صاحب اكبر انجاز رياضي في تاريخ اليمن يعمل سائق تاكسي !!

Monday 30 November -1 12:00 am
صاحب اكبر انجاز رياضي في تاريخ اليمن يعمل سائق تاكسي !!
----------

akram-20130904-102458 عبدالرحمن عقيل

كثير من رموز الرياضة الوطنية ممن قدموا إنجازات نوعية ورفعوا علم اليمن في المحافل الدولية، يعيشون مع الأسف الشديد أوضاعا أقل ما يقال عنها مأساوية، إذ لم تشفع لهم الأوسمة والميداليات والبرونزيات في الحصول على حياة كريمة في وطنهم، ليجدوا أنفسهم في الشوارع باحثين عن عيش شريف.

من بين أولئك اللاعبين صاحب الانجازات الدولية لاعب المنتخبات الوطنية للتايكواندو الكابتن أكرم النور، الذي يكشف لـ"الأهالي نت" عن كثير من تفاصيل حياته وأسرار ومآسي الرياضة اليمنية، في هذا الحوار..

*أين اختفى أكرم النور؟

اختفيت خلف إهمال الاتحاد والوزارة واللجنة الأولمبية الذين عجزوا عن علاج إصابتي في ركبتي، بعد المشوار الطويل الذي بذلته.

*متى وأين كانت الإصابة؟

في 2006 لعبت بطولة عالمية مفتوحة في كوريا، وأصبت في ركبتي، ورغم حصولي أنا الوحيد في تلك البطولة على الذهبية بمشاركة 42 دولة إلا أنه لم يتم علاجي.

*كيف تمكنت من العلاج؟

تم صرف تذكرة سفر و500$ بعد معاملة استمرت 6 أشهر، صرفت ما يقاربها متابعة لاستخراجها، وبفضل الله ثم فضل المدرب الكوري تم علاجي عن طريق أصدقائه في كوريا.

توقفت سنة وشهر ثم عدت إلى الملاعب، وهذا كان أكبر خطأ ارتكبته بأني لم أتعلم من درس إهمال الاتحاد والوزارة.

*تعتبر أن عودتك للعب خطأ؟

نعم، فقد أصبت للمرة الثانية في 2008 أثناء مشاركتي في المباراة النهائية في بطولة العرب العسكرية في اليمن التي حصلت فيها على الذهبية.. للأسف تكررت نفس المأساة ونفس القصة تماما، وعبر المدرب الكوري تمكنت من العلاج. الأجنبي وقف معي في محنتي ومن رفعت علمهم واتحادهم للأعلى في أغلب المحافل الدولية والعالمية والقارية خذلوني.

*وهل استفدت من الخطأ الثاني؟

لا، فقد تكررت إصابتي للمرة الثالثة في 2009 ولم يتم علاجي حتى اليوم، واضطررت إلى التوقف عن اللعب بسبب الاهمال المتعمد من قبل الجميع، رغم أني كنت في قمة عطائي، وقد حققت في نفس الشهر الذي أصبت فيه وهي آخر مشاركاتي الدولية فضية العالم وذهبية العرب العسكرية.

*ماذا قدمت لك اللجنة الأولمبية؟

(يضحك) ليش في لجنة أولمبية في اليمن!.

*كنت أحد الواعدين الذي ترعاهم اللجنة الأولمبية، فماذا كانت الرعاية وكم استمرت؟

كان التضامن الاولمبي يرعى واعدين في اليمن في تلك الفترة، كنت أنا وعصام جعيم ونشوان الحرازي، وما كنا نحصل عليه هو 30 ألف ريال شهريا ولفترة بسيطة، وعند انتهاء الأولمبياد يتم قطع المبلغ، وعين الله ترعاكم، ونلتقي بعد أربعة أعوام.

*أعرف أنك مثلت اليمن أولمبياد؟

أنا شاركت أولمبياد أثينا، وأنا أول لاعب تايكواندو يمني يشارك في الأولمبياد. كنت أتمرن في صنعاء لوحدي، أنا والمدرب، ولعبة التايكواندو لعبة قتال وتحتاج إلى الاحتكاك مع الكثير من اللاعبين ومع أوزان مقاربة لوزنك، ولم يتم إعطائي حتى معسكر خارجي ولو حتى لفترة قصيرة، وكله كان من التضامن الأولمبي، والله أعلم ماذا كانت ترفع من تقارير عن المعسكرات.

*هل تقدمت إلى وزارة الشباب؟

الآن معي معاملة بخصوص العلاج في قطر، والمعاملة مازالت مستمرة، وبنشوق لفين نوصل بها.

*لماذا تخلى اتحاد التايكواندو عن أكرم؟

يفترض أن يوجه السؤال لهم.. لأنهم ليس لديهم رؤية للمستقبل، هناك أناس يريدون الملكية في الاتحاد ولا أخفيك بأنهم مناطقيين.

*كيف انعكست الإصابة عليك نفسيا؟

ما كنت أتمنى الخروج من الحلبة ما دمت حيا.. هل يستحق كل من يتعب ويحقق ويهدي بلده الألقاب تلو الألقاب أن يعامل بالإهمال والعملية الجراحية قد لا تكلفهم 5000$!، لو يحسبوها بشكل صحيح سيجدون أن البلاد قد خسرت المال الكثير والوقت الطويل للوصول بهذا اللاعب أو ذاك إلى هذا المستوى وبالتالي فلا بد أن يتم علاجه ومكافئته، لكن عندما يقود الرياضة الجاهلون فهذه هي النتيجة، سحقا لهم، دمروا الرياضة ودمروا الشباب ودمروا البلاد بأفكارهم قصيرة المدى.

*هل كل أعضاء الاتحاد لم يقفوا معك في علاجك؟

ليس لديهم وقت ربما، هم مشغولين.. لقد خسروا المنتخب الأول، وأغلب اللاعبين تركوا اللعب وهم غير مصابين ولكن من الإهمال والظلم وغياب الرعاية.

هل الاعلام أنصف أكرم قبل وبعد الإصابة؟

*قبل الإصابة لم يقصر، وبعدها بس لوقت محدود.

*ماذا أعطتك الرياضة وماذا أخذت منك؟

لم تعطني ما أستحقه كاملا للأسف وأخذت مني الكثير من عمري.. لكنها في عروقي وسوف تظل كذلك.

لو كنت في وزارة ودولة يقدرون الرياضة والرياضيين لكنت في حال أفضل.. ولك أن تتخيل رياضة بدون رواتب، بدون علاج وتأمين صحي.

*إلى من يرتاح أكرم للعب أو التمارين جواره؟

أنس عقلان، فهو أخي رفيق دربي بدأنا دوليا مع بعض، وأنا انتهيت وهو توقف في نفس البطولة.

*ماذا يعمل أكرم حاليا؟

تخرجت من كلية التربية الرياضية جامعة صنعاء عام 2010م وإلى الآن لم أحصل على وظيفة لعدم وجود وساطة ولا قانون.. اضطررت إلى العمل سائق لسيارة أجرة بالأجر اليومي حتى أعول أسرتي، وهذه نهاية لاعبي المنتخبات الذين كرموا بلادهم ومن ابتزوها وتصوروا وتبهرجوا بإنجازاتنا تبوأوا المناصب على حساب مكتسباتنا.

 لو قابلت رئيس الجمهورية ماذا ستقول له؟

*سوف أطلب منه العناية بالشباب الرياضي لأنهم من أهم الطبقات في البلد، وأن يتم تطوير الرياضة كونها تساعد في تطور البلد، وان يعطوا الرياضيين حقوقهم المادية والوظيفية ويلزم أن تكون لهم ميزات خاصة لما يقدموه لبلدهم في هذا الجانب البطولي.

*ما الذي تطلبه من الرئيس؟

أريد أن ينصفني بإعطائي حقوقي المالية من وزارة الدفاع نظير ما حققته في جانب البطولات العالمية العسكرية، ولم يتم صرف ما وعدونا به من تكريم مادي ورقم عسكري والمبلغ يصل إلى حدود مليون و600 ألف ريال تقريبا.. وأن يكون لنا درجات وظيفية وخاصة الحاصلين على الشهادة الجامعية.

رسالتك لحكومة الوفاق؟

*أتمنى أن تقوم بتطوير البلاد، وأن تقوم برعاية الرياضيين أسوة بأمثالنا في دول الجوار، ونحن لدينا إمكانيات وقدرات رياضية وفنية والدليل على ذلك ما نراه من الرياضيين اليمنيين ممن سنحت لهم الفرصة في خارج البلاد وما حققوه هناك.

*عتاب ترسله لمن؟

أعاتب جميع المسؤولين على الرياضة الوطنية، وهم لا يستحقون هذه المناصب، فبلادنا لا ينقصها الرياضيين بل ينقصها القياديين، وأتمنى أن يتمكن الرياضيين المتعلمين وذوي الخبرة والكفاءة من قيادة الرياضة الوطنية.

*كلمة تود تقولها في الأخير؟

حسبنا لله ونعم الوكيل.

أكرم أحمد أحمد النور

* مواليد محافظة الحديدة

* العمر الرياضي من 1997

*أحرز الميدالية البرونزية للألعاب الأسيوية بوسان 2002م وهو اكبر انجاز رياضي يمني - فردي - في مسابقة رسمية كبرى حتى الان.

* حاز على ذهبية البطولة العربية- عدن

*برونزية دورة الألعاب العربية- الجزائر

*الفضية بطولة العالم العسكرية- سيئول

نقلا عن الاهالي