عطني دوري قوي...!!

Monday 30 November -1 12:00 am
عطني دوري قوي...!!

محمد قاسم

----------

حقيقة كروية لا يمكن اغفالها تقول:«اعطني دوريا قويا اعطك منتخبا قويا»، تجسدت بجلاء ووضوح في الحالة الدراماتيكية التي حسمت الدور نصف النهائي من بطولة خليجي22 لكرة القدم بتأهل المنتخبين القطري والسعودي الى المباراة النهائية وهما المنتخبان القادمان من بطولتين أكثر قوة قياسا الى بطولتي عمان والامارات، وهذا أمر لا يجهله أحد، كما انها حقيقة لا تنسى تقول ان الدوري الاماراتي قوي، لكن السعودي اقوى منه، اما القطري فان مقارنته بالدوري العماني ظالمة للثاني من كل الجوانب الا اذا تم الحديث عن الجمهور والمواهب، فإن ثمة ما يمكن ان يحسب للدوري العماني الذي مازال يتحسس اولى خطوات الاحتراف الحقيقي.

اذا فالمنتخب القوي لا يأتي الا من دوري قوي، ونصف نهائي خليجي 22 أكدها كحقيقة كروية بعد ضم ثلاث منتخبات اتت من اقوى ثلاثة دوريات في منطقة الخليج «السعودي، القطري، والاماراتي» ورابعهما المنتخب العماني الذي يعتمد على عدد من اللاعبين المحترفين ابرزهم علي الحبسي الحارس في ويجان الانجليزي، ما يعني ان الدوري القوي هو من يقدم اللاعب القوي الجاهز لتحمل اقوى الضغوط، القادر على تحقيق الأهداف، كعملية تدخل فيها عوامل كثيرة من بينها الدوافع الذاتية للاعب نفسه الذي يبحث في المنتخب بعد شرف تمثيل الوطن عن فرصة لإثبات جدارته، وربما عن مساحة للظهور في ارض الملعب يتم من خلالها توجيه بعض الرسائل المتعلقة بمستقبله الاحترافي او علاقته بالجمهور.

وفي الدوري القوي تتعدد الخيارات امام مدرب المنتخب، وتسهل مهمته في الاختيار التي تكون مركزة اكثر في الجوانب الدقيقة الخاصة بالتكتيك، ووضع المهام الفردية والجماعية الكفيلة بضرب دفاعات المنافسين وفتح الطرق المؤدية الى هز شباكهم، والاعتماد في ذلك على لاعب جاهز قادم من دوري احترافي قوي، والاحتراف هنا ليس اللعب بمقابل مادي، ولكنه التعامل باحترافية في كل المجالات المتعلقة بكرة القدم، لاسيما الجانب الانضباطي داخل وخارج الملعب، وقبل ذلك التقيد الحرفي بتنفيذ تعليمات المدرب او التعود على ذلك.

والناظر للموهبة الخليجية عموما سيجد ان لا فرق بين اللاعبين على مستوى الموهبة، كما ان الدول التي تشارك منتخباتها في كأس الخليج تبدو متقاربة في اهتمامها بالمنتخبات الكروية، لكن الفارق مازال في شكل وطريقة البطولات المحلية، فبينما هو اكثر انضباطا وصرفا في الدول المشار اليها اعلاه – السعودية، قطر، الامارات فإنها ماتزال دون المستوى من دول اخرى مثل الكويت والبحرين وعمان، وبدرجة اقل في العراق ومن ثم اليمن، وذلك ما ظهر على نتائج المنتخبات التي ربما يكون للحماس والمعنويات دورا هاما في تعويض النقص الفني والاحترافي عند بعضها، لكنها تظل بحاجة الى ممارسة الاحتراف بوجهه الحقيقي حتى تصل إلى ما وصل اليه غيرها.

والاحتراف كما نعلم عملية متكاملة، تبدأ من النادي، ويساهم فيها اللاعب والاتحاد الكروي المحلي والاعلام، والجمهور ولاشك ان دور الدولة عامل مهم في انجاحها، ومن سبق ذكرهم لاشك يهمهم امر تطور المنتخب في بلدانهم، وهي هنا دعوة للجميع للعمل على تشجيع الاحتراف بل وتطبيقيه بالشكل الصحيح حتى تكون لدينا منتخبات صحيحة وقادرة على المنافسة.