زبطة حرة : ثورة الأختام

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 ظل قدر وزارة الشباب والرياضة استقبال التعيينات واستحداث المناصب لأغراض ما، دون إدراك مدى ارتباط تلك التعيينات بهيكلة الوزارة، أو قدرة المحمولين إلى الوزارة فوق بساط القرار الجمهوري على إحداث نقلة نوعية وترك بصمة إيجابية في واقع الشباب والرياضة الذي يتخبط كمن أصابه مس شيطاني.
وزارة الشباب والرياضة يبدو أنها الحقيبة الوحيدة التي لم يجد المكلفون بتشكيل الحكومات السابقة صعوبة في اختيار من يشغل منصبها ويحمل مسئوليتها، ولا يعرض لها أكثر من اسم من قبيل المفاضلة، بل تجد أنها تأتي في آخر الاهتمامات، ليس لعدم أهمية كرسيها، بل لعدم أهمية مجالها في نظر القائمين على أمور البلاد. حتى أن التعيينات التي تتم تتجاهل كثير من الكوادر ذات الخبرة التي أفنت أعمارها في خدمة الرياضة والشباب، وتنتظر اللحظة التي يتم فيها الالتفات لعطائها.


رأفت الأكحلي، هو أول وزير شاب يتولى حقيبة هذه الوزارة، في ظل تركة ثقيلة تنتظره، لا تتعلق بحكاية الأختام المتعددة داخل الوزارة، بل عليه أولاً أن يعيد النظر في هيكلة الوزارة، ففي كل بلاد الدنيا لكل وزارة أو مصلحة حكومية أو أهلية هيكلة وظيفية أو سلم وظيفي يحدد المناصب العليا والدنيا فيها ويتم توزيع الأشخاص على ضوئها، ما يعني أنها فراغات محددة يجب ملؤها وفق معايير الكفاءة والخبرة من منطلق أن الوظيفة العامة ليست حكراً لحزب أو جماعه بقدر ما هي تكليف لمن يستحقها لا تشريف له.


لدى الوزارة وكلاء ووكلاء مساعدون لكل شيء، ولا يعملون شيئا، سوى لمزيد من العبء المالي والإداري، وكلها مناصب مستحدثة، لم تكن من أجل حاجة الوزارة أو افتقارها لمن يدير العمل بقدر ما هي نتاج لقناعات مبنية على الإغراء والإرضاء. إن قطاع الشباب والرياضة لا يحتاج لمزيد من التعيينات واستحداث المناصب، بقدر احتياجه لأياد أمينة تدفعها قلوب صادقة ذات نوايا مخلصة تعمل على انتشاله من واقعه المتخلف، الذي تؤكد تخلفه تصنيفاتنا العربية والقارية والدولية.


لن يتحقق التطور المنشود بزيادة المناصب التي تؤدي إلى تنازع الاختصاصات المفرملة للعمل والمؤدية للفشل والإخفاق والتخلف.. فهل ستنجح مراكز القوى داخل الوزارة في كبح جماح الأكحلي، وإيقاف طموحاته عند ثورة الأختام فقط؟ ذلك ما ستجيب عليه الأيام القادمة بما تحمله من نجاحات أو إخفاقات على مستوى أداء الوزارة، التي تمثل الشريحة الأكبر في المجتمع اليمني؟

 

ماتش: