(جسم غريب) يرعب الخليج!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

لم يدر بخلد الشيخ (الكهل) عيسى بن راشد أن كلماته النابية بحق شعب العروبة والأصالة ستكون مصدر قوة والهام لمنتخب اليمن الشاب المشارك ببطولة كاس الخليج لكرة القدم المقامة في الرياض (خليجي22)، ورداً على تصريحه قدّم الأحمر الشاب واحدة من أجمل مبارياته أمام منتخب البحرين الذي خرج بدعاء الوالدين متعادلاً ممزوجا بتعاطف تحكيمي لـ (عيال الديرة)!.
كثيرون في (الخليج) قالوا إن هذه مجرد بداية من منتخب (النقطة)، وسيعود الفريق (المتخلف) كروياً إلى نمطه المعتاد واللعب دفاعيا طوال أشواط المباريات كما جرت العادة، وستستقبل شباكه (مطر) من الأهداف!.
في مباراته الثانية أمام العنابي القطري، لم (يخاف) المنتخب الشاب، وواصل إبداعه الكروي، بتناقل الكرات الجميل، والثقة في النفس، والإصرار على رسم صورة مثالية لمنتخب جديد يسعى جاهداً لطمس الصورة الباهتة المرسومة من قبل بعض (عواجيز) الفرح في البطولات السابقة.
الأحمر بقيادة مدربه التشيكي (سكوب)، وشبابه الواعدين، قدموا معاً مباراة جيدة (نشّفوا) ريق مدرب منتخب قطر الجزائري جمال بلماضي، وكتيبة لاعبيه، وانتزعوا تعادلاً بطعم الفوز من أنياب احد ابرز المرشحين لخطف كاس البطولة، علماً أن التعاطف التحكيمي كان بارزاً، وظهرت علامات استغراب من قرارات الحكم العماني الذي سار على مبدأ الشيخ عيسى بن راشد، وترجم كلماته بطريقة أخرى (أنا وابن عمي على الغريب)!.
وعلى فكرة، لم اقل هذا الكلام (الاتهامي) اعتباطاً، بل من خلال متابعة المباراة بدقة، وعبر استماعي للمعلق السعودي في قناة "السعودية الرياضية" وهو يسجّل نقاط اعتراضاته على الحكم المتعددة، وتغزله في المنتخب اليمني واعجاباته المتكررة، التي حظيت بتقدير الجمهور الرياضي اليمني.
وبالعودة إلى تصريح الشيخ عيسى بن راشد عشية افتتاح البطولة وتهكمه من وجود المنتخب اليمني الضعيف فيها، وعدم تسجيله لأي جديد لها، ووصفه بالجسم الغريب، ومن هنا أدون بعض الملاحظات:
- الشيخ عيسى بن راشد عاصر البطولة منذ افتتاحها (1970)، وهو يتمنى ملامسة كاس الخليج، ولم ينل مراده حتى هذه البطولة الـ 22، ألا يدل ذلك على ضعف حقيقي لمنتخب بلاده (البحرين)، خاصة وانه المنتخب الوحيد الذي لم يحرز لقبها بالاشتراك مع منتخب اليمن، مع فارق عدد المشاركات لصالح البحرين المتواجد منذ انطلاقتها، ونظّم بطولات على أرضه.
- لم (يكذب) الشيخ عيسى بن راشد بوصفه منتخب اليمن بالجسم الغريب، فالجسم الغريب اثبت انه كذاك، لكن من ناحية الانتماء الحقيقي للوطن وحبه والتضحية من اجله بالغالي والرخيص، فالحضور الجماهيري اليمني الكثيف جعل الجمهور السعودي ومعه جمهور المنتخبات الخليجية في موقع الخجل (ان كان هنالك حياء وخجل)، فأصواتهم هادرة، وحضورهم طاغٍ، ومنذ ساعات قبل المباراة، رغم ما يلاقونه من تعب وجهد وكد في أعمالهم، بعكس من يجلسون على الأريكة، والتكييف المركزي، ولبس (الدشداشة)، وفي الأخير يعطون منتخباتهم (القفاء)!!.
- المنتخب الغريب، مدرسة لتعليم حب الأوطان، والانتماء لها، فشعارهم (بالروح بالدم نفديك يا يمن) حاضراً، تراهم يحرثون الملعب طولاً وعرضاً، رغم فارق الإمكانيات من حيث الاستعدادات، واللياقة البدنية، والفارق المهول بين أجسام من يعشقون (الكبسة)، وبين هؤلاء (الغرباء) الذين لا "يأكلون حتى يشبعون"!.
- الجسم الغريب..دعا المحلل الرياضي السعودي عبد العزيز الدغيثر، يرفع عقاله اعتذارا واحتراماً له وللجمهور الرياضي اليمني، نظيراً لما قدموه، وهو من جعل المعلق السعودي يتمنى ملاقاته وهو ليس في يومه..ياااااه قوية!!.
- في الأخير.. أتمنى على الشيخ عيسى بن راشد الاهتمام بمنتخب بلاده، وترجمة (غروره) ببطولة يتيمة، يلتقط معها صورة تذكارية، إن كان هنالك من العمر بقية، ورحم الله الشيخ –الشهيد- فهد الأحمد الصباح، رحمة الأبرار.