رغم أن القرار مثل صفعة مؤلمة للكثير من الزملاء الإعلاميين وطابوووور طويل من الفنيين والإداريين والمشايخ والوجهاء الذين تعود أغلبهم حضور هذا الاستحقاق الخليجي ،مع الاعتذار للجميع طبعا، إلا أنه من وجهة نظري المتواضعة أقوى وأشجع قرار اتخذه رئيس الاتحاد العام لكرة القدم منذ توليه قيادة الاتحاد قبل عشر سنوات وحتى اليوم.
تحت أي مبرر قد يسوقه الاتحاد العام لقراره المتمثل استبعاد الجيش الجرار الذي كان يستعد حتى ساعات من موعد السفر للطيران الى الرياض وحضور فعاليات خليجي 22 ،فان الخطوة في حد ذاتها كانت إيجابية وسليمة وفي مكانها الصحيح،وكان يفترض تنظيمها وتقنينها منذ ثاني مشاركة ،لكن الخطأ المآخذ على الاتحاد في الأسلوب والتوقيت الذي تعامل مع الجميع باستهتار ولا مبالاة وبلا مسئولية.
طبعا لست ضد سفر س أو ص من الناس ،بقدر الحرص على أن يكون الحضور مشرفا ومعقولا بقدر المشاركة الكروية التي نعرفها ويتوقعها الجميع ،وهي معروفة بتواضعها منذ أول مشاركة في بطولات الخليج عام 2004 ،فلماذا الحرص على اصطحاب الجحافل الطويلة من الخُبرة والأصحاب والأقارب والمؤلفة قلوبهم،والمشكلة ان البعض لا يفقه في الرياضة شيئا والبعض الآخر ينقل صورة سيئة عن المواطن والوطن.
الأغرب من كل ذلك المغالطة الدائمة التي تسوقها قيادة الاتحاد العام ومسئولها الإعلامي عن مسألة إتاحة الفرصة للجميع والمفاضلة بين الصحف ووسائل الإعلام ،وهو أمر غير صحيح إذا ما رجعنا الى قائمة المسافرين في البطولات السابقة فسيتضح أن هناك من الأشخاص سواء كانوا إدارين أو فنيين أو اعلاميين أو مرافقين قد سافر لمرتين وربما ثلاث أو أربع مرات في دورات الخليج فيما أسماء كبيرة ومعروفة ومستحقة لم ينالها الحظ لتأخذ فرصتها لأنها ليست ضمن زمرة المطبلين والمزايدين واللاهثين وراء سفرة تطلعك وسفرة تنزلك.
الموضوع يا جماعة أبسط بكثير من توزيع الهبات هنا وهناك ،المسألة ببساطة يا سادة الكرة الأجلاء درءا للإحراج والضغوطات يكمن في تفعيل مبدأ إتاحة الفرصة لمن هو مستحق ومن لم يشارك نهائيا في أي بطولة ومن ثم الأقل حضورا ..وهكذا ستتاح الفرصة أمام الجميع دون مزايدة أو مزاحمة وكفى الله المؤمنين شر القتال.
