قانون الصمت يحكم برشلونة وريال مدريد

Monday 30 November -1 12:00 am
قانون الصمت يحكم برشلونة وريال مدريد
----------


يختلف البرتغالي جوزيه مورينيو والأسباني بيب جوارديولا ، مدربا ناديي ريال مدريد وبرشلونة الأسبانيين لكرة القدم ، في عدة أوجه، كاختلاف الليل والنهار، ولكنهما على الأقل يتفقان على أمر واحد: إحاطة الناديين بقانون الصمت.

 

وفي عصر التواصل المفرط ، قرر ناديا القمة في أسبانيا المضى قدما في عملية "فرض الصمت"، فقد بدأ الاثنان بحرمان الجماهير والصحفيين من حضور التدريبات، ثم حرما وسائل الإعلام من التحدث إلى اللاعبين عقب التدريبات.

 

وأخيرا قرر الناديان منع لاعبيهما من إجراء أي حوارات او مقابلات مع وسائل الإعلام.

 

يعتبر مدربا الفريقين هما المسئولان المباشران عن هذه القرارات.. فقد بدأها جوارديولا في برشلونة ثم سار مورينيو على نهجه في ريال مدريد.

 

وقالت مصادر بالقسم الصحفي بنادي ريال مدريد لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "إنه قرار مفتوح ، ربما يستمر لنهاية الموسم".

 

نجح مورينيو وجوارديولا في الوصول إلى أعلى مستويات السلطة والنفوذ داخل ناديهما ، ولكنهما لا يستطيعان التقدم لما هو ابعد من ذلك.. فهناك دائما حد لكل شيء.

 

وفي هذا الاطار ، لا يستطيع حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس أن يتحدث إلى الصحفيين المتخصصين في تغطية أخبار ريال مدريد ولكنه يستطيع بالتأكيد أن يناقش أمورا تتعلق بفريقه عندما يكون مع المنتخب الأسباني.

 

وهذا تحديدا ما حدث هذا الأسبوع ، عندما لم يواجه قائد ريال مدريد مشاكل في إجراء مقابلات متتالية مع وسائل الإعلام ناقش خلالها أمورا تتعلق بمورينيو وريال مدريد والمنتخب الأسباني أيضا.

 

وأصبح الحصول على تصريحات من اللاعبين هذه الأيام عن طريق الرعاة الرسميين لهم أسهل كثيرا من الحصول عليها عن طريق الأندية. فمثلا صار مصنع شهير لأدوات الحلاقة،الآن  أفضل وسيط بين بعض اللاعبين مثل كاسياس وتشابي ألونسو وبين الجماهير.

 

ولايختلف الأمر كثيرا مع شركة ألعاب "الفيديوجيم" التي ترعى نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي ، أو الشركة المصنعة للأدوات والملابس الرياضية التي تتخذ من لاعب برشلونة سيسك فابريجاس نجما لإعلاناتها.

 

ولكن أفضل مثال على قوة الرعاة هو جوارديولا نفسه.

 

فعندما تولى تدريب برشلونة أكد أنه لن يجري مقابلات فردية مع وسائل الاعلام.

 

وجاء هذا القرار تأثرا بعادات مدرب الأرجنتين وتشيلي السابق مارسيلو بييلسا ، الذي يحبه جوارديولا كثيرا ويحترمه. ولم يغير جوارديولا رأيه في هذا الأمر طوال السنوات الثلاث التي قضاها مع برشلونة حتى الآن.

 

ولكن مصرف "بانكو ساباديل" نجح فيما لم ينجح فيه غيره من قبل ، فقد حصل على حوار كامل مع جوارديولا أجراه معه الصحفي والمخرج السينمائي ديفيد ترويبا ، الصديق الشخصي لجوارديولا ، وقام بنشره على الإنترنت ووسائل اعلام اخرى.

 

وكما يفعل بييلسا ، يفضل جوارديولا المشاركة في المؤتمرات الصحفية المطولة التي لا يتهرب خلالها من الإجابة عن أي أسئلة.

 

وفي هذا الصدد ، يبقى جوارديولا مختلفا عن مورينيو الذي يتخير المؤتمرات الصحفية التي سيحضرها وعادة ما يرسل مساعده آيتور كارانكا لمواجهة الصحفيين بديلا عنه في المؤتمرات الصحفية السابقة للمباريات.

 

ولا يحب ساندرو روسيل رئيس برشلونة التصريحات الإعلامية هو الآخر كما أنه لا يجيدها، ولكنه لم يتمكن هذا الأسبوع من رفض إجراء مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية امتدت لساعة كاملة ، حيث يرتبط برشلونة بعقد رعاية مربح مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع "قطر فاونديشن" التي تربطها في المقابل صلات وثيقة مع "الجزيرة".

 

يستغل ريال مدريد وبرشلونة صمتهما الإعلامي الاختياري لتدعيم قنواتهما الإعلامية الخاصة عن طريق نشر مقابلات خاصة لمدربي ولاعبي فريقهم على المواقع الرسمية للناديين على الإنترنت وقنواتهما التليفزيونية. ولكن ليس من الغريب أن تفشل هذه المقابلات في تحقيق الصدى المتوقع منها، أو في الوصول إلى الجماهير كلها.

 

وفي جميع الأحوال ، صار الوقت الذي كان الصحفيون يركبون فيه سيارات اللاعبين للحصول على حوارات خاصة أو الذي كان النجوم يمضون خلاله ساعة أو أكثر وهم يمنحون توقيعاتهم لمئات المعجبين عقب التدريبات، امرا من الماضي السحيق الان.