يورو2012 : إبراهيموفيتش يحمل آمال السويديين

Monday 30 November -1 12:00 am
يورو2012 : إبراهيموفيتش يحمل آمال السويديين
----------
ميلانو(ا ف ب) - هناك القليل من اللاعبين الذين تنقسم الاراء حولهم بقدر المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، وسيبقى الوضع على حاله حتى يتمكن نجم ميلان الايطالي من فرض نفسه على الساحة الدولية.

من المؤكد ان ابراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جدا الذين نجحوا في ان يكسبوا محبة الاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه انه غالبا ما فشل في الامتحانات الكبرى في حين يؤكد مشجعوه ان اللاعب الذي توج بالقاب مع اياكس امستردام الهولندي ويوفنتوس (جرد الاخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه) وانتر ميلان الايطاليين وبرشلونة الاسباني وصولا الى ميلان، واللاعب الذي كلف هذه الاندية اموالا طائلة للتعاقد معه لا يمكن ان يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دورا اساسيا في فوز فرقهم.

اما بالنسبة لمنتقدي "ابرا" فهم يرون بانه يتألق امام المنافسين "الصغار" وحسب، وبان فشله في احراز لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبار يؤكدان هذا الامر.

في الواقع، لا يمكن للاحصائيات ان تقيس حجم موهبة لاعب ما، فالبرازيلي رونالدو الذي يعتبر من افضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب، لم يفز ايضا بلقب دوري ابطال اوروبا رغم انه دافع عن الوان العمالقة برشلونة وريال مدريد وميلان وانتر ميلان وايندهوفن خلال مسيرته الرائعة، لكن ذلك لا يقلل من حجم موهبته وموقعه بين نجوم الكرة المستديرة في التاريخ.

لكن ما يميز "الظاهرة" رونالدو عن ابراهيموفيتش هو انه توج بلقب بطل العالم مع منتخب بلاده مرتين، واحرز لقب هداف نسخة 2002 اضافة الى نيله جائزة افضل لاعب في العالم ثلاث مرات.

السويد ليست البرازيل بالطبع، وبالتالي استفاد رونالدو خلال مشواره الدولي من وجود لاعبين رائعين الى جانبه، خلافا لابراهيموفيتش الذي يعتبر النجم الاوحد في تشكيلة منتخب بلاده وبالتالي يكون تركيز دفاع الخصم منصبا عليه تماما.

هناك العديد من العمالقة الذين لم يشاركوا حتى في بطولة كبرى مع منتخب بلادهم مثل الويلزيين راين غيغز وجورج بست، والاوكراني اندري شفتشنكو لم يلعب حتى الان سوى في بطولة واحدة وكانت في مونديال 2006.

اما ابراهيموفيتش، فيمكن القول انه حظي بفرصته للتألق على الساحة العالمية بعد ان شارك مع منتخب بلاده في مونديالين وفي نسختين من كأس اوروبا، كما خاض على صعيد الاندية غمار دوري ابطال اوروبا في 10 مواسم على التوالي.

عاش ابراهيموفيتش لحظات جيدة على صعيدي المنتخب ومسابقة دوري ابطال اوروبا، لكنه غالبا ما يفشل في تقديم افضل مستوياته عندما تكون انظار العالم منصبة عليه، وفي حين ان معدله التسجيلي على صعيد الدوري المحلي هو اكثر من هدف (بقليل) في كل مباراتين، فمعدله على الصعيد الاوروبي اقل من هدف في كل ثلاث مباريات.

وكان الدور نصف النهائي المشوار الابعد للمهاجم السويدي في مسابقة دوري ابطال اوروبا، وحقق هذا الامر مرة واحدة فقط، فيما افضل نتيجة له مع المنتخب الوطني وصوله الى ربع نهائي كأس اوروبا 2004.

ويرى منتقدوه بانه لا يقدم اي شيء يذكر عندما يكون فريقه بامس الحاجة اليه، لكن، وكما يقول المدرب الاسكتلندي الفذ اليكس فيرغوسون، ان المهمة الاصعب هي الفوز بلقب الدوري المحلي وقد تمكن "ابرا" من تحقيق هذا الامر في سبع مناسبات حتى الان في ثلاث بطولات مختلفة ومع اربعة فرق مختلفة، كما كان لاعبا في فريق يوفنتوس الذي توج بلقب الدوري عامي 2005 و2006 قبل ان يجرد منهما لتلاعبه بالنتائج.

كما توج المهاجم السويدي هدافا للدوري الايطالي مرتين في المواسم الاربعة الاخيرة (مرة مع انتر واخرى مع ميلان)، كما اختير مرتين من قبل الاتحاد القاري للعبة ضمن افضل تشكيلة اوروبية، ونال جائزة افضل لاعب في الدوري الايطالي ثلاث مرات وافضل لاعب سويدي 6 مرات.

"لقد اخذ بعدا اخر مع تقدمه بالعمر"، هذا ما قاله رئيس ميلان سيلفيو برلوسكوني عن ابراهيموفيتش "المزاجي"، مضيفا "قراءته للعبة اصبحت افضل. اصبح الان افضل ان كان كهداف او صانع الالعاب".

قدم "ابراكادابرا" موسما جيدا في الدوري الايطالي حيث توج هدافا برصيد 28 هدفا، لكنه خرج خالي الوفاض للمرة الاولى منذ 2003، ما اشعره بالخيبة.

وهذه المرة الاولى التي يفشل فيها ابراهيموفيتش في احراز اي لقب خلال الموسم منذ عام 2003 حين اختبر هذا السيناريو مع فريقه السابق اياكس امستردام، اذ توج منذ حينها بلقب الدوري الهولندي عام 2004 ولقب الدوري الايطالي (اعوام 2007 و2008 و2009) وكأس السوبر الايطالية (2006 و2008) مع انتر ميلان والقاب الدوري الاسباني (2010) وكأس السوبر الاسبانية (2009 و2010) وكأس السوبر الاوروبية (2009) وكأس العالم للاندية (2009) مع برشلونة، وصولا الى لقب الدوري وكأس السوبر الايطاليين عام 2011 مع ميلان.

"انا لست معتادا على عدم الفوز باي شيء. هذه المرة الاولى التي يحصل فيها هذا الامر معي"، هذا ما قاله ابراهيموفيتش الذي تناسى موسميه الاوليين كلاعب محترف مع فريق بداياته مالمو حيث لم يتوج باي لقب، مضيفا "اشعر بالخيبة، انه اخفاق".

من الناحية التقنية كان 2006 العام الاخير الذي يخوضه ابراهيموفيتش دون الفوز باي لقب لان فريقه السابق يوفنتوس جرد حينها من لقب الدوري لعامي 2005 و2006، لكن المهاجم السويدي اختبر حينها فرحة الاحتفال بالتتويج قبل ان يجرد فريق "السيدة العجوز" من اللقبين لاحقا ويتم انزاله الى الدرجة الثانية.

وستكون الفرصة سانحة امام ابراهيموفيتش الذي نقلت عنه الصحف الايطالية انه سيبقى مع ناديه "رغم المشاكل الاقتصادية" التي يعاني منها، من اجل ان لا ينهي الموسم خالي الوفاض من خلال قيادة منتخب بلاده الى لقب كأس اوروبا، وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وما حققه الدنماركيون واليونانيون عامي 1992 و2004 الدليل القاطع على ذلك.