برشلونة يضمن إستقراره بمنع عودة "غوارديولا"

Monday 30 November -1 12:00 am
برشلونة يضمن إستقراره بمنع عودة "غوارديولا"
----------

 


لم يكن أي من عشاق برشلونة ينتظر خبراً يعكّر صفو التألق الذي عرفه النادي الكاتالوني هذا الموسم بقيادة المدرب تيتو فيلانوفا.
فالمدرب الذي أكمل مسيرة بيب غوارديولا هذا الموسم، ورسم البهجة على وجوه البرشلونيين في مختلف قارات العالم، ها هو نفسه يحّول الأفراح إلى أحزان بعد الإعلان عن تجدّد إصابته بمرض السرطان وحاجته إلى فترة من العلاج.
ففي الوقت الذي لم يترك فيه فيلانوفا أية فرصة لعشاق النادي لذرف الدموع من إخفاق ما أو لخروج من بطولة معينة، فإن الدموع ذٌرفت على مدرب لم يترك مجالاً لهذا الإخفاق من موقعه على مقاعد البدلاء، إنما من على سريرٍ يرقد عليه يعاني من آلامٍ صحية لا فنية.
ولأن فيلانوفا قاد برشلونة إلى صدارة مطلقة في الليغا الإسبانية وبفارق 13 نقطة عن غريمه التقليدي ريال مدريد، وتأهل الى الدور السادس عشر من دوري ابطال أوروبا، كما عزز القدرة الهجومية للفريق، فإن أول ما تبادر إلى الذهن كان سؤالاً وحيداً على ألسنة محبي النادي، وهو: هل يستطيع برشلونة مواصلة هذا النهج في المدى القريب؟.
مما لاشك فيه أن أكثر المتشائمين لا يمكن أن يتوقع هزّة فنية تصيب الفريق الكاتالوني نتيجة هذا الظرف الطارئ، لأن أداء برشلونة بات بمثابة فلسفة يحفظها اللاعبون عن ظهر قلب، وهو ما تجلّى بعد رحيل غوارديولا وقدوم فيلانوفا.
لكن أكثر المتفائلين يتوقع هزة معنوية في نفوس اللاعبين، وإن كان تعليق الآمال على هذه الناحية قد تكون فيه مبالغة لاسيما وأن جميع أفراد الفريق يدركون جيداّ ما هو المطلوب منهم على أرض الملعب، وهم يتحركون وفق آلية يصعب إختراقها بحادث من هنا أو مشكلة من هناك.
من هنا فإن لاعبي برشلونة فهموا الرسالة التي بعث بها فيلانوفا عقب خضوعه للجراحة، والتي أكد في طياتها أنه عائد للفريق في أسرع وقت، وهذا يعني أنه يريد العودة ليرى الفريق في أوج عطائه.
من الطبيعي أن تتهافت وسائل الإعلام على طرح وابل من الأسئلة حول مستقبل برشلونة في خضم هذه الأزمة، لكن من الطبيعي أيضاً أن تكون الأجوبة معروفة سلفاً لمشجعي الفريق.
لكن اللافت في الأمر إقفال الباب أمام عودة غوارديولا إلى برشلونة، وهذا ما طرح سلسة من علامات الإستفهام، لكنه في الوقت نفسه بعث إشارات من الإطمئنان للجماهير، بأن الفريق بأيدٍ أمينة سواء عاد فيلانوفا أم بقي أسيراً للعلاج.
ربما لم يفهم الكثيرون تلك الرسالة، لكن إدارة برشلونة كانت تدرك جيداً مغزاها، وهي من أجل ذلك إختارت اللعب على هذا الوتر لعلمها المسبق ان الفريق لا يمكن أن يتأثر بمرض فيلانوفا.
وتبقى الإشارة إلى أن برشلونة سيكون أمام تحدٍ كبير إبتداء من مباراة بلد الوليد لتأكيد مقولة أن الفريق قادر على الإبداع، بغض النظر عن المدرب المتواجد على دكة الإحتياط.