تفادياً لكل طوارئ الزمن وتقلبات الدهر:لاعبو الكرة في المغرب يستثمرون في المقاهي والعقارات

Monday 30 November -1 12:00 am
تفادياً لكل طوارئ الزمن وتقلبات الدهر:لاعبو الكرة في المغرب يستثمرون في المقاهي والعقارات
----------
لجأ لاعبون دوليون سابقون مغاربة إلى إقامة مشاريع تجارية تدر عليهم أرباحا مالية مُعتبرة، حيث تخصص أكثرهم في إنشاء مقاه ومطاعم، فيما فضل آخرون الاستثمار في عالم العقار والسكن ومحلات الألبسة الرياضية، أو في بعض المشاريع السياحية والفلاحية أيضا.

ويأتي اتجاه العديد من اللاعبين السابقين في المنتخب المغربي لكرة القدم إلى المغامرة في مشاريع تجارية مختلفة، تفاديا لكل طوارئ الزمن وتقلبات الدهر، خاصة بعد الأوضاع الاجتماعية المزرية التي قاسى منها لاعبون دوليون في فترة الستينات والسبعينات من القرن المنصرم، لم يستطيعوا ضمان الحد الأدنى من العيش الكريم؛ مثل الجوهرة السوداء الراحل العربي بنمبارك الذي لقي حتفه وحيدا مُهملا قبل سنوات خلت.
أغنياء الكرة
وتنعت صحف مغربية لاعبي كرة القدم، خاصة من جيل التسعينات وبداية الألفية الثالثة، بأغنياء الكرة الذين تمكنوا من تأمين حياتهم ومستقبل أبنائهم وأسرهم بفضل المشاريع التجارية التي انخرطوا فيها بشكل كثيف، بحثا عن مستوى معين من العيش الكريم بعد أن انتهى مسارهم الكروي الذي يدوم بضع سنوات في غالب الأحيان بالنسبة لجل اللاعبين.

وتَوجه الكثير من اللاعبين الدوليين السابقين الذين زاولوا في المنتخب المغربي لكرة القدم نحو إنشاء أو امتلاك المقاهي، منهم الحارس الشهير السابق بادو الزاكي الذي أنشأ مقهى وسط الدار البيضاء، أسماها "مايوركا" نسبة إلى الفريق الإسباني الذي كان يلعب له خلال أواخر الثمانينيات.

وعلى نفس المنوال سار لاعبون دوليون آخرون من قبيل صلاح الدين بصير الذي لعب للمنتخب المغربي في كأس العالم 1994، حيث أقام مقهى في الديار البيضاء أضحت قبلة للرياضيين ولاعبي كرة هذه المدينة وعشاق المستديرة، كما أن الشاذلي حارس فريق الرجاء البيضاوي فضل الاستثمار في مقهى بالمدينة ذاتها حتى يضمن قوت يومه ومستقبل عائلته بعد أن انتهى مشواره الكروي مع عدة فرق مغربية لعب فيها كحارس مرمى.

وغير الزاكي وبصير والشاذلي، فضل لاعبون آخرون المقاهي على غيرها من المشاريع، مثل الطاهر لخلج لاعب الكوكب المراكشي والمنتخب المغربي، وأيضا النجم السابق لنادي الجيش الملكي محمد التيمومي الذي أسمى مقهاه "الكرة الذهبية"، في إشارة إلى الكرة الذهبية التي حصل عليها كأحسن لاعب إفريقي سنة 1985، فضلا عن اللاعب الدولي عزيز بودربالة وغيرهم كثير.
العقار والتجارة
ويشرح الأخصائي في الاقتصاد الرياضي محمد الزغاري، في تصريحات للعربية نت، الإقبال الكثيف للاعبين المغاربة نحو المقاهي تحديدا بأنه استثمار يتميز بثلات صفات؛ فهو سهل وآمن وذكي، موضحا أن مثل هذه المشاريع بالنسبة للاعبي الكرة سهلة لأنها لا تتطلب بذل الكثير من الجهد والمشاق.

وأضاف الأخصائي أن استثمار اللاعبين في المقاهي هو آمن لأن هامش المخاطر التجارية فيه قليل مقارنة مع مشاريع أخرى، مشيرا إلى أنه استثمار ذكي أيضا لكونه يعتمد على شعبية صاحب المقهى الذي يمتلك قاعدة من الجماهير أثناء ممارسته لرياضة كرة القدم، خاصة في صفوف منتخب "أسود الأطلس".

وليست مشاريع المقاهي وحدها التي تفرض نفسها على اللاعبين المغاربة بعد انتهاء مسارهم الكروي، بل منهم من غامر أكثر واتجه نحو عالم العقار أو الفلاحة والتجارة في الأزياء الرياضية، وأغلبهم نجحوا في ما أقدموا عليه من أعمال حيث حققوا موارد مالية تقيهم وعائلاتهم شر السؤال والحاجة.

الحارس الدولي ومدرب المنتخب المغربي السابق بادو الزاكي أطلق منذ سنوات مشروعا لتربية الأبقار والخيول التي يبادلها الحب بشكل كبير، واستطاع أن ينجح في هذا المشروع الذي يبتعد عن تخصصه كرياضي، فيما توجه اللاعب الدولي السابق نور الدين النيبت، الذي يصفه البعض بأنه أحد أغنى أغنياء الرياضيين في البلاد، إلى الاستثمار في النقل الدولي للبضائع بين المغرب وإسبانيا الذي كان يلعب فيها لفريق "ديبورتيفو لاكورونيا" خلال التسعينات من القرن المنصرم.

اللاعب الدولي السابق أحمد البهجة لجأ إلى الاستثمار في مجال العقار لأنه قطاع واعد لا يمكن الخسارة فيه بالمغرب، وهو نفس المسار الذي اختاره الطاهر لخلج الذي استثمر في شقق سكنية بمراكش، ونفس الوضع بالنسبة لنور الدين النيبت أيضا، بينما توجه اللاعب الدولي السابق مصطفى الحداوي نحو المتاجرة في الملابس الرياضية التي خصص لها محلا كبيرا وراقيا وسط مدينة الدار البيضاء.
العربية سبورت