سامي «المدرب»...نعمة أم نقمة على الهلال؟!

Monday 30 November -1 12:00 am
سامي «المدرب»...نعمة أم نقمة على الهلال؟!
----------

 يمني سبورت - جمال القاسمي
لا يختلف اثنان على ما قدمه سامي الجابر في رحلته مع المستديرة، ان كان مع ناديه الهلال، أو حتى مع المنتخبات السعودية، فالمواقف كثيرة وكذلك المحطات التي كان خلالها الجابر عاملا مهما في حسم العديد من البطولات واضافة مثلها من الالقاب والانجازات.
لكن وبعد اعتزال النجم الكبير ووداعه للملاعب في سيناريو رافقه الكثير من الجدل بعد خلافات للاعب مع رئيس نادي الهلال السابق محمد بن فيصل، اختلفت توجهات اللاعب وتبدلت أفكاره وطموحاته، فهو الان يركز كل افكاره وقناعاته على بداية رحلة جديدة مع الكرة تنطلق عندما ارتدى البدلة التدريبية والبحث عن مجد آخر يسجل باسمه كما هو النجاح الذي حققه عندما كان لاعبا متألقا اشاد به الجميع.
الجابر دخل الى اسرة الادارة الهلالية مدعوما برئيس النادي سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعد ان منحه الأخير صلاحيات كبيره وثقة لم ينلها المقربون من الشعار الأزرق.

مسار الجابر
جاء حصول الجابر على الشهادة التدريبية من المعهد الانجليزي لكرة القدم ليغير من مسار الجابر واتجاهاته، في ذلك الوقت نفى الجابر ان يكون حصوله على الشهادة رغبة منه في الاتجاه الى التدريب، لكن القناعات بدأت في التغير والطموحات الى مسار آخر.
قال الجابر في تلك الفترة : حصولي على هذه الشهادة لا يعني بالضرورة أنني سأتجه إلى مجال التدريب ولكنه يأتي من باب حرصي على تطوير نفسي.
لكن التصريحات تغيرت بعد ذلك عندما اعلن الجابر انه مدير الكرة الفنية للهلال وليس المدير الاداري.
وقال: انا مدير الكرة الفني ولست بمدير اداري للفريق، وبالتالي من حقي أن اقول رأيي في الجوانب الفنية والتناقش مع المدرب في المسائل الفنية.
الى ذلك الوقت كانت الأمور تسير بشكل يمكن وصفه بالطبيعي، لكن الواقع تغير بعد التصريحات التي ذكرها المدرب الالماني المقال من الهلال توماس دول والتي كشفت الكثير من التفاصيل التي كان يعلمها الجميع ويحاول الجابر اخفاءها.
وشن المدير الفني الألماني توماس دول مدرب الهلال السابق هجوما عنيفاً على مدير الكرة الهلالي سامي الجابر حيث اتهمه بالنفاق وأنه شخص ذو وجهين وذلك عبر لقاء مع دبي الرياضية حيث قال: كان سامي بوجهين معي، في الانتصارات يريد أن يكون في الصورة وفي حالة الخسارة يتهرب ويضع الحمل علينا، أيضاً في المباريات الكبيرة كان يقوم بتوجيه اللاعبين ليظهر في الصورة وفي المباريات الصغيرة كان يجلس على الدكة ولا يتحرك وكنت استغرب من هذا الأمر.

دورة تدريبية
وزاد دول في هجومه قائلاً: عندما سافر الجابر في دورة تدريبية لم يتصل على الفريق ولم يسأل عنا تماما وكأنه غير موجود بأي منصب داخل الفريق. واختتم تصريحه الناري بالقول: حتى وعند رحيلي لم يتواجد لتوديعي وكأننا لم نعمل سوياً، سامي لم يظهر لي بأنه شخص محترف وانا أقول هذا حتى وهو لاعب شهير ومحبوب في السعودية.
ويتهم الجابر بالتسبب في اقالة دول، وذكر البعض الاسباب في الخلافات الى عدم سماح المدرب للجابر بالتدخل في الجوانب الفنية.
وزادت تدخلات الجابر بعد اقالة دول وكان أحد المؤثرين في قرار التعاقد مع المدرب التشيكي ايفان هاسيك، الذي تلاحقه الانتقادات ويتوقع رحيله مع نهاية الموسم الحالي.
ويظهر الجابر حاليا بشكل قوي امام دكة الاحتياط، وينتقد لكثرة تدخلاته في التشكيلة وعدم مقدرة المدرب التشيكي في التحكم بالظروف والتشكيلة الرسمية.
مؤخرا كتبت الصحف السعودية ان الجابر لم يستطع الجلوس على مقعده كثيرا بعد أن تأخر فريقه بهدف أمام الاتحاد في ذهاب الدور ربع النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وبدأ بتوجيه اللاعبين، رغم وجود المدرب التشيكي هاسيك بجانبه.
وكان الجابر، الذي حصل على شهادة تدريب من معهد إنجليزي، قد تخلى عن هذه العادة بعد التعاقد مع هاسيك، بعد أن انتقده المدرب الألماني توماس دول بشدة بعد إقالته، مؤكدا أنه يبحث عن الأضواء من خلال توجيه اللاعبين.

تدخلات ولكن!
يزيد الجابر من تدخلاته في الكثير من الجوانب التي تخص اللاعبين، وبعد ان اتهم سابقا في التسبب برحيل حارس المرمى الشهير محمد الدعيع اضحى اسم الجابر مرتبطا بالمشاكل والخلافات التي تعيق استمرار احمد الفريدي مع النادي، كما ذكر ان الجابر كان سببا في رحيل ياسر القحطاني الى نادي العين الاماراتي، وهو القرار الذي اكد رئيس النادي انه لم يوفق فيه واعتبر ان القحطاني يعتبر من الزوايا الأساسية في النادي.
ويستمد سامي الجابر قوته في اتخاذ القرار والتدخل في الجوانب الفنية من الثقة التي يقدمها له الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وهو الأمر الذي يلاقي انتقادا كبيرا من اعضاء هيئة الشرف والداعمين للفريق، حيث يعتبر بعضهم ان ما يقوم به الجابر حاليا يزيد على مهام منصبه.
وتراجع الهلال السعودي خلال المواسم الثلاثة الماضية، وخسر الفريق الدوري مؤخرا لمصلحة نادي الشباب، ولم يقدم الفريق العروض التي ينتظرها الجميع منه، ولم يوفق النادي في التعاقدات، ان كان مع المدربين او حتى اللاعبين الأجانب، وبالتالي خسر الهلال الكثير من قوته وظهر دون المستوى المطلوب الذي ينتظره عشاقه منه ومتابعوه.
الفريق رغم وصوله الى المربع لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الابطال بعد تعادله مع الاتحاد في مباراتين 2/2 و1/1 الا أن الفريق لم يقنع المتابعين حتى الان، وبات من الأندية المهددة بالابتعاد عن النهائي، على عكس السابق عندما اعتبر الفريق المرشح الأقوى لحصاد لقب أي بطولة يشارك فيها.
وظهر الهلال بشكل متواضع في البطولة الاسيوية، ولم يعد الفريق الأقوى المرشح للوصول الى الأدوار النهائية، كما كان في السابق رغم ان طموح رئيس النادي يتركز حول تحقيق الانجاز القاري اكثر من الحصول على بطولة محلية أو مضاعفة الرصيد من الانجازات على المستوى السعودي.
هو واقع يتحدث عن نفسه ويؤكد ان القادم ربما يكون اسوأ على المستوى الاسيوي الذي طالما حقق خلاله الهلال مستويات كانت حديث الجميع.

مستوى الجهازين الإداري والفني
لكل ذلك وبوجود الجابر على مستوى الجهازين الاداري والفني للنادي الازرق ظهر الهلال دون مستوى الطموح، وهو الواقع الذي كان الجميع ينتظرون خلافه وان تلعب خبرة الجابر دورا كبيرا في دعم الفريق وان يكون عاملا مؤثرا في تعاقدات مميزة مع اللاعبين الأجانب وحتى المدربين.
ومع اعلان الأمير عبدالرحمن بن مساعد رغبته في الاستمرار على كرسي الرئاسة 4 سنوات قادمه، أضحى الهمز واللمز قريبا من الكيان الأزرق لا يتجنب الحديث عن الجابر وما يمكن أن يصل اليه الهلال بالمواسم الاربعة القادمة.
ومن الطبيعي ان تتابع في الهلال مدربا في مستوى التشيكي هاسيك، حيث يقبل التدخلات في اموره الفنية ولا يمانع ان يقوم الجابر بالتوجيهات أكثر منه.
ويظل السؤال مطروحا الى ان يتم التغيير من الواقع الجديد للهلال او برحيل عبدالرحمن بن مساعد من كرسي الرئاسة، هل اصبحت الشهادة التدريبية التي حصل عليها الجابر من لندن.. نعمة.. أم نقمة على الهلال؟

"استاد الدوحة نت "