موروسيني | حياة مأساوية رافقتها الابتسامة النقية

Monday 30 November -1 12:00 am
موروسيني | حياة مأساوية رافقتها الابتسامة النقية
----------
رحل بيرماريو موروسيني عن حياتنا فجأة كما ظهر فجأة، هذا هو تلخيص حياة هذا الصبي الذي نشأ في بيرجامو بعد ولادته في 5 يوليو 1986 عن أب وأم تركوه في صباه ليواجه مشقات الحياة بمفرده.

لم يكن موروسيني الذي سقط على أرضية ميدان الأدرياتيكو قبل 24 ساعة تقريبًأ ليموت تحت أنظار رفاقه وأصدقاءه وحتى منافسيه يملك حلم ليصبح لاعب كرة قدم ولكن موهبته جعلته يدخل هذا المضمار ويلعب لفريق شباب أتالانتا.

احتفل ببطولة الطلاب عندما كان مرهقًأ في أتالانتا قبل أن يلتقطه أودينيزي ويوقع معه في صفقة ملكية مشتركة ليشارك لأول مرة في دوري الدرجة الأولى الإيطالية - السيريا آ- ويلعب كذلك في كأس الاتحاد الأوروبي بعمر صغير أمام ليفسكي صوفيا البلغاري.

واصل موروسيني صعوده فانضم للمنتخب الإيطالي تحت 21 عامًا وشارك في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2009 في السويد، وشارك كبديل لكلاوديو ماركيزيو نجم اليوفي الحالي في مباراة نصف النهائي أمام ألمانيا.

أرسله أودينيزي بعدها في سلسلة إعارات لريجينا وبادوفا وفيتشنزا ثم أخيرًا انتقل للآمارانتو " ليفورنو" وهو لا يعرف أن نهايته مع القدر ستكون هناك وبالتحديد في 14 أبريل 2012 في مواجهة بيسكارا.

ترك ابن الـ25 عامًأ الحياة وصراعاتها، افتقاده لأبيه وأمه كانت البداية وكان له كذلك شقيقة وشقيق يعانيان من إعاقات جسدية وفي السنة الماضية قرر شقيقه الصغير الانتحار برمي نفسه عبر النافذة.

وبعد الحادث الأليم الذي أنهى به " مورو" حياته التي كانت مليئة بالتراجيديات ربما يُخلد اسمه ليس فقط للألم الذي صاحب نهايته بل سيُعاد فتح ملف الحالة الصحية للاعبين، وإيجاد جهاز لتنظيم ضربات القلب داخل الملاعب وما يصاحبه من احتياطات طبية كانت غائبة عن أعين المسيرين للعبة.

تمتع موروسيني بعلاقات طيبة مع الجميع وقد وصفه رئيس أودينيزي بأنه شخصية محترفة ومهنية، أما مدربه فافيني في فريق شباب أتالانتا فوصفه قائًلا: " لقد كان مثل الذهب، دومًأ كان يساعد ويقف بجانب عائلته".

أضاف فافيني: " لم يكن شخصًأ محظوظًا فلقد فقد أقرب الأشخاص إليه في شبابه ولكن على الرغم من كل هذه المآسي فقد كان مورو يقابلها بابتسامه على شفتيه، بل أن وجهه كان يرتسم عليه الابتسام دائمًا ولم يدع المشاكل تهزمه، شخص قوي وهذا ما أريد أن أتذكره به".

أما وكيل أعمال " مورو" فكانت لديه بعض الكلمات ليودع به موكله : " لقد أراد وبحث على مر حياته عن السعادة، ولكن يبدو أنه قد تم إخباره أمس بأن هذا ليس ممكنًا في حياته".

أضاف إرنيستو راندوسو: " كان يتحلى بالأدب والهدوء عندما يتحدث ولهذا كان يُقابل بالتقدير والاحترام من قبل الجميع للطافته وأستطيع أن أقول أنه أكثر شاب نقي تعاملت معه".