عدن وأبو الكباتن .. بين التمجيد والتجاهل:الأسطورة المريسي .. ليس مجرد ملعب وبطولة

Monday 30 November -1 12:00 am
عدن وأبو الكباتن .. بين التمجيد والتجاهل:الأسطورة المريسي .. ليس مجرد ملعب وبطولة
----------
ماتش: علي الحملي
فقط عدن هي من عودتنا دوماً الخروج عن صف المتجاهلين للأسطورة الراحل علي محسن المريسي رغم أن اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 كانت سعت لتبديد ذلك بتجاهل تكريم أبو الكباتن وابن عدن ولاعب نادي الميناء على هامش فعاليات البطولة الكروية الشهيرة التي استضافتها بلادنا للمرة الأولى بعيداً عن الملعب الدولي في العاصمة صنعاء الذي أطلق عليه اسم نفس الأسطورة..
في عدن يعي الجمهور الرياضي مقارنة بغيرهم في باقي المحافظات من هو النجم الراحل الذي احترف في صفوف الزمالك القاهري وحقق معه ما لا يمكن لأحد غيره عندما نال لقب هداف الدوري المصري لكرة القدم لثلاثة مواسم متتالية, لكن هناك غصة لا يتحرج البعض من البوح بها وهي مرتبطة بذكرى ميلاد المريسي السبعين التي لم تقابل بالوفاء خلال فعاليات الاستضافة الماضية..
ورغم ذلك مازالت عدن تحاول مواصلة واجب الوفاء مع ذكرى النجم الكروي الأشهر علي محسن المريسي المولود يوم 16 /9 /1940م وتحديداً خلال ليالي شهر رمضان الكريم، حيث يعرف الجميع من عشاق كرة القدم في اليمن بموعد إقامة البطولة التنشيطية التي تحمل اسم الأسطورة المشهور بلقب أبو الكباتن ولتحريك حال الجمود الرياضي في ملاعب العاصمة الاقتصادية.
وعلى ملاعب عدن تتواصل حالياً النسخة 19 من بطولة الفقيد المريسي الرمضانية بمشاركة (12) فريقا من المدينة الكروية الهواة بالإضافة إلى فرق أندية من أبين ولحج والضالع بعدما كان تزامن تنظيم بطولة العام الماضي مع احتفال أسرة الكرة اليمنية بالعيد السبعين لميلاد ألأسطورة الذي جرى تخليده كلاعب القرن في اليمن الموحد في استفتاء رسمي عام 2000م.. وقبل ذلك ومن عدن أيضاً تعالت الأصوات الغاضبة من بروز التجاهل الذي قوبلت به نجومية أبو الكباتن في مصر ووصل الحال بالأسطورة ابو بكر الماس الى التصريح بان القائمين على احتفالية الزمالك بالمئوية ربما لا يعرفون قيمة الزمالك وبالتالي فإنهم يجهلون قيمة من صنعوا ذلك التاريخ المطرز بالذهب.. في اشارة منه لهداف الدوري المصري أعوام 1960، 1961، 1962م.
وحينها لزمت إدارة النادي المصري العريق الصمت على اثر انضمام اسم المهاجم اليمني الراحل علي محسن المريسي الى عدد من نجوم فريق الزمالك الذي تسبب تجاهلهم جميعاً ضمن القائمة التي تضمنت أسماء اللاعبين المكرمين خلال الاحتفالية بمرور مائة عام على تأسيسه نهاية العام الماضي بتصاعد حالة من الاستياء رصدتها وسائل الإعلام المصرية ووصلت توابعها الى اليمن.
وحتى اليوم تتأرجح ذكرى الأسطورة الكروي الأعسر بين التمجيد والتجاهل وبينها تفاصيل خفية ربما أخطرها وفقاً لمصادر في عدن توقفه عن اللعب في مصر وعودته الى اليمن بعد مؤامرة قادها المشير عبدالحكيم عامر الذي سلط الصحافة المصرية للنيل منه, لكن النجم الراحل المريسي عاد الى مصر مرات أخرى وكرمه نادي الزمالك في حفل أقيم بمقر النادي القاهري عام 1992م.
وكان علي محسن بدأ ممارسة كرة القدم في نادي الغزال في عدن الذي حمل لاحقا اسم نادي الشعب ثم الميناء قبل ان يذهب للدراسة في جمهورية مصر عام 1950م، فسكن في حي الدقي وعاش مع أسرة مصرية ولعب الكرة في حواريها ولفت الأنظار إليه من خلال لعبه بشكل متواصل نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر بسبب رفض الثانوية الابراهيمية انضمامه اليها.
ويرجع الى المدرب المصري محمد قنديل الفضل في اكتشاف المريسي وضمه لفريق الزمالك عام 1956م قبل ان يلعب الى جوار النجوم حمادة أمام ومحمود الجوهري ومحمود ابورجيله وتميز بقدرته الفائقة على المراوغة والتسديد الهوائي.
وانتقل الاسطورة الى جوار ربه يوم 26 نوفمبر 1993م في العاصمة صنعاء, وأطلق اسمه على الاستاد الدولي بمدينة الثورة الرياضية.
كما اعتبر تخليد الهداف الأسطوري باختياره لاعب القرن في اليمن توثيقاً لحقيقة اعتباره أشهر لاعب في تاريخ الكرة اليمنية فضلاً عن أنه أنجح محترف عربي لعب مع الزمالك المصري.. وليس ذلك وحسب بل اعتبر الراحل علي محسن المريسي اللاعب الوحيد الذي لعب بصفوف منتخب الفراعنة الوطني لكرة القدم مع أنه لا يحمل الجنسية المصرية والتي اعتذر عن قبولها بسبب ولائه لليمن.