الكرة الشاطئية: رياضة في تطور مستمر

Monday 30 November -1 12:00 am
الكرة الشاطئية: رياضة في تطور مستمر
----------

2182341_FULL-LNDإنه فريق رائع. هكذا وصف المشاركون في هذه البطولة مجموعة الدراسات الفنية FIFA المكلفة بمتابعة مجريات كأس العالم للكرة الشاطئية تاهيتي FIFA 2013 والمتكونة من: الفرنسي هنري إميل (70 عاما)، عضو في الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي للكرة الشاطئية بين عامي 2006 و2008 وخبير في FIFA منذ ذلك الحين؛ رامون رايا (45 عاما)، مدرب المكسيك ووصيف بطل العالم عام 2007 وخبير في FIFA أيضا؛ البرتغالي مادجر (36 عاما)، وصيف بطل العالم عام 2005 وأفضل هداف في تاريخ المسابقة وهو ما يزال يمارس هذه الرياضة.

تحدث موقع FIFA.com مع الثلاثة لمعرفة آرائهم حول هذه المسابقة ووجهة نظرهم فيما يتعلق بحاضر ومستقبل هذه الرياضة.

جميعكم كنتم مرتبطون بالكرة الشاطئية منذ النسخ الأولى لكأس العالم للكرة الشاطئية FIFA. إلى أي حد تغيرت هذه اللعبة منذ ذلك الحين؟

مادجر: تغيرت كثيرا. في السابق كان اللعب استعراضيا أكثر، ولكن المنتخبات التي ظهرت بعد ذلك راهنت على الجانبين التكتيكي والبدني لإيقاف زحف المنتخبات الأخرى التي تمتلك تقنيات أكثر. هناك مراقبات لصيقة أكثر ومساحات أقل واستعراضية أقل أيضا...

رايا: الحقيقة هي أن اللعبة تغيرت لأن منتخباتنا في ذلك الوقت لم تكن تتقن اللعب الإستعراضي ولكي نتنافس بشكل جيد كان علينا تحسين الجانب البدني. الآن جميع المنتخبات لديها خطة تكتيكية، يدرسون الخصم ويعرفون كيف يهاجموا نقاط ضعفه ويدافعوا عن مرماهم.

إميل: الفرق الكبير بالنسبة لي هو أن المنتخبات اليوم لديها لاعبون يتمتعون بموهبة أكبر وإعداد أفضل للأدوار النهائية من المسابقات. حيث تحاول جميع القارات تطوير الكرة الشاطئية لتصبح قادرة على المنافسة.

كيف تنظرون إلى هذا التطور في استخدام الخطط التكتيكية؟

رايا: هذا التطور منطقي، كما قلت في السابق، لتعديل ميزان القوى مع المنتخبات الكبيرة. حتى منتخبا البرتغال والبرازيل اضطرا اليوم إلى تحسين هذا الجانب. حيث تستعين البرازيل، على سبيل المثال، الآن بحارس المرمى وهو ما لم تكن تفعله في السابق. مثال آخر هو روسيا التي تقوم ببعض الأمور التي لها علاقة بكرة القدم داخل الصالات والتي من الصعب تطبيقها على الملاعب الرملية، ولكن تقنيات لاعبيها تسمح لها بذلك.

إميل: ألاحظ اليوم تطورا في الوظائف الأساسية: حيث يتغير التنظيم أثناء اللعب ويؤدي اللاعبون دورهم حتى نهاية اللعبة، سواء كان دفاعيا أو هجوميا. لم يعد لاعب الإرتكاز، على سبيل المثال، يبقى فقط في المقدمة، بل أصبح يشارك في المهام الدفاعية.

شهدت هذه النسخة، من بين أمور أخرى، عودة أسبانيا إلى الواجهة حتى في ظل غياب أحد رموز الكرة الشاطئية: أماريلي. كيف تقرأون ذلك؟

مادجر: يلاحظ أن هناك عمل كبير قاموا به مع اللاعبين الجدد في الفريق، حيث إن العديد منهم لم يسبق لهم أن شاركوا في نهائيات كأس العالم. المهم هو أن يلاحظ المدربون الآخرون كيف قاموا بذلك: بدؤوا بالعمل مع مجموعة لاعبين دون ربط ذلك بإلزامية التأهل إلى كأس العالم. بعد ذلك تأتي النتائج والثقة تلقائيا.

رايا: لقد هزت الطفرة الكروية في أسبانيا عالم الكرة الشاطئية، حيث تشاهد كيف يجمع اللاعبون بين المهارات العالية والسرعة والذكاء، وهي صفات أقرب إلى كرة القدم الأسبانية التقليدية داخل الصالات منها إلى الكرة الشاطئية. لقد أثبتوا بأنهم قادرون على صنع فريق متكامل دون الإعتماد على اللعب الفردي.

ما قولكم عن ظهور تاهيتي التي تبدو أنها ظاهرة تتجاوز صفتها بلدا مضيفا؟

إميل: أعتبرها المفاجأة السارة في هذه البطولة. إنه فريق استعد جيدا لهذا الحدث ويتكون من لاعبين ماهرين ليس لديهم أي نقص ويلعبون دائما بطريقة هجومية.

رايا: لاحظنا في رافينا قوتهم البدنية الإستثنائية ومدى إتقانهم للكرات الهوائية. كان ينقصهم التنظيم التكتيكي ومعرفة كيفية التصدي لبعض تحركات الخصوم. لديهم مدرب سبق أن احتل مركز الوصافة في كأس العالم (السويسري أنجيلو سكيرينزي) ويعرف الكثير عن الخطط التكتيكية، ما سمح له بدمج المهارتين معا. وهذا ما أعطى أكله.

في الختام، هل تعتقدون بأن الجانب التقني سيعود ليكون مهيمنا في هذه الرياضة؟

إميل: أدى تطور الكرة الشاطئية، على سبيل المثال، في البلدان الأفريقية إلى الاعتماد أكثر على القوة البدنية في هذه اللعبة، وهو ما سيتطلب المزيد من العمل على الجانب الفني مع اللاعبين للتفوق على هذه القوة. سيكون الفريق الذي سيضع تقنيات اللاعب في خدمة المجموعة دائما أقوى.

مادجر: أعتقد أن التقنيات دائما ما تصنع الفارق في نهاية المطاف. سيستغرق بعض الوقت العودة لمشاهدة الكثير من المباريات الإستعراضية كما في السابق، ولكن المستقبل مشرق.

رايا: عندما يفهم الجميع أهمية الجانب التكتيكي والبدني والتنويع على الملاعب الرملية، سيعود اللاعبون والمنتخبات الذين يتقنون الجانب الفني إلى التألق من جديد. إنه أمر رائع أن تكون الكرة الشاطئية الآن تنافسية بهذا الشكل، لأن هذا يدعو المنتخبات الضعيفة إلى مواصلة العمل. عندما يعمل الجميع سنحصل على كرة شاطئية أفضل للجميع.