دولة القاصر ، علي القصير " المنتخب" !! .. متى ينبت ضرس العقل في لـثة الحكومة ؟!

Monday 30 November -1 12:00 am
دولة القاصر ، علي القصير " المنتخب" !! .. متى ينبت ضرس العقل في لـثة الحكومة ؟!
كتب / شكري حسين
----------


ثمة تساؤلات جالت بمخيلتي وأنا أتابع لحظة وصول منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إلى العاصمة صنعاء السبت الماضي وحفل الاستقبال الذي أقيم على شرفه وخلصت من مجملها أن هذه البلاد لا يمكن لها أن تقف على قدميها ، وليس بمقدورها الخروج من تقوقعها، طالما وقد ابتلاها الله بعقول لا تنظر إلا إلى تحت قدميها ولا تحكمها إلا نزواتها الشيطانية التي أدخلت البلاد والعباد في بحر "لجي" من المصائب والآلام التي لا أول لها ولا أخر.


أدركت وأنا أتابع لحظات الاستقبال هذه أن البعض ممن يسمون أنفسهم قيادات لا زالت تمارس الاستهبال على هذا الشعب المسكين وتستغل أفراحه وتجيرها لمصلحتها بصورة "فجة" اعتقادا منها أنه بمقدورها المغالطة وتزييف " وعي " الناس كما كانت تفعل، أور بما أرادت أن تبرق لمناوئيها أنها كالحشرات قادرة على التكاثر وباستطاعتها بث شرورها طالما ورأس الأفعى لا يزال ينضح بالسموم.


تساءلت وغيري كثير، ماذا قدم هؤلاء "المتزاحمون" للمنتخب وشبابه حتى يتقافزوا دون حمرة خجل واحدة أمام كاميرات التلفاز وفلاشات المصورين، ما الذي فعلوه للمنتخب حين كانت عناصره تعاني " الأمرين" في صنعاء قبل الذهاب للرياض " وتتضور"، لا أقول جوعا ولا طمعا في مال ، ولكن لوقفة مسئولة ودافع معنوي كانت في أمس الحاجة إليه قبل أن يتم الزج بها في منافسة غير متكافئة مع خصوم توفرت لهم كل سبل الاستعداد والتهيئة.

 

تساءلت بحرقة وألم عن هذا "التوظيف" المستفز والتجيير غير "الأخلاقي" لإنجاز شباب صغار صنعوا مجدا للوطن دون مساعدة من أحد ،لتأتي شلة الاسترزاق ممن يحبوا أن يحمدوا دون أن يفعلوا وقد طوق أعناقهم" وشاح الجمهورية" وهم اللذين بأفعالهم القبيحة تجاه الشعب والوطن قد وضعوه خلف ظهورهم وداسوا عليه قبل أن تثمل بطونهم بخيرات البلد المنهوب وتسكر عقولهم التي لا تقدم إلا الشر لهذا الوطن وأهله .


من حق كل أبناء الشعب دون استثناء ، ومن حق الأحزاب والطوائف والمكونات أن تفرح بما تحقق خصوصا وقد ولد من رحم " المعاناة" ومن تحت رماد المنغصات، لكن ليس بتلك الطريقة المستفزة التي تكرس قولا وفعلا أن:" النجاح له آبا كثر بينما الفشل له أب واحد" ، وهي خاصية ربما تكون يمنية خالصة عطفا على مشاهد الاشمئزاز التي نقلتها شاشات التلفزة لكل من هب ودب بما في ذلك اللذين لا يفرقون بين كرة القدم ولعبة المبارزة.


أتصور أنه لو لم يقدم منتخبنا تلك المستويات اللافتة التي نال على أثرها عبارات الإشادة والثناء والتي وحد بها "القلوب" المتناحرة والنفوس المتباغضة في بطولة الخليج الحالية لقامت الدنيا ولم تقعد على رأس الاتحاد اليمني العام لكرة القدم ولنصبت في طريقه المشانق ولوضعت رأس أعضاءه تحت مقصلة التهم بخيانة الوطن والتلذذ بتمريق سمعته في ملاعب الرياض ولانهالت عليه سهام النقد من كل حدب وصوب باعتباره المسئول المباشر عن المنتخب، لكن هؤلاء جميعهم لم يسألوا أنفسهم كيف تمكن الاتحاد من إعداد المنتخب وتجهيزه، وماهي الصعاب التي وضعت في طريق تهيئته ، لم يكلف أحد ممن تتداحشوا وتضاربوا عند سلم الطائرة حتى مجرد السؤال عن ما قدمته الدولة ورموزها لقيادة الإتحاد من اجل أنجاح مهمته، وعندما عاد بإنجاز نعده نحن في اليمن كبيرا عطفا على الفوارق التي تفصلنا مع أشقاءنا في الخليج ظهرت تلك الوجوه بثوب الحريص على سمعة الوطن وتقديمها لقرابين الحب في حضرته تماشيا وحقيقة : شركاء في المغنم ،بعيدين عن الخسارة.


لا باس في الختام من التذكير ان الرياضة وكرة القدم خاصة بمقدروها صناعة العجب في عقول وقلوب الناس كما هي السياسية سببا في تباعد وتباغض الغالبية من أبناء الشعب ، وبالتالي فإن الاهتمام بها هو أهم ما يمكن العمل عليه خلال الفترة القادمة من قبل أول مسئول في الدولة إلى اصغر عضو في الاتحاد وعدم التوقف عند محطة ما تحقق لأنه وبمعيار الأرقام والمراكز ليس بالشئ الكثير ، والأهم في تصوري من الفرحة المبالغ فيها ان يتم توفير كل متطلبات المنتخب في الفترة القادمة إذا أن مهمته القادمة ستكون أصعب بكثير من التي مضت، مع ضرورة أن يستشعر اللاعبون أنفسهم أهمية المحافظة على مستوياتهم ومن ثم تطوير مسابقات القدم وهي من مهام الاتحاد دون إغفال دور وزارة الشباب والرياضة في زيادة مخصصات الأندية والاعتناء بها وقبل ذلك كله تغيير نظرة الدولة القاصرة عن الرياضة واعتبارها من عناصر النجاح لأي بلد.