أوزيل...تركي يُسعد ألمانيا

Monday 30 November -1 12:00 am
أوزيل...تركي يُسعد ألمانيا
----------

 

في 5 ديسمبر سيتم الكشف عن هوية اللاعبين الثلاثة الذين سيتنافسون على جائزة "الكرة الذهبية" اي على لقب أفضل لاعب في العالم 2011 في حضور مدرب فرنسا لوران بلان والمدير الرياضي لنادي باريس سان جرمان البرازيلي ليوناردو.. وكان الفيفا بالإشتراك مع مجلة فرانس فوتبول الفرنسية صاحبة فكرة الجائزة اختار لائحة أولية مكونة من 23 لاعباً في أول نوفمبر.. أما الإعلان عن الفائز باللقب فسيتم خلال المهرجان السنوي الذي سيقام في 9 يناير في زيوريخ.

لائحة ال23 ضمت لاعب الوسط الألماني، التركي الأصل، مسعود أوزيل (23 عاماً).. أحد اللاعبين الذين غيروا وجه المنتخب الألماني وحولوه الى منتخب مرعب، لدرجة أن هناك شبه إجماع من النقاد على أن هذا المنتخب هو الوحيد القادر على الحد من هيمنة نظيره الإسباني على الألقاب الأوروبية والعالمية، وهم يضربون موعداً في بطولة أوروبا الصيف المقبل في بولندا وأوكرانيا.

في سجل أوزيل كأس ألمانيا وكأس اسبانيا فقط.. ولكن مستواه الرفيع فرضه على المنتخب الألماني كما على مدرب ريال مدريد الذي ضمه الى صفوفه بعد مونديال 2010.. بفضله صار أداء المنتخب ممتعاً واستعراضياً فضلاً عن احتلاله المركز الثالث بعد منتخبي اسبانيا وهولندا، وقد بحث المدرب يواكيم لوف بعدما تسلم "المانشافت" مع نهاية مونديال 2006 عن صانع ألعاب قادر على منح المنتخب حجماً أكبر فوجد فيه ضالته. ويقول لوف: "تطور مسعود بسرعة خلال زمن قصير.. مميزاته كثيرة وأهمها حقل رؤيته الواسع ومهاراته وسرعته في الجري بالكرة".

مع المنتخب سجل 7 أهداف في 28 مباراة بمعدل هدف واحد في كل 4 مباريات.. أما في ريال مدريد فإنه لافت في عدد تمريراته الحاسمة: 26 تمريرة من هذا النوع في الموسم الماضي أي أكثر من ليونيل ميسي بتمريرة واحدة.. وهو أعلى رقم في كل الدوريات الأوروبية.

حكاية البداية

ولد في غيلسنكيرشن، وأصل عائلته من مدينة زونغولداك التركية ولعب صغيراً في نادي روت فايس ايسين من 2000 الى 2005 قبل ان يضمه شالكه وقد احترف في صفوفه صيف 2006.. جلس من فترة الى أخرى على مقاعد الإحتياطيين فلم يخض أكثر من 39 مباراة (30 في الدوري و2 في كأس المانيا و5 في دوري أبطال أوروبا) على مدى موسمين مع هدف واحد واختلف مع الإداريين حول مسألة تمديد عقده مع العلم بأن والده مصطفى هو في الوقت ذاته وكيل أعماله.. بالتالي، رحل الى فيردر بريمن في نهاية يناير 2008 بعدما وقع عقداً مدته 3 سنوات ونصف مقابل 4,5 ملايين يورو حتى يحل محل البرازيلي دييغو.. وتدريجياً بدأ يفرض نفسه واستفاد من الثقة التي وضعها فيه المدرب توماس شاف.. في الموسم الأول 2007-2008 خاض 12 مباراة  في الدوري و3 في يوروبا ليغ ثم ارتفع العدد الى 28 في الموسم الثاني مع 5 في كأس المانيا و14 في دوري الأبطال ويوروبا ليغ مع لقب بطل كأس ألمانيا حيث سجل هدف المباراة في شباك باير ليفركوزن.. وفي منتصف ذلك الموسم خاض مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الألماني وتحديداً في فبراير 2009 ضد النرويج (لعب حتى اليوم 30 مباراة دولية مع 8 أهداف).

بيد أن موهبة أوزيل لم تخف على مدربي منتخبي ألمانيا دون 19 عاماً و21 عاماً لأنه لعب معهما 11 مباراة في 2006-2007 مع 4 أهداف و16 مباراة من 2007 الى 2009 مع 5 أهداف.. وهو تلقى اتصالات من الإتحاد التركي حتى يدافع عن ألوانه الوطن الأم: "بقيت أتلقى اتصالات على مدى شهور طويلة من الإتحاد ولكنني فضلت الصبر الى أن تم استدعائي لمنتخب ألمانيا دون 19 عاماً وأنا في سن السابعة عشرة، وأنا لست نادماً اليوم على اختياري".. ومع المنتخب فاز ببطولة أوروبا للشباب 2009.

                        زيزو.. وأوجه الشبه

بلغ أوزيل القمة مع بريمن في الموسم 2009-2010 مع 31 مباراة في الدوري (9 أهداف و17 تمريرة حاسمة) و5 في كأس المانيا و10 في دوري الأبطال ويوروبا ليغ (هدفان و6 تمريرات)، وما أن انتهى الموسم حتى شارك في مونديال 2010 حيث شارك في 7 مباريات وسجل هدفاً مع 3 تمريرات حاسمة فكثرت التكهنات عن وجهته المقبلة، الى أن انتهى به المطاف في ريال مدريد مقابل 17 مليون يورو، وهو النادي الذي لطالما حلم أن يلعب في صفوفه لأن مثله الأعلى هو نجم ريال السابق زين الدين زيدان.

يقول أوزيل: "عندما كنت أشاهد مهارات زيدان تلفزيونياً كنت أحاول تطبيقها على أرض الملعب، ومقارنتي به مديح لي.. أتمنى أن أكون مثل هذا اللاعب الهادىء الذي يساعد زملاءه ويقدم لهم الحلول، والذي يبحث عنه زملاؤه دائماً ليمرروا له الكرة".. والشبه بين النجمين كبير، إن من حيث المركز أو المهارات الفردية وتأثيره على المباراة وأصوله العائلية وديانته.

واعتقد الكثيرون أن بداية أوزيل مع ريال مدريد ستكون صعبة بوجود البرازيلي كاكا في مركز صانع الألعاب، ولكن إصابة كاكا في ركبته وابتعاده نحو 5 أشهر منحت أوزيل فرصة ذهبية فلم يبددها بل استثمرها بسرعة فائقة بالرغم من عائق اللغة واختلاف البيئة وكسب قلوب المدريديين فوراً على غرار ما سبق وفعل كريستيانو رونالدو ولم يوفر مدربه مورينيو ورئيس النادي فلورنتينو بيريز أي فرصة للثناء عليه، بل أن الأخير رأى أنه سيصبح أفضل لاعب في العالم.

في موسمه الأول شارك أوزيل في 36 مباراة من أصل 38 ممكنة في الدوري مع 6 أهداف و17 تمريرة حاسمة، و6 مباريات في كأس اسبانيا مع 3 أهداف و3 تمريرات و11 مباراة في دوري الأبطال مع هدف واحد و6 تمريرات أي ما مجموعه 53 مباراة و10 أهداف و26 تمريرة.. أما الثمرة فكانت الفوز بكأس ألمانيا على حساب برشلونة.

ومع ذلك، فإن عطاء اوزيل في الموسم الجاري ليس مثله في الموسم الماضي: 11 مباراة من دون أي هدف مع 4 تمريرات حاسمة، ومباراتان في الكأس السوبر الإسبانية مع هدف واحد، و4 مباريات "ناشفة" في دوري الأبطال.. الشعلة إنطفأت، ولذا يبدو حزيناً، وبات أقل سرعة.. ويوضح مورينيو: "في الموسم الماضي كان وحده الرقم 10 في الفريق وهو اليوم في منافسة مع كاكا وحتى مع كوينتراو.. في الفريق خيارات كثيرة ومن الصعب على أي لاعب أن يكون أساسياً باستمرار أو أن يلعب 90 دقيقة باستمرار".

ولكن يبقى المنتخب كخيار يلجأ اليه أوزيل.. مكانه محفوظ وقد خاض معه 10 مباريات من 10 في تصفيات أوروبا 2012 مع 5 أهداف و7 تمريرات.. وعن هذه البطولة يقول: "نريد لقبها

وفي مقابلة مع مجلة "كيكر" الألمانية نشرت قبل اسبوعين اعترف أوزيل بأنه يتبادل الحديث طويلاً مع زين الدين زيدان مدير الفريق المدريدي: "زيزو يعتني بي جيداً ويشجعني ويقول لي: أدخل الى أرض الميدان والعب كما تعلمت أن تلعب".

اوزيل

المصدر:استاد الدوحة نت