خليجي 21: نهائي ساخن بين الإمارات و العراق

Monday 30 November -1 12:00 am
خليجي 21: نهائي ساخن بين الإمارات و العراق
----------

 



المنامة(ا ف ب) - تسدل دورة كأس الخليج لكرة القدم غدا الجمعة الستار على نسختها الحادية والعشرين التي تستضيفها البحرين منذ الخامس من الشهر الجاري، وتتجه الانظار الى مباراة نهائية مثالية بين منتخبي الامارات والعراق اللذين لفتا الانظار منذ البداية وتصدرا دائرة الترشيحات للقب.

لم يكن المسار الذي خاضه كل من المنتخبين للوصول الى المباراة النهائية سهلا على الاطلاق بوجود مجموعتين قويتين كان يصعب التكهن بهوية المتأهلين منهما الى الدور نصف النهائي.

لكن "الابيض" الاماراتي ومنتخب "اسود الرافدين" العراقي كانا محط الانظار في هذا الدورة منذ الجولة الاولى، فقدما الى الكرة الخليجية اسماء جديدة تعد بمستقبل باهر، واداء فنيا جيدا منحهما علامات التفوق على الاخرين بوضوح.

كل هذا بقيادة مدربين وطنيين، الاماراتي مهدي علي صاحب الانجازات الكبيرة مع نفس الجيل من اللاعبين في منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي، والعراقي حكيم شاكر القادم من انجاز المركز الثاني اسيويا مع منتخب شباب العراق الذي أهله للمشاركة في بطولة العالم، ما دفع بالاتحاد العراقي الى اسناد المهمة اليه بعد الاستقالة المفاجئة للبرازيلي زيكو.

المنتخب الاماراتي ظفر بلقب كأس الخليج مرة واحدة على ارضه عام 2007، في حين توج المنتخب العراقي ثلاث مرات لكن في الحقبة القديمة للدورة اعوام 1979 و1984 و1988 بقيادة مدرب محلي هو الراحل عمو بابا.

يذكر ان العراق التحق بالدورة في النسخة الرابعة عام 1976، وانسحب مرتين في 1982 بقرار سياسي و1990 احتجاجا على التحكيم، وابعد من 1992 حتى 2004 بسبب غزو الكويت عام 1990.

لم يلتق المنتخبان سوى في سبع مباريات في دورات الخليج، ففاز العراق مرتين وتعادلا خمس مرات.

"الابيض" الساحر

قدم منتخب الامارات افضل العروض الفنية في "خليجي 21" حتى الان، بفضل انسجام لاعبيه ومهارتهم وخصوصا عمر عبد الرحمن، مارادونا الخليج، الذي يتعامل مع الكرة بشكل راق جدا ان كان في التمرير او في الاختراق والتسديد او في تخطي اي لاعب منافس، ما يجعله الورقة الرابحة في صفوف "الابيض".

ويحظى المدرب مهدي علي ايضا بلاعبين قادرين على تحويل مجرى المباراة في اي لحظة كالمهاجمين علي مبخوت (سجل هدفين) واحمد خليل (يتصدر ترتيب الهدافين بثلاثة اهداف)، فضلا عن عناصر متمكنة في جميع المراكز كعامر عبد الرحمن وحمدان الكمالي واسماعيل الحمادي وعبد العزيز هيكل ومهند العنزي وحبيب الفردان وخميس اسماعيل وغيرهم.

بدأ منتخب الامارات البطولة تحت ضغط انجازاته السابقة التي حققها مع مهدي علي ومع معظم عناصره مع منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي، فكان عند حسن الظن وتغلب على قطر في الجولة الاولى 3-1.

اكد الاماراتيون علو كعبهم في المباراة الثانية ضد منتخب البحرين، فاعتمدوا تكتيكا حذرا امام اصحاب الارض الذي يجيدون بدورهم السيطرة على الكرة وبناء الهجمات، لكنهم عرفوا طريقهم الى الفوز 2-1 وحجزوا اولى بطاقات التأهل الى نصف النهائي.

اراح مهدي علي العديد من لاعبين الاساسيين ومنح الفرصة لاخرين لخوض المباراة الثالثة امام عمان، فكانوا على قدر المسؤولية ايضا ليخرج المنتخب بالعلامة الكاملة بعد هدفين لاحمد خليل.

ارتفعت وتيرة الضغط الاعلامي والجماهيري في دور الاربعة بمواجهة من العيار الثقيل بين الامارات والكويت، مع وجود نحو 7 الاف اماراتي حضروا الى المنامة عبر الطائرات التي وضعت في تصرف الجماهير، وايضا عبر البر.

ادى المنتخب الاماراتي جيدا امام "الازرق" الكويتي صاحب الالقاب العشرة في البطولة، وكان المبادر الى الهجوم واحكم سيطرته شبه التامة على المجريات مهدرا العديد من الفرص، الى ان خطف احمد خليل هدفا قاتلا اثر تمريرة عرضية في الدقيقة قبل الاخيرة مانحا فريقه بطاقة التأهل الى المباراة النهائية.

نال الجيل الاماراتي المديح من الجميع، وما قدمه حتى الان يؤكد انه يفوق المنتخبات الخليجية قدرة على تأدية الاساليب التكتيكية والجمل الكروية الجميلة، ومعدل اعمار لاعبيه الذي لا يتخطى الرابعة والعشرين تجعله ينتقل الى رحاب اوسع ان كان في تصفيات كأس اسيا ونهائياتها، او حتى في تصفيات كأس العالم ومحاولة بلوغ نهائيات 2018 في روسيا.

دخل منتخب الامارات البطولة بتسمية "منتخب الاحلام"، لكنه قد يخرج منها بسرعة بغض النظر عن احراز اللقب الخليجي ام لا، لانه سينتقل الى "منتخب الانجازات" في حال فرض ذاته على الساحة القارة اولا ثم الدولية ثانية.

ويقول مهدي علي "ان لاعبي الامارات ينفذون التعليمات المطلوبة منهم جيدا، وهذا ما حصل امام الكويت"، واعدا "بحمل كأس البطولة الى الامارات".

واشاد بقدرات احمد خليل قائلا "انا سعيد جدا لاجله، انه لاعب رائع وله مستقبل كبير وآمل ان يحصل على فرصته بشكل افضل في المستقبل".

طموح "اسود الرافدين"

حصد منتخب العراق العلامة كاملة ايضا في الدور الاول في مجموعة ضمت منتخبين كبيرين هما الكويتي والسعودي، فضلا عن المنتخب اليمني حديث العهد في دورات الخليج والمتواضع الطموح حتى الان.

كانت البداية مع "الاخضر" بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد الذي اقيل من منصبه امس الاربعاء، فعرف حكيم شاكر كيف يظهر مستوى لاعبيه الذين كانوا الافضل في الانتشار والسيطرة على المجريات وخرجوا بهدفين نظيفين.

اعادت المباراة الثانية مع الكويت ذكريات قديمة بين المنتخبين، لكن العراقيين اكدوا تفوقهم بهدف وحيد ضمنوا به التأهل الى دور الاربعة، وفي المباراة الثالثة مع اليمن اضافوا الفوز الثالث بهدفين دون رد، ليؤكدوا الترشيحات التي أهلتهم مع الاماراتيين الى المباراة النهائية.

وخلافا للدور الاول، لم يقدم منتخب "اسود الرافدين" المستوى المطلوب، على الاقل من الناحية الهجومية، امام منتخب البحرين صاحب الارض والجمهور في نصف النهائي، فبعد ان تقدم عبر يونس محمود، تحمل ضغطا كبيرا وهجمات بالجملة لتهتز شباك الحارس نور صبري للمرة الاولى في البطولة.

كشف الشوط الثاني هبوط مستوى اللياقة البدنية عند العراقيين، والتي قد تلعب دورا غدا امام الامارات وذلك بعد ان خاضوا شوطين اضافيين، ثم ركلات ترجيح حملتهم الى النهائي بعد تألق نور صبري في صد ركلتين وتصديه لتنفيذ الركلة الخامسة حيث نجح بوضع الكرة في شباك حارس البحرين سيد محمد جعفر.

وكما هي حال المنتخب الاماراتي، فان العراقيين يمتلكون جيلا واعدا من اللاعبين امثال احمد ابراهيم وعلي عدنان كاظم واحمد ياسين وهمام طارق وحمادي احمد، هذا فضلا عن الحارس نور صبري والمهاجم يونس محمود وسلام شاكر وعلاء عبد الزهرة وعلي حسين رحيمة وغيرهم.

ويقول حكيم شاكر "جئنا في بادىء الامر الى المنامة لغرض رفع مستويات اعداد المنتخب وتحضيره بشكل افضل من خلال هذه البطولة الى باقي مشوار تصفيات مونديال البرازيل 2014".

واضاف "لكن الان تغيرت الحال، لقد حققنا اهدافا اولية وبدأت التطلعات تنصب باتجاه اللقب".

ويواصل المنتخب العراقي مشواره في الدور الرابع الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل، ويشغل المركز الثالث في المجموعة الثانية التي تتصدرها اليابان (13 نقطة) اذ يملك خمس نقاط خلف استراليا الثانية، وتنتظره مباريات مع اليابان واستراليا وعمان في حزيران/يونيو المقبل.

وتابع شاكر "اذا كان هناك حلم لتحقيق اللقب الرابع والعودة بالكأس الى العاصمة بغداد، فان هذه التطلعات تستند على الدافع المعنوي والنفسي والتاريخي الذي نشعر به عندما نتذكر المدرب الراحل عمو بابا".

واضاف "العراق حقق ثلاثة القاب ونستمد اصرارنا ومعنوياتنا من الراحل عمو بابا لاحراز اللقب الرابع، فهو الدافع المعنوي لنا وهذا الجيل تحدر من مدرسته الكروية".

واوضح "المهم اننا تأهلنا الى النهائي بعد مباراة صعبة على اكثر من صعيد وسط اجواء عانينا فيها من ضغط الجمهور وصاحب الارض".