نبش واقع رياضة المـرأة اليمنية .. تحليل ؟!

Monday 30 November -1 12:00 am
نبش واقع رياضة المـرأة اليمنية .. تحليل ؟!

- تصوير: عبدالرحمن حويس / الصــور تعبيرية:

كتب/ محمد البحري
----------

على طاولة رئيس اتحاد رياضة المرأة: 

  • تخلصي من جيل معسل (روان) وقات همدان وجلسات حمود السمه الفنان
  • فتيات المدارس هن الحل وجرس المسنات دق معلنا انتهاء الدرس..!


عندما تقول لاعبة منتخب وطني أنها تمارس لعبتها منذ 14 عاما ونجد سجلها الرياضي خاليا من الإنجاز بل ويتم اختيارها كأسوأ لاعبة في إحدى البطولات بشهادة مدرب أجنبي كبير فإن الخلل ليس في لوائح اتحاد المرأة أو في شخص رئيس الاتحاد العام لرياضة المرأة الأخت نظمية عبد السلام، نظمية ببساطة حققت للرياضة اليمنية حينما كانت تبحث عن النجومية في طاولات الدهاء ما لم تحققه لاعبة أخرى في الشطرنج وصنعت لنفسها اسما لامعا بين نجمات الرياضة اليمنية قبل أن تتولى مهام إدارية في صندوق النشء أو في الاتحاد..
ونظمية خلال تاريخها الحافل بالإنجازات المحلية والخارجية لم تختلق أي مشاكل ولم تعترض بدون وجه حق، فقط ركزت على رياضتها الذهنية ومارستها بحب وتقدير فكانت تُشرف اليمن في كل مشاركتها أخلاقيا حين تفقد الألقاب وأخلاقيا مقرونة بالألقاب متى كانت في قمة تألقها..
هذه النجمة الإدارية الآن أصبحت مثالا يُحتذى به فقط عند من يردن أن يكن ذوات شأن في المستقبل تماما كما أصبحت العديد من نجمات الوطن مبدعات في مجالات أعمالهن حين تكون لخبرة السنوات دورا في التأهيل والصقل والعمل بإخلاص فالرياضة تهذب النفوس ولا تفسدها..
الأكيد أن البعض في هذا الزمن لا يشبه تلك الحالات الفذة من العطاء، جيل نصفه مسكون بالطيش وبعضه يتبختر بالتهور والغريب أن نجد ممارسات هزلية من بعض اللاعبات اللاتي لم يحصدن ميدالية عربية أو يكن على مستوى حضور مشرف وقوي محليا لنجدهن يتطاولن أمام العمالقة بأسلوب مشين يبعث على الغثيان من زمن يحاول الأدنى فيه أن يقاوح ويتحدث بإسراف دون وجه حق أو لمجرد نزق مزاجي يحتفي به المطبلين وضاربي الدفوف بشكل يُرثى له كون دوافعه معروفة وأسبابه في بطن مطار صنعاء..

من المدرسة البداية


أنهى الاتحاد العام لرياضة المرأة موسمه الرياضي بثلاث بطولات كبيرة بدأت بتنظيم بطولة لطالبات المدارس وانتهت ببطولة جماعية وأخرى فردية تنافست فيها 475 لاعبة من مختلف محافظات الجمهورية، ولعل هذا العدد ومشاركة الفتيات يضع صورة واضحة المعالم لكل من يريد أن يتجاهل مثل هذا النشاط الكبير للاتحاد إذا ما علمنا أن قيادة الاتحاد اهتمت بمحافظات تشارك على أمل الاهتمام مثل سقطرى وحضرموت والتي التزم الاتحاد بشراء مستلزمات وملابس رياضية لهن لكونهن جئن طامحات إلى الرعاية قبل التنافس والاهتمام قبل التتويج.
ليس من السهل طبعا أن تقيم بطولة لستة ألعاب ويكون الناتج وجوه جديدة وواعدة أكدت الأخت نظمية أنهن سيكن محط اهتمام وسيعمل الاتحاد على صقل مواهبهن لما لمسه لديهن من حماس ومستويات قوية أبهرت الجميع في أخر ثلاث بطولات. الأكيد المفيد في خطة اتحاد المرأة هو أنها ستعيد تفعيل النشاط المدرسي من جديد خلال العام 2015 وهي الخطوة الجبارة التي ستمثل ضربة قاضية لكل اللاعبات اللاتي آكلن من خيرات صندوق النشء ولم يقدمن سوى ابتسامات ساخرة أثناء الخسائر الثقيلة التي تلقينها في المشاركات الخارجية.
خذوا مثالا منتخب الكرة الطائرة حظي بمدرب مصري (جدع) الكابتن عماد نوار وتمرن شهورا في صالة اتحاد المرأة ثم سافر إلى مصر لإقامة معسكر خارجي لنصف شهر استعدادا لدورة الشارقة وهناك حيث برج خليفة يقف صامدا في وجه الرياح توجع برج العرب من هول ما رأى وشاهد وتوجعنا كلنا على ذلك الأداء الكوميدي المحزن في نفس الوقت حين لم تنجح لاعباتنا اللاتي قضين أعمارهن في خدمة الكرة الطائرة ولعبن حتى حسب التوقيت المحلي لصنعاء والقاهرة والشارقة لم ينجحن حتى في الفوز شوطا واحدا من أصل 18 شوطا ناتج ست مباريات، كل ما شاهدناه عقب كل خسارة الاسنان والنواجذ التي تبتسم دون شعور بالولاء والانتماء لهذا الوطن ودون حتى التلون بالخجل من فانيلة المنتخب التي تحمل ورائها اسم اليمن.


دموع الورد.. ودخان المعسل


في الألعاب الفردية شاهدنا نجمة تعز في الطاولة دنيا الشرعبي وهي تبكي بحرارة بعد خسارتها المباراة النهائية في بطولة عربية، وهكذا لاعبات القوى ونجمات الشطرنج حتى أن لاعبات الفئات العمرية في الأردن الشطرنجيات أمل الحمدي ووفاء الشيباني وحنان نواس وأسماء الحليلة ونهى الأهدل كن يذرفن الدموع بغزارة في حال خسرت إحداهن مباراة وكنت أجد صعوبة بالغة مع زميلي المصور أيمن تلها في إسكاتهن أو مغالطتهن بالكلام المعسول، يومها قلنا (إنها المدرسة) لاعبات في عمر الزهور بكل هذه الدموع لا يعني الأمر سوى شئيا واحد هو أن جيل (الشيشة والتنمبل) لن يحصد لك يا عزيزتي نظمية أي لقب أو حتى شبه لقب وأن عليكي أن تنظري لهولاء..
تفضلوا هذه اللقطة التي أبكتنا في عمان، لم تكن الدموع التي ذرفتها الصغيرات لخسارتهن فقط من بعض اللاعبات الأخريات ولكن بمجرد أن وضع التزويج لاعبتان يمنيتان في مواجهة واحدة كانت أمل الحمدي ذات الثمان سنوات يومها تفوز على زميلتها الصغيرة الرائعة وفاء عبد القادر يومها بكت الفائزة على الخاسرة بكت بحرقة لأنها فازت على صديقتها بنت اليمن فكان الموقف مؤثرا جعلنا نستحضر مهازل (المسنات) ونقول بنهدة عميقة ستكون اليمن بخير طالما تهطل الدموع ببراءة بين طفلات لازلن حتى اليوم يحصدن الذهب والعجب في بطولات العرب.
يا أستاذة نظمية لا يحق لأحد التدخل في لوائح الاتحاد لا وزير ولا قطاع بات مطالبا بالرحيل، لا يحق لمدير أو غفير أن يحاسبك على لفض بعض اللاعبات أو عدم الركون إليهن لأي سبب، لكننا سنحاسبك إن أبقيتي على جيل (الراهبات) اللاتي دق جرس انتهاء صلاحيتهن منذ سنوات ومع هذا ندرك أنك راهنتي على خبرتهن وأنك ظننتي أن أطنان العسل الذي تناولنه سيكون حلو المذاق على بساط التنافس لكن للأسف ذبل الورد ورحل النحل حزنا على ذهاب غذائه لمن لم يعد فيه خيرا حتى لنفسه..
.
يا رئيس اتحاد المرأة بعد درس الشارقة تبين (الخلل) واتضح مرتكز (الزلل) وبما أنك وقيادة الاتحاد ستعملون على تقييم أداء الموسم القادم فإن الخطوة الأولى التي يجب أن تكون ضمن أولوياتكن وأولويات اليمن هو التنقيب في المدارس عبر بطولات مكثفة ومركزة في أبرز الألعاب الفردية والجماعية، فبطولات الاتحاد لا يجب أن تستمر كما هي عليه الآن إلا إذا كان الغرض هو إقامة أنشطة فقط، لكن إن أردتن النجاح وصناعة صورة مثالية تقترب من إنجازاتكن فعليكي أن تعلمي أن من يشاركن الآن وليس غدا لن يكن أعمدة منتخبات وطنية قادرة على المنافسة أو العطاء، فقط وقد شاهدتي أنهن لا يجدن سوى افتعال الأزمات واللعب بروح مشردة لا تعي مهمة التشريف ولا تردك أصول العشق لتراب الوطن..
أثق في قدرة الاتحاد وفي ظل حنكتك الإدارية ورؤيتك الثاقبة على معالجة كل قضايا الرياضة النسوية وأومن تمام الإيمان أن القادم سيكون جميلا بتأهيل الصغيرات اللاتي لا تزال عقولهن قيد الفهم والتعلم، اللاتي لا يجمعهن معسل (روان) أو قات همدان أو جلسات حمود السمة الفنان..
الأكحلي سند لرياضة المرأة
في ظل تواجد وزير شاب الأخ رأفت الاكحلي يبدو الأمر صحيا جدا فهو أحد الذين وقفوا جنبا إلى جنب في (الساحة) مع المرأة لذا لا يغيب عنه أهمية الدور الذي تلعبه المرأة اليمنية في صناعة الحاضر وخدمة المجتمع في كافة نواحي الحياة، بالتأكيد المعطيات الدقيقة ستكون نافذة لتكاتف وزارة الشباب والرياضة مع اتحاد المرأة كما هو حال باقي الاتحادات الرياضية وسيكون الوزير سندا للفتاة اليمنية بما تستحق ووفقا للنظم والأساسيات والحقوق والواجبات بعيدا عن الإملاءات أو التدخلات التي من شأنها أن تعرقل العمل الرياضي النسوي وعلى ما يبدو أن وزيرنا الجديد (حكيم) ويدرك مغزى الكثيرون خصوصا من يحاولون الصيد في الماء العكر بعد مرورهم بالأنهار العذبة والتي من الممكن أن تعود بالفائدة على وطن بحجم اليمن.
إذن فتيات المدارس هن الحل، وهن أساس البناء والتطوير والنهوض ورفد المنتخبات الوطنية بالمبدعات والموهوبات، شاهدنا لاعبات مدارس سقطرى اللاتي قدمن مستويات رائعة في البطولات الثلاث وبالمثل ظهرت لاعبات المحويت وحضرموت بقوة وحصدن الميداليات والجميل أن البطولات الأخيرة شاهدنا لاعبات مدارس لهن علاقة بدفاتر أبو (40) بعيدا عن أؤلئك اللاتي يعتنقن (الملازم) في ظل بطولات عربية خصصت للنشء والاشبال والشابات.
الجميل أيضا أننا شاهدنا لاعبات في المنتخب الوطني أتجهن للتحكيم والتدريب وهي خطوات هادفة لتوفير كادر نسوي متخصص يدير منافسات الفتيات ويستطيع التفاهم معهن بلا قيود والمهم أن يكون ضمن خطة الاتحاد العام للموسم القادم دورات تأهيلية تحكيمية وتدريبية عطفا على إتاحة الفرصة من قبل الاتحاد لخريجات معاهد التربية البدنية.