دوري أبطال أوروبا: فرق إنكلترا تعاني على غير عادة

Monday 30 November -1 12:00 am
دوري أبطال أوروبا: فرق إنكلترا تعاني على غير عادة
----------

 يمني سبورت ـ محمد حمادة:


قد لا يكون الدوري الإنكليزي في الماضي إستعراضياً كما هو عليه اليوم.. فمع إنقضاء الثلث الأول من الموسم قدّم 3 مباريات ستعلق طويلاً في الذاكرة: مانشستر يونايتد مع أرسنال (8-2) في 28 أغسطس، وتشلسي مع أرسنال (3-5) في 29 اكتوبر، ومانشستر يونايتد مع مانشستر سيتي (1-6) في 23 اكتوبر.

ومع ذلك، فإن هناك سؤالاً يطرح حالياً: بعدما قدمت فريقاً واحدأ في نهائي دوري أبطال أوروبا 6 مرات في المواسم السبعة الأخيرة منها واحدة تواجد فيها مانشستر يونايتد وتشلسي معاً في نهائي 2008 (1-1 ثم 6-5 بركلات الترجيح)، فهل تبدو الكرة الإنكليزية اليوم منهكة وفاقدة القوة؟

وما يفرض السؤال أن ثلاثة من فرقها الأربعة (مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشلسي) مهددة كلها ولو بنسب متفاوتة بالخروج من الدور الأول للموسم الجاري، والوحيد الذي ضمن بطاقته في الدور الثاني، وهو أرسنال، كان الأقل الفرصة من بينها قبل شهر واحد.

وتجدر الإشارة الى أنه في الموسم 2003-2004 بدأ العمل بالنظام الجديد للمسابقة حيث يقام دور أول يضم 8 مجموعات في كل منها 4 فرق ثم تقام الأدوار اللاحقة بطريقة الحذف بعد مباراتي ذهاب وإياب باستثناء الدور النهائي الذي يقتصر على مباراة واحدة).. ومنذ ذلك الموسم وحتى اليوم خرج فريقان انكليزيان إثنان فقط من الدور الأول من أصل أربعة مشاركة وهما مانشستر يونايتد في 2005-2006 وليفربول في 2009-2010.

ويهيمن مانشستر سيتي على الدوري الإنكليزي حالياً مع 11 فوزاً وتعادل واحد حتى قبل مباراته مساء أمس أمام مضيفه ليفربول.. أما في دوري الأبطال فالأمر مختلف خلافاً لما كان متوقعاً.. بدأ المسابقة الأوروبية ببطء شديد حيث تعادل في أرضه مع نابولي صفر-صفر ثم خسر على أرض بايرن ميونيخ صفر-2 الى ان تخطى ضيفه فياريال 2-1 بصعوبة.. ولكن، بعدما سحق مانشستر يونايتد 6-1 اعتقد الجميع أنه بلغ مستوى عالياً يعبر بأمانة ما يضمه من كفاءات.. وهكذا ضرب بقوة وفاز على أرض فياريال 3-صفر ولكنه سقط بعد ذلك على أرض نابولي 1-2 في الجولة  الخامس قبل الأخيرة.. وبالتالي، لم يعد مصيره بيده.

بايرن ميونيخ ضمن إحدى البطاقتين، أما البطاقة الثانية فهي أقرب الى نابولي (8 نقاط) منها الى السيتي (7 نقاط).. وفي الجولة السادسة الأخيرة الأربعاء 7 ديسمبر يتوجب على السيتي أن يفوز على ضيفه بايرن، والأمر ممكن أمام خصم لا تهمه نتيجة المباراة لا من قريب ولا من بعيد ويتوقع أن يشرك تشكيلة تضم عدداً كبيراً من الإحتياطيين، ولكن يتوجب أيضاً أن لا يفوز نابولي على أرض فياريال الذي لا يملك أي نقطة ولا يطمع حتى في المركز الثالث المؤهل لمسابقة يوروبا ليغ.. وربما يكون الحافز الوحيد للفريق الإسباني هو أن مكافأة الفوز في أي مباراة هي 800 ألف يورو وأن مكافأة التعادل هي 400 ألف.

وبعد، هل يتحقق الشرطان معاً ليتأهل السيتي الذي بلغت خسائره منذ صار ملكاً لمجموعة أبو ظبي قبل 3 سنوات و3 أشهر 230 مليون يورو؟ كابتن السيتي وقلب دفاعه البلجيكي فنسان كومباني يتهيأ لخوض يوروبا ليغ "إذا سارت الأمور خلافاً لما نشتهي سنشارك في يوروبا ليغ للفوز بها.. المهم أن ننتزع لقباً.. وإذا تأهلنا للدور الثاني لدوري الأبطال سيكون من الصعب أن يوقفنا أحد".

من جانبه فإن أرسنال الذي عانى الأمرين في مطلع الموسم المحلي وقع في مجموعة ضمت خصوماً عانوا كثيراً أيضاً.. بوروسيا دوتموند مثلاً كان في المركز الحادي عشر بعد انقضاء 6 جولات من الدوري الألماني وسادساً بعد 8 جولات.. أما مرسيليا فهو اليوم عاشراً في الدوري الفرنسي بعدما بقي لفترة في المراكز الأخيرة.. وبالنسبة الى أولمبياكوس فلم يكن في أي يوم بعبعاً.

ويحسب للفريق اللندني أن مستواه تطور بوضوح.. كان سابعاً عشر في الدوري المحلي بعد 5 جولات وها هو سادساً بعد 13 جولة.. ولكن بعدما حقق في هذا الدوري 6 انتصارات متتالية فإن فولهام "فرمله" وتعادلا 1-1 مساء السبت.. أما في الدوري الأوروبي فجمع 11 نقطة من 5 مباريات مقابل 7 و6 و4 لمرسيليا وأولمبياكوس ودورتموند، اي أنه ضمن بطولة المجموعة الثانية.. ويعيد مدرب أرسنال أرسين فينغر السبب في ما تعانيه الفرق الإنكليزية الثلاثة الأخرى الى ان "مستوى المجموعات في الدوري الأوروبي لا يتوقف عن الإرتفاع، وصار التأهل للدور الثاني أصعب وأصعب".

وبالنسبة الى مانشستر يونايتد، فقد بدأ الموسم بداية قوية (21 هدفاً في المباريات الخمس الأولى) ثم بدأ يتارجح مع أخطاء دفاعية متكررة وعانى من غياب مدافعيه فيديتش وسمولينغ ومن هفوات الحارس الشاب دي خيا ومهاجمه الأول واين روني الذي إذا ما غاب غاب الإنتصارات هذا فضلاً عن عدم وجود صانع ألعاب مرموق، وروني لا يقدر على أن يقوم بكل شىء.. ومساء السبت تعادل اليونايتد مع ضيفه نيوكاسل 1-1 ولم يكن روني قادراً على شىء (الهدف لهرنانديز).

وكم يأسف المدرب اليكس فيرغسون على عدم تمكنه من الإستعانة بالهولندي سنايدر من الإنتر أو بالكرواتي مودريتش من توتنهام.. تعرض لسقطة تاريخية امام السيتي وكان في حاجة الى الفوز على ضيفه بنفيكا حتى يضمن بطاقته الدور الثاني لدوري الأبطال وإذ به يتعادل 2-2 ومع ذلك فإن فيرغسون واثق من تخطي عقبة مضيفه بازل السويسري في الجولة السادسة في 7 ديسمبر مع أن مباراة الذهاب في أولد ترافورد انتهت 3-3 بعدما أدرك اليونايتد التعادل في الثواني الأخيرة عن طريق آشلي يونغ.

ويتحدث فيرغسون عن الدور الثاني: "سنحتل المركز الثاني في المجموعة وهذا يعني أننها سنلعب في الدور الثاني أمام خصم صعب

 كبرشلونة أو ريال مدريد أو بايرن ميونيخ أو الإنتر، ولكنني أعرف بأن لاعبي قادرين على مواجهة هذا التحدي".

ويملك اليونايتد 9 نقاط وبازل 8 نقاط، ويكفي الأول التعادل.. وفي الجولة الأخيرة أيضاً يلعب بنفيكا (9 نقاط) مع أوتيلول غالاتي (صفر).

أما تشلسي (8 نقاط) فيخوض مباراة مصيرية في 6 ديسمبر ضد ضيفه فالنسيا (8 نقاط أيضاً) علماً بأن مباراة الذهاب في ميستايا انتهت 1-1.. كذلك يلعب غنك (نقطتان) ضد باير ليفركوزن (9 نقاط).. إذا انتهت مباراة ستامفورد بريدج صفر-صفر و1-1 يتأهل تشلسي وإذا انتهت 2-2 يتأهل فالنسيا.

والمهم أن الفريق اللندني لم يعد كما كان في الماضي، والإستعانة بالمدرب البرتغال الشاب اندري فيلاس بواس غير مطمئنة حتى اليوم.. وفي الدوري المحلي فإن الفريق في المركز الخامس بفارق 15 نقطة خلف السيتي المتصدر.. وفي مبارياته الرسمية السبع الأخيرة سقط 4 مرات منها إثنتان على ملعب امام ارسنال 3-5 وليفربول 1-2.. مع مدربيه رانييري ومورينيو وغرانت وسكولاري وأنشيلوتي بلغ الدور الثاني باستمرار منذ 2004 وبلغ ربع النهائي 6 مرات من أصل ثماني.. يحب المدرب الشاب أن يضغط الفريق دوماً في أعلى نقطة ممكنة، وهذا ما لا يتلاءم عموماً مع مواصفات تشكيلته ولا سيما أن خط دفاعه "ثقيل" علماً بأن الصفوف تم تدعيهما بلاعبين غاليين في يناير الماضي وهما الإسباني توريس (58 مليون يورو) والبرازيلي دافيد لويز (25 مليوناً).

 من يرشح مانشيني؟

سئل مدرب السيتي روبرتو مانشيني عن تألق فريقه في الدوري واحتمال خروجه من الدور الأول لدوري الأبطال، فأجاب: "لا نزال في السباق ويمكن للموقف أن يتبدل في 7 ديسمبر (يجب أن يفوز على بايرن ميونيخ شرط أن لا يفوز نابولي على فياريال).. إنها المرة الأولى التي نخوض فيها دوري الأبطال، ولذا يمكن أن نرتكب الأخطاء.. إذا ما خيرت شخصياً فأفضل الفوز بالدوري الإنكليزي، وسيكون ذلك إنجازاً كبيراً حيث لا تزال هناك فرق اقوى منا.. هدفنا هذا الموسم هو  أن نكافح في الدوري المحلي وبلوغ الدور الثاني في دوري الأبطال".

وعن معاناة فرق انكلترا هذا الموسم قال: "اعتقد أن اليونايتد وتشلسي سيتأهلان مع أرسنال، والفرق الإنكليزية لا تقدر بلوغ النهائي في كل موسم.. الدوري الإنكليزي هو بالتأكيد أفضل دوري في أوروبا والأقسى".. وعن الفرق الإيطالية التي تسير بشكل جيد هذا الموسم رأى: "ليس جديداً أن يتأهل ميلان والإنتر الى الدور الثاني.. أما المرشحان للفوز باللقب الأوروبي حسب المدرب الإيطالي فهما ريال مدريد وبرشلونة: "مسلحان أكثر منا، وهما الأقوى على الإطلاق".

 3 في نصف النهائي 3 مرات

في ما يلي جنسيات الأندية التي بلغت نصف نهائي دوري الأبطال منذ الموسم 2003 – 2004 وحتى الموسم الماضي، ويلاحظ التواجد المكثف للأندية الإنكليزية في المواسم الثلاثة من 2006-2007 الى 2008-2009 حيث بلغت ثلاثة منها هذا الدور في كل مرة:

2003-2004: انكلترا 1، فرنسا 1، اسبانيا 1، البرتغال 1

2004-2005: انكلترا 2، ايطاليا 1، هولندا 1

2005-2006: انكلترا 1، اسبانيا 2، ايطاليا1

2006-2007: انكلترا 3، ايطاليا 1

2007-2008: انكلترا 3، اسبانيا 1

2008-2009: انكلترا 3، اسبانيا 1

2009-2010: فرنسا 1، ألمانيا 1، اسبانيا 1، ايطاليا 1

2010-2011: انكلترا 1، ألمانيا 1، اسبانيا 2

"استاد الدوحة نت"