دورات الألعاب العربية فكرة مصرية أطلقها أحمد الدمرداش توني

Monday 30 November -1 12:00 am
دورات الألعاب العربية فكرة مصرية أطلقها أحمد الدمرداش توني
----------


24 ساعة وتنطلق رسميا فعاليات دورة الألعاب العربية الثانية عشر التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة من التاسع إلى 23 ديسمبر الحالي بمشاركة آلاف من الرياضيين والرياضيات من 21 دولة يتنافسون في 29 رياضة.

وتقام الدورة العربية في الدوحة للمرة الأولى منذ بدء إقامة الدورات العربية في عام 1953 .

وانطلقت فكرة تنظيم الدورات العربية من مصر مثلما انطلقت شرارتها الأولى أيضا.

وكان صاحب فكرة تنظيم الدورات العربية ومؤسسها وواضع نظامها الأساسي هو رائد الرياضة المصرية العربية الراحل المهندس أحمد الدمرداش توني عضو اللجنة الأولمبية الدولية السابق ومؤسس دورات ألعاب البحر المتوسط ودورات الألعاب الإفريقية.

ونشأت الفكرة خلال دورة ألعاب البحر المتوسط الأولى التي أقيمت في الإسكندرية حيث عرض الدمرداش توني الفكرة على عبد الرحمن عزام أول أمين لجامعة الدور العربية فرحب بها وحولها إلى اقتراح تقدم به إلى مجلس الجامعة العربية يوم 27 مارس 1947 .

واقترح عزام الموافقة على إقامة دورة رياضية منظمة تقام سنويا بين الدول العربية سواء كانوا من أعضاء الجامعة أو من الدول العربية التي لم تنضم بعد لعضوية الجامعة.

ولم يلق الاقتراح الموافقة في بادئ الأمر وإن ظلت الفكرة مطروحة وظلت الجهود المكثفة لإقامة هذه الدورة حتى جاءت الجلسة التي عقدتها الجامعة في عام 1953 حيث لعب توني دورا كبيرا في إقناع مسؤولي الدول العربية بالفكرة.

وبناء على العرض الذي قدمه توني لمجلس الجامعة في نفس الجلسة وافقت الجامعة العربية على إقامة هذه الدورة كل أربع سنوات.

وقام توني بجولة في الدول العربية عام 1953 ونجح في إقناع ست دول للمشاركة في الدورة الأولى وهي العراق ولبنان وسوريا والأردن وليبيا إلى جانب الدولة المنظمة مصر.

وأقيمت الدورة الأولى في الإسكندرية وليست في القاهرة ويرجع السبب في ذلك إلى أن الإسكندرية كانت حتى منتصف القرن الماضي هي عاصمة مصر الرياضية كما كان بها مقر اللجنة الاولمبية المصرية ومقر العديد من الاتحادات الرياضية.

وكانت الإسكندرية معدة ومجهزة بمنشآتها لاستقبال الدورة بعد عامين من تنظيم دورة ألعاب البحر المتوسط الأولى بالاسكندرية أيضا.

وكان توني أحد القيادات الرياضية العربية التي لعبت دورا بارزا في تأسيس اللجنة الرياضية العربية بالاشتراك مع الشيخ جبرائيل الجميل من لبنان والمغربي محمد بن جلون وهي اللجنة التي عقدت اجتماعات في لبنان عام 1954 والقاهرة عام 1955 ودمشق عام 1956 .

كما عقدت مؤتمرها الرابع في الاسكندرية في عام 1956 ثم انعقدت بعد ذلك في الخرطوم عام 1957 وفي الدار البيضاء عام 1961 وهذه اللجنة كانت نواة لاتحاد اللجان الاولمبية العربية الذي تأسس في الخرطوم عام 1957 .

وتحولت اللجنة إلى تنظيم عربي رياضي عام 1961 تحت مسمى لجنة الرياضة العربية وصدر قانونها الأساسي وتكونت من ممثلي اللجان العربية في 19 دولة وكانت مكلفة بتكوين الاتحادات الرياضية العربية.

وأصبحت هذه اللجنة نواة لتأسيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية عام 1976 في الرياض برئاسة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز.

وظل المهندس توني عضوا باللجنة الاولمبية الدولية من عام 1960 حتى وفاته في أغسطس 1997 كما يرجع الفضل إليه في تأسيس دورات ألعاب البحر المتوسط ووضع نظامها الأساسي ودورات الألعاب الأفريقية التي بدأت عام 1965 في برازافيل فكانت بديلا للدورات الأفريقية التي كانت تقام من قبل على أساس عرقي وسياسي مثل دورة الألعاب الفرانكفونية للدول الافريقية الخاضعة للاستعمار الفرنسي والناطقة بالفرنسية ودورة ألعاب الكومنولث للدول الخاضعة للتاج البريطاني والناطقة بالانجليزية.

ومن خلال موقعه في اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1960 ، حمل توني على عاتقه قضية التضامن العربي في المحافل الدولية وتوحيد كلمة العرب في مختلف التنظيمات الرياضة الدولية وكان اهتمامه بدورات الألعاب العربية من هذا المنطق.

ولعب توني دورا بارزا في تأسيس الحركة الرياضية المصرية في تمصير الكثير من الاتحادات الرياضية التي كانت خاضعة لنفوذ البريطانيين والفرنسيين وأسس اتحادات مصرية موازية لها مثل اتحادات الجمباز والسباحة.

كما جعل توني اللغة العربية لغة رسمية في هذه الاتحادات التي كان نظامها الاساسي بالفرنسية أو الانجليزية وبلغت غيرته على اللغة العربية في تلك الفترة أنه كان يحظر على أي شخص أن يتحدث بلغة أجنبية داخل هذه الاتحادات.

ويوضح ذلك أن توني كان شديد الغيرة على النزعة العربية وكان حارسا أمينا للقضية العربية داخل اللجنة الاولمبية الدولية على مدى 37 عاما كان خلالها يمنع وصول ممثل للكيان الصهيوني إلى اللجنة الدولية.

وكان توني بطلا في الجمباز وألعاب القوى في مطلع شبابه قبل أن يكون رئيسا لاتحاد الجمباز واللجنة الأولمبية المصرية.

وشهدت الدورات الرياضية العربية تطورا كبيرا من النواحي التنظيمية والفنية وعلى مستوى المشاركة ، ومع مر العقود والسنين أصبحت الدول العربية تولي أهمية أكبر لهذه الدورة وتشارك فيها بعدد أكبر من الرياضيين وفي عدد أكبر من الرياضات.

ومع ذلك فإن الطريق أمام الارتقاء بهذه الدورات إلى مصاف الدورات الدولية عالية المستوى ما زال طويلا ويتطلب من كل الدول العربية مزيدا من الاهتمام والاستثمار في نفس الشباب والمنشآت حتى تحقق هذه الدورات أهدافها السامية من النواحي الرياضية والاجتماعية والسياسية والمادية.

ولعل تثبيت مواعيد إقامتها بصورة منتظمة أو دورية يأتي في مقدمة الملفات المطروحة على جهات الإشراف على الدورات والتي تتطلب حلولا جذرية ، حسبما أكد الموقع الرسمي للدورة الثانية عشر على الانترنت.

وبالنظر إلى عدد الدول المشاركة، فإننا نجد أن العدد تطور بشكل تصاعدي شبه منتظم حيث ارتفع عدد الدول المشاركة من تسع دول في الدورة الأولى التي أقيمت بالاسكندرية عام 1953 الى 22 دولة في الدورة الحادية عشرة التي أقيمت في القاهرة عام 2007 .

وشهدت دورة 2007 تحطيم عدة أرقام قياسية على مستوى المشاركة وعلى مستوى عدد المشاركين من الرياضيين وعلى مستوى عدد الرياضات وعلى المستوى الفني من حيث الأرقام القياسية وعلى مستوى الميداليات الموزعة وعلى مستوى المنشآت المخصصة للمسابقات وكذلك على مستوى الحضور الجماهيري.

وعلى مستوى الإنجازات الرقمية فإن مصر تتربع على عرش هذه الدورات وذلك لخبرتها الواسعة في الألعاب الأولمبية والألعاب الإفريقية تنظيما ومشاركة وكذلك لاستضافتها دورتين من الدورات ال11 الأولى.

وتصدرت مصر لائحة ترتيب الفرق 5 مرات منها 3 مرات في الدورات الثلاث الأخيرة كما يحسب أيضا في رصيد مصر فوز مشترك مع سوريا عندما تصدرت الجمهورية العربية المتحدة لائحة ترتيب منتخبات الدورة الثالثة بالمغرب عام 1961.

كما تعتبر سوريا من الدول المتميزة على مستوى الإنجازات في هذه الدورات حيث فازت بدورتي 1976 و1992 على أرضها بالعاصمة دمشق ولكنها ستغيب عن أحداث الدورة الثانية عشر في الدوحة للأحداث الجارية في سوريا.