأخاذ والزخارف التي يحتويها ولما يضفيه من رونق جمالي على المصوغات الفضية والذهبية عندما تُطعّم به.
كما هو معلوم أن مثل هذه الخصائص هي التي تجذب الكثيرين من الناس إلى الإقبال على اقتناء هذا الحجر الكريم؛ إذ كان هذا هو المتعارف عليه والشائع عند الكثيرين؛ إلا أن هناك بعض الأسباب والدوافع الأخرى التي تشد العديد من الناس إلى اقتناء وشراء العقيق اليماني ليس في اليمن وحسب بل في كثير من البلدان الإسلامية.
من الأسباب والدوافع التي تقف وراء الإقبال على هذا الحجر الكريم المنافع المرجوة، حيث يسود الاعتقاد في أوساط كثيرة أن العقيق:
- أمان من إراقة الدم.
- أن الله يحب أن تُرفع إليه يد بالدعاء فيها فص عقيق.
- جالب للرزق والأموال.
- أمان من كل بلاء.
- أمان من الفقر.
- يجلب الحظ.
- ويدفع عن الأمراض الخبيثة.
والعقيق اليماني، هذا الحجر الكريم لا يأخذ قيمته من ندرته فهو موجود بدرجة تفوق كثيراً وجود الأحجار الكريمة الأخرى وإنما من أنواعه وأشكاله التي تغذّي مثل هذه الأساطير والحكايات التي تروى عن منافعه وفوائده، حيث يعطي الشكل والحجم واللون والصورة التي نسجتها الطبيعة داخل الحجر القيمة والثمن الذي يستحقّه.
