عهد الفرد الواحد ولى وراح.. وشيخ الكبة غير مكترث..هل أتاك حديث ثورات الربيع العربي ؟

Monday 30 November -1 12:00 am
عهد الفرد الواحد ولى وراح.. وشيخ الكبة غير مكترث..هل أتاك حديث ثورات الربيع العربي ؟
----------
اليمن يشهد انفلات أمني .. انقسام عسكري .. عبث القاعدة.. وخروج محافظات عن السيطرة.. بشهادة السلطتين التشريعية والتنفيذية .. والاتحاد غير مبالي بكل ذلك..
الداخلية تطالب بإيقاف الدوري .. والاتحاد يصر على إقامته.. وفي حال تكرار مأساة بور سعيد !! من سيتحمل النتيجة ؟
قراءة نقدية يكتبها/ فؤاد قاسم البرطي
- في خضم ما يشهده الوطن العربي في ربيع ثوراته.. التي شهدت تحولات كبيرة نحو الحرية والديمقراطية.. وأطاحتها بالعديد من الديكتاتوريات التي جثمت على شعوبها ردحا من الزمن.. وكانت إلى وقت قريب من يفكر مجرد التفكير بزوالها يُعتبر ضرب من الخيال.. إلا أن ثورات الربيع العربي أثبتت للعالم أن إرادة الشعوب المستمدة من الخالق سبحانه لا تقهر.. وأن حكم الطغاة مهما طال.. حتما إلى زوال.. وأن الطريق الطويل له نهاية.. وهي قفزة نوعية في بنية الواقع العربي باتجاهيه المادي والفكري التي أفرزتها طبيعة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية تحت مظلة النظام العالمي الجديد بكل ما يحمل هذا النظام من سمات وخصائص ايجابية وسلبية . بيد أن المؤسف في هذه التحولات هو عدم مقدرة حواملها الاجتماعية في الساحة العربية على الإدراك أو الوعي.. لتثبت تلكم الثورات العربية ومنها ثورتنا العظيمة عظمة الشعب اليمني.. أن الأشخاص وحدهم زائلون وتبقى وحدها الاوطان.. ولتؤكد انتهاء حكم الفرد المطلق.. ولتعزز العمل الجماعي المؤسسي الغائب.
- لكن يبدو ان اتحاد الكره في بلادنا لا زال يغرد وحده خارج السرب.. ولا زال يعتقد انه مستثنى من ثورات المؤسسات التصحيحية التي تشهدها بلادنا .. في إطار تطهيرها من العابثين الجاثمين عليها .. اذ لا زال العبث هو ذاته .. وحكم الشيخ المطلق المسيطر على مفاصل عمل الاتحاد باق.. ووحده الشيخ الذي يُعين .. ويستبعد.. ووحده من يقرر وما على بقية الأعضاء (الكومبارس) إلا السمع والطاعة العمياء.. ومن ثم (الدعممة).. فالشيخ .. هو رئيس للاتحاد وهو النائب والأمين العام .. وهو رئيس كل اللجان.. رغم جهله الكامل بعملها.
- وسأضع النقاط على الحروف لإثبات ما أسلفت بالبراهين المدموغة بالحقائق.. من خلال استعراض شريط تدخلات شيخ الكرة بعمل الاتحاد : فهو من عين النعاش مدربا للمنتخب الأول .. وهو من عين السنيني مدربا للناشئين .. وهو وحده من قرر التعاقد مع البرازيلي (باولو كامبوس).. وهو من قرر إلغاء الفكرة.. هو من قرر إيكال مهام تدريب الأولمبي للأثيوبي (ابراهام).. وهو من بعثه إلى ماليزيا لأخذ دورة متقدمة في مجال تدريب كرة القدم.. وعمركم سمعتم أو قرأتم عن اتحاد يبعث مدرب أجنبي (محترف) في دورة تدريبية على حساب أبناء البلد الذين هم بحاجة ماسة لمثلها دورات.
- هل هناك عبث أكثر من ذلك.. ولو سالت الجهات المختصة باتحاد الكرة مثل اللجنة الفنية ولجنة المنتخبات.. ما حقيقة تعيين البرازيلي (باولو كامبوس) .. والنعاش والسنيني؟ .. وهل كان لكم رأي بذلك .. ستتأكد أنهم قرأو ذلك في الصحف مثلنا.. ولم يُؤخذ برأيهم البته.!!
- ولو تحدثنا عن مسابقات الدوري لوجدنا عجب العجاب .. فشيخ الكرة .. هو من يقرر إقامة الدوري .. وتأجيله.. وهو من يقرر حتى تعيين الحكام.. ومثلهم المراقبين.. حتى انه يتدخل بإيقاف اللاعبين من عدمه.. وهو من أصر على إقامة مسابقة الدوري رغم تحذيرات وزارة الداخلية القاضية بإيقاف الدوري حتى يستتب الأمن في ربوع البلاد.. وحتى لا نزايد على أنفسنا وعلى المجتمع.. فالبلد يعيش فترة انفلات أمني مروع.. بتأكيد مجلس النواب (السلطة التشريعية.. ومجلس الوزراء (السلطة التنفيذية).. وبناء على تقارير وزارتي الداخلية والدفاع.. واللجنة العسكرية العليا.. إلا أن شيخ الكرة لا يبالي بذلك .. ويتاجر بلاعبينا وشبابنا اللذين يتعرضون للمخاطر بتنقلاتهم غير (الآمنة) في بعض المحافظات.. من اجل إرضاء أفراد من (بقايا النظام السابق).. ونحن نسمع من حين إلى أخر عن اختطاف لباصات الأندية وتعرضهم لبعض التقطعات القبلية هنا وهناك.. والتي تنتهي دائما باتصالات ووساطات قبلية.
- وأصبح اتحاد الكرة يُضحى بشباب الوطن من اجل إرضاء غروره ومطامعه الشخصية .. ولأجل الكسب الغير مشروع.. حتى لو كان الثمن مستقبل شبابنا!!.. فهل أصبحت أرواح أبنائنا اللاعبين رخيصة لهذه الدرجة؟.. وهل لا زلنا منتظرين أن تحل مصيبة كبرى كما حدث في مباراة بورسعيد بمصر (لا سمح الله) لنعرف جسامة الخطاء الذي ارتكبناه.. ومن اجل عدم تكرار نفس المشهد .. لابد ان نتدارك الأمر من الأن.. وقبل فوات الأوان وقبل أن يقع الفأس بالرأس.. حينها لن ينفع الندم..وأنا اجزم إن حدث ذلك فان الاتحاد سيتنصل عن مسؤولياته ويحملها جهات اخرى .. لأنه فقد الإحساس بآلام ومعاناة الأخرين .
- فعن أي رياضة هم يتحدثون فرياضتنا كسيحة لا لها (طعم ولا لون ولا رائحة).. ولنأخذ مثال على ما نقول: الشقيقة مصر.. مصر الثورة .. مصر الكنانة.. والتي فيها رياضة حقيقة وتشهد منافسات قوية.. فخلال أحداث ثورتهم الرائعة تم إيقاف مسابقة الدوري إلى أجلا غير مسمى.. وهم شعب مدني متحضر.. فما بالنا ونحن شعب قبلي مسلح.. وتشهد بلادنا حاليا فترة عصيبة.. وفلتان أمني.. وشرخ في نسيجها الاجتماعي .. وانقسام في المؤسسات الأمنية والعسكرية.. إضافة إلى خروج بعض المحافظات عن سيطرة الدولة .. وعبث القاعدة .. وأنصار الشريعة في كثير من المحافظات.. وتأزم المواقف بين الحوثيين والسلفيين في مناطق أخرى.. اي أن البلد في غليان.. والاتحاد وشيخه غير مكترثين بكل ذلك.. نسال الله السلامة.. وان يجنب بلادنا كل مكروه.
- وقبل ان اختم أؤكد أن عهد العمل (الفردي) عهد الرجل الواحد قد انتهى وولى إلى غير رجعة.. وان طوفان التغيير قادم .. وان من يعتقد انه ناجي كما كان يظن ابن سيدنا نوح عليه السلام بقوله )سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ )..هود:43
وأنا أقول له لا عاصم اليوم من طوفان التغيير.. إلا إن كان يظن شيخ الكرة أيضاً (وظنه إثم).. انه فوق الإرادة الإلهية.. المتمثلة بضرورة التغيير كسنة من سنن الحياة.. وأنا من هنا اطالبه بالعمل المؤسسي الذي يردده كثيرا في لقاءاته الصحفية فيما هو يمارس الدكتاتورية بعينها.. .. وللحديث بقية.