الإعلامي اليمني «الخميسي» مات مقهوراً من ظلم الوزير وكرمه أشقائه العرب في يوم مشهود

Monday 30 November -1 12:00 am
الإعلامي اليمني «الخميسي» مات مقهوراً من ظلم الوزير وكرمه أشقائه العرب في يوم مشهود
----------
كتب: ناصر الحربي*                            
يا الله ما اقسى الظلم والجور، وما اروع الانصاف والتقدير، ويا لسخرية القدر ان ينتظر المرء انصافا فلا يجده إلا عقب ان يغادر دنياه الفانية إلى دار الأخرة، انها مرارة قسوة الحياة التي غدت صعبة ومرة بفعل ظلم العباد للعباد.
اتحدث عن الاعلامي اليمني الراحل المعروف عبد الواحد الخميسي نائب مدير قناة عدن، ومدير البرامج في القناة، الذي تم تكريمه من قبل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية أمس الإثنين ضمن نخبة من الاعلاميين العرب على هامش فعاليات دورة الالعاب الرياضية التي تستضيفها الدوحة.
ومن عجائب القدر ان يكون تكريمه عقب اعلان انتقاله إلى رحمة الله، بل ان المعنيين في الاتحاد العربي لم يكونوا يعلمون بوفاته، إلا عندما أخبر - العبد لله - رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الاستاذ محمد جميل عبد القادر قبلها بيوم فقط في لقاء عابر جمعني به بحضور بعض المسؤولين في الاتحاد، وحينها لم يصدقوا الخبر، بيد ان ذلك ما حدث ولا نقول إلا – إن لله وإن اليه راجعون - .
لقد أجبر الحق «الموت» الأعلامي المُكرم الخميسي الذي انتظر الجميع حضوره في اليوم المشهود أجبره على الغياب في يوم تكريمه، وقد كان قبلها يستعد للسفر الى الدوحة لحضور حفل التكريم.
انتهى به الظلم إلى الموت
لعلها توطئة اجبرني قلمي على خط سطورها قبل الحديث عن حكاية الراحل الخميسي التي كلفني رئيس التحرير بالكتابة عنها على عجالة، فالراحل عاش مقهورا في آخر أيامه كما يؤكد من يعرفونه، ثم أدى به القهر الى الهلاك بعد ان ساءت حالته الصحية بفعل فاعل، ذلك انه قضى آخر أيامه موقوفا عن العمل من قبل وزير الاعلام اليمني السابق حسين اللوزي بعد خلافات على العمل بينهما، وحينها اراد الوزير ان يقصيه تماما من عمله لولا انه كان معين بقرار جمهوري، وبالتالي كان ايقافه عن العمل وظلت مستحقاته المالية موقوفة طيلة عام كامل، بل وتعرض لتعسفات جمة اضطر معها الى البقاء في بيته المستأجر في مدينة عدن، وكان من تبعات ذلك ان تردت حالته الصحية خصوصا وقد كان مريضا حتى كان موته المفاجئ.
لم يتحمل قلبه ظلم المدير العام
تقول الأخبار انه قبل وفاته توجه إلى مقر المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون مطالبا بمستحقاته، محاولا انجاز معاملة خاصة به، غير انه وجد تعاملا فضا من مدير عام المؤسسة الذي بالطبع يتلقى تعليماته من الوزير، إذ - كما قيل - قام المدير العام إياه بتمزيق ورقة معاملته ورميها امامه على الأرض، وتحدث المقربين من الراحل ان مثله فعل ترك اثرا كبيرا في نفسه، قبل ان يتحول ذاك التأثر الى «جلطة» تم اكتشافها بعدها، وهي التي أردته قتيل الظلم والقهر، فلم تنفع محاولات انقاذه بعملية جراحية «قسطرة قلبية» خصوصا وقد توقف قلبه المتعب والمثقل بقصة المعاناة مع ظلم المدير وجبروت الوزير الذي بالمناسبة «الوزير» كان قد أُجبر على ترك منصبه في اليوم ذاته الذي فارق فيه الخميسي الحياة، ذلك ان وزيرا غيره قد أتى من حكومة الانقاذ الوطني اليمنية التي نرجوا ان يكون في قدومها انقاذ للمقهورين امثال الخميسي ويا لله ما أكثرهم في بلدنا اليمن.
حكاية قهر وتعسف الوزير
للأسف كان «الفاعل» هو ذاك المفترض فيه ان يكون المسؤول عن الاعلاميين في اليمن السعيد الذي بات تعيسا بفعل الإدارة الفاسدة التي نخرته من أعلى هرم السلطة وحتى أسفلها وكان من تبعات ذلك ان قامت ثورة الشباب نصرهم الله وأيدهم، .. فلقد اتخذ ذاك الوزير- الذي ذهب الى غير رجعة ان شاء الله إلى مركزه الذي كان يتبوأه في وزارة الاعلام اليمنية – اتخذ من الظلم وسيلة لقهر عباد الله الذين ولدتهم امهاتهم احرارا، غير ان الظالمين امثاله ارادوا ان يستعبدوهم فلما ابوا ورفضوا اتخذوا كل الاساليب اللا اخلاقية لقهرهم حتى يشعرون بلذة الانتصار ويغطون على عقدة النقص التي يشعرون بها، وهو ما حدث مع الراحل الخميسي الذي يؤكد الجميع أنه مات مقهورا.
هي إذا حكاية رجل مات من القهر، بلى هي كذلك، رجل عرفناه زميلا لنا في المهنة، وخبرناه متعدد المواهب، فغير انه اعلامي معروف فلقد كان رياضيا من الدرجة الأولى بعد ان وصل الى ان يكون حكما دوليا من بين أفضل حكام اليمن في فترة من الفترات، وما زلت اتذكر وغيري نتذكر أسلوبه الخاص في إدارة المنافسات بتلك الكاريزما الخاصة التي قل نظيرها.
التكريم المستحق في الدوحة
لأن الله عز وجل اراد ان يكرم الرجل الراحل الخميسي فلقد جعل من حادثة وفاته حكاية تتناقلها الالسن وتسطرها الأقلام، وكيف لا وقد كُتب له قبل ان يغادر هذه الدنيا الفانية مقهورا ان يكون من بين ثلة من المكرمين في يوم الاعلاميين الرياضين العرب المخضرمين من قبل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وبتعاون من لجنة الاعلام الرياضي القطري، وكأن الإنصاف قد اتاه من حيث لم يكن يدري، ولربما لسان حاله حينها عندما سمع بتكريمه قبل وفاته قد ردد قول المظلومين إياهم.. «وظلم ذوي القربى أشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهند».. أو لكأنه قد قال وآسر قوله في نفسه حتى وافاه الاجل «لا كرامة لنبي في وطنه».. خصوصا والتكريم قد جاء من خارج بلده اليمن!
اخير وليس بأخر انها كلمات قلتها في حق رجل رحل عن دنيانا الفانية كان ينبغي ان أقولها عسى ان يكون فيها عزاء لكل المقهورين من ابناء اليمن والعرب وما اكثرهم، ولا أنسى بأسمي ونيابة عن كل زملائي في جريدة «استاد الدوحة» ان نتقدم بخالص العزاء لآل الخميسي في مصابهم الجلل راجيين ان يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته.
 
*صحفي يمني مقيم في قطر