زبطة حرة : الصغير يكبر!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

“كانوا يطلقون علينا اسم النادي الصغير بالأمس. اليوم نحن الأكبر في آسيا.”، ذلك ما قاله مدرب فريق ويسترن سيدني الاسترالي المتوّج بدوري أبطال آسيا.
كرة القدم لا تعترف بالتاريخ ولا بالجغرافيا، هي لعبة الأداء. حتى الحظ شماعة سياسات تبرير الإخفاق، وفق مفهومها هو “مقدار الجهد المبذول”، إذ لا مجال للاجتهاد في خلق مزيد من التبريرات عند كل هزيمة أو فشل، ويجب الاعتراف بجهد الآخر، وحقه في ممارسة الفرح المصنوع بالتخطيط، والمطرز بحبات العرق.
الأخطاء التحكيمية واردة في عالم الساحرة المستديرة، وأرشيفها مزدحم بحالات كهذه، وجلّ من لا يخطئ، لكنها لا تلغي حق الفائز في التعبير عن فرحته والتحليق بعيداً، ويحق للاستراليين أن يرقصوا رقصة “ثعبان قوس قزح”، وان يغنوا البوب الراقصة.
النادي الصغير (سيدني)، تأسس قبل عامين من الآن، 2012، وتمكن في العام الذي يليه من التتويج بكأس استراليا، ما أعطاه الحق في التواجد في دوري أبطال آسيا، كأول ناد استرالي منذ انضمام بلاده إلى الاتحاد الأسيوي في عام 2006، ليعود إلى بلاده محملاً بالذهب الآسيوي على حساب الهلال السعودي صاحب الخبرة والتاريخ والألقاب، وليحط رحاله في مونديال العالم للأندية التي تستضيفها المغرب أواخر العام الحالي.
ما تحقق في زمن قياسي لهذا النادي حديث النشأة، يؤكد أن الانتظار على قارعة طريق الحلم ما هي إلا محاولة بائسة لإضاعة الوقت والجهد، إذ إنه بالتخطيط يستطيع الإنسان تحويل الأحلام إلى واقع.
للأمر أيضاً علاقة بالتربية والتنشئة، ونوعية الرسائل التي يتم توجيهها، إذ إن المطالبة بالمشاركة المشرفة والخروج بأقل النتائج، تفرق بسنوات ضوئية عن الكأس في متناول أيديكم، ولا ترضون بالذهب بديلا.
لو عدنا إلى واقعنا المحلي، المليء بالمنغصات والمثيرات للإحباط، لنقرأ واقعنا الرياضي عامة، والكروي خاصة، فإننا نحتاج إلى زمن ضوئي، لنصنع نادياً قادرا على المنافسة، لعوامل عدة يأتي في مقدمتها غياب التخطيط الجيد بما يتضمنه من وسائل وأساليب وأهداف، والإدارة الكفؤة القادرة على التعاطي مع المتغيرات، وخلق بيئة مناسبة للّاعب، يستطيع من خلالها أن يقدم إبداعاته، وهو الموهوب بالفطرة، التي متى ما وجدت الاهتمام والرعاية الاستراتيجية لا الآنية ستفجر طاقاتها وإبداعاتها على طريق تحقيق إنجاز ما، يروي عطش الجماهير العاشقة.