بطولة غرب آسيا..مفارقات وتناقضات

Monday 30 November -1 12:00 am
بطولة غرب آسيا..مفارقات وتناقضات
----------



لم تكن تصريحات الأمير علي بن الحسين رئيس إتحاد غرب آسيا، عن الهدف من إقامة بطولات هذا الإتحاد، سوى تعبيراً صادقاً عن المستوى الذي بلغته الكرة العربية في الآونة الاخيرة.
وفي الوقت الذي أعتبر فيه الأمير الأردني أن إتحاد غرب آسيا يبذل قصارى جهده من أجل تطوير الكرة في تلك المنطقة، كانت البطولة الأخيرة التي استضافتها الكويت وتوّج المنتخب السوري بطلاً لها للمرة الاولى، تشهد الكثير من المفارقات والتناقضات.
ولعل اللافت أن المستوى الفني لتلك البطولة لم يكن على مستوى الاهداف المعّلّقة عليها، بدليل ان غالبية المنتخبات أوفدت طاقماً بديلاً ورديفاًن فيما غابت منتخبات اخرى، مما إنعكس سلباً على أدائها وبالتالي على مستوى البطولة بشكل عام.
من هذا المنطلق لا يمكن تقييم بطولة غرب آسيا الاخيرة من باب مساواتها بالبطولات القارية الكبرى، وبالتالي لا يمكن الطلب من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم الإعتراف بها، قبل إلزام جميع المنتخبات المشاركة بالتمثيل الكامل، أضف إلى ذلك وضع جدول زمني محدد لإقامة البطولة بعدد محدد للمنتخبات المشاركة، وهذا الأمر دونه عقبات لأنه قد يتعارض مع البطولات الرسمية التي يشرف عليها الإتحاد الآسيوي، لاسيما تصفيات ونهائيات أمم آسيا والتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كاس العالم، فضلاَ عن بطولات الفئات السنية.
وعلى الرغم من أن منطقة غرب آسيا تحتاج لمثل تلك المباريات فيما بينها بعد التفوق الواضح لأندية ومنتخبات منطقة الشرق، إلا ان بقاء البطولة بهذا الشكل سيتعارض بلا شك مع الأهداف والطموحات المرجوة.
وبالعودة إلى البطولة الأخيرة فإنها كانت مخيبة للآمال بالنسبة لأصحاب الأرض الذين ودعوّها من الدور الأول، وكانت تلك بمثابة الضربة الأولى لها، أضف إلى ذلك الغياب الجماهيري عن معظم المباريات والأخطاء التحكيمية التي ساهمت في "إخراج" ضعيف لنهايتها، وكأن البطولة أقيمت بمن حضر وانتهت بمن وصل.
عموماً شكّل الدور الأول مسرحاً لخروج منتخبات معروفة بغض النظر عن تمثيلها، فوّدعت ايران والسعودية والكويت والأردن ولبنان، وانتهت البطولة بمباراة بين منتخبين من مجموعة واحدة هما سوريا والعراق.
وعاد المنتخب اللبناني من الكويت بفوز وخسارتين ومشاكل فنية لا تعد ولا تحصى، لتترك الجهاز الفني بقيادة ثيو بوكير في محنة قبل إستئناف التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل.
ولا يمكن إغفال الحديث ونحن نتطرق لأحداث بطولة غرب آسيا، عن الحاجة الماسة لكثير من المنتخبات العربية لإعادة النظر في المستويات الفنية التي بلغتها، والتي باتت تُثير الكثير من علامات الإستفهام حول قدرة تلك المنتخبات مستقبلاً على فرض وجودها بين بقية منتخبات القارة، والتي باتت جزءاً لا يتجزأ من المنظومة العالمية ونعني هنا اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا.
انتهت بطولة غرب آسيا، لكن الحديث لن يتوقف عن الفوائد التي جنتها جميع المنتخبات المشاركة والتي ستظهر تباعاً ابتداء من مطلع العام المقبل.