الأخضر بنظارات ملونة!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

هل ثكلت الكرة السعودية أن تلد مثل خليل الزياني، قول يتبادر إلى ذهن أي متابع وهو يرى حالة التخبط التي تعيشها الكرة السعودية على مستوى تدريب المنتخب الأول تحديدا، ولسان حاله القول: لماذا لا نرى مدربا سعوديا للمنتخب السعودي؟! أليس القول الصحيح دائما "أعطني دوريا قويا أعطك منتخبا قويا"، وأليس الدوري السعودي بقوي؟!، وقوي مثله ألم يكن قادرا على تقديم مدرب قوي؟! يقود تلك الكوكبة من اللاعبين الأقوياء التي تلبس الرداء الأخضر فوق العشب الأخضر، ولكن بقلوب وأفكار ملونة بألوان الأندية.


ويبدو لي أن مشكلة الكرة السعودية أن بحرها أصبح يشرب من زمزميتها، يعني أن الأندية أصبحت أقوى نفوذا من المنتخب، وأن اللاعب أصبح ولاؤه للنادي أكبر من المنتخب، وأن بعض الأندية أصبحت تتحكم في الاتحاد الكروي، وربما المنتخبات، وبأندية قوية تتصارع محليا، وتفشل في الانصهار والتوحد خارجيا لرفع راية الأخضر عاليا لا يمكن التفاؤل بمستقبل زاهر للكرة السعودية يحاكي ماضيها الباهر، ولا أقول يتجاوزه تسليما بمبدأ التطور الحالم بتجاوز إنجازات الماضي، لأن المؤشرات لا توحي بذلك.


كعرب، نتابع يوميا حالات الصراع والتنافس بين الأندية الأوروبية في إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا على سبيل، وليس أوقح منها تصريحات متبادلة، وضربات من فوق وتحت الحزام، لكنها تضيع عندما يرتفع العلم الوطني، وعندما تحضر حالة الانتماء، مع أن هذه المنتخبات تتشكل غالبا من جنسيات مختلفة، ومن قوميات ربما متصارعة، لكنهم ينسون كل ذلك ويلعبون للبلد وللشعار الذي يلبسونه لتحقيق هدف يحلمون به جميعا.


أما في البلاد العربية عامة والسعودية على وجه التحديد، فإن الوضع الآن لا يبشر بخير، فمنتخب بلاد الحرمين يحضر فوق الملعب بشعاره الأخضر الذي نحبه ونحترمه، ويعشقه الجمهور العربي باعتباره رافع راية العرب في القارة والعالم، لكن جمهور الأندية السعودية يشاهده بنظارات ملونة، ومن لا يجد لونه المفضل فإنه لا يجد المنتخب السعودي في الملعب، وذلك ما سيكتشفه أي متابع لما يدور من جدل بيزنطي (لوني) في الشارع الرياضي، وفي الإعلام السعودي، ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، حول أحقية زيد أو عمر من اللاعبين لتمثيل المنتخب، جدل يفرق ولا يوحد.


أعتقد أن مشكلة الكرة السعودية، اليوم مشكلة إرادة، والإرادة بحاجة إلى أشخاص بعقلية وحكمة وقوة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله، وهي أيضا بحاجة إلى تعيد الثقة للمدرب الوطني على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية، وأجد أن الاحتراف الخارجي ربما يساهم في منح الكرة السعودية ما ينقصها من التجربة والخبرة وربما الالتزام، احتراف لا يستثنى منه المدرب السعودي ولو احتاج الأمر إلى دعم الاتحاد السعودي وتدخله لتحمله نفقة قيادة المدرب السعودي بعض المدربين السعوديين للأندية والمنتخبات العربية على سبيل الدعم إذا كانت الأندية والمنتخبات السعودية غير قادرة على منحهم الثقة التي تضعهم تحت لواء الأخضر وقت الطلب وتغنيهم عن الحاجة للمدرب المعار المؤقت.