عن الوزير وشياطين الفساد!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

يبدو أن هناك من يحاول اصطياد الوزير الشاب رأفت الأكحلي وجره إلى طريق غير سوي من خلال حروف المديح المبالغ فيه، وتصويره بالوزير الخارق للعادة والذي يستطيع حل مشاكل الرياضة بشخطة من قلمه الميري.

 

وعلى الرغم من أن الوزير صرح ولمح انه مع الجميع من أجل المصلحة العامة للشباب والرياضيين ، كما انه اظهر مرونة مبدئية في تعامله مع الملفات الموضوعة على طاولة البحث، واعدا بالعمل على إيجاد الحلول بالتعاون مع أهل الخبرة والدراية من كوادر هذا القطاع الحيوي المهم، إلا انه أيضا كان صريحا في عدة مناسبات وأشار إلى أن الأمور معقدة ولا يمكن أن تحل بين طرفة عين وانتباهها، في وقت بدأت فيه بعض الأقلام بالترويج لعبقرية الوزير الشاب ، والتلويح بقدراته التي ستفعل كل شيء وستنهي كل معضلات الرياضة في كل محافظات البلاد خلال أيام أو شهور على أكثر تقدير.


الذي لا يستطيع احد إنكاره أن الوزير بدأ عمله بشكل جيد، وبصورة خاصة عندما بادر إلى " الالتحام " بقاعدته من الشباب والرياضيين الذين أحسوا ربما لأول مرة أن صاحب المعالي صديقهم الحميم وليس مجرد وزير يأتي من اجل التقاط صورة أو مصافحة يغسل يديه بعدها مباشرة، ليس لدواعي النظافة فقط بل لنفض اليد من أي التزام ايجابي قد يكون تلسن به في غفلة من نواياه السيئة، لكن تلك الحميمية التي أبداها الوزير ومن الممكن أن تكون من صفاته الحميدة فعلا وليست من اجل البهرجة والتسويق الإعلامي فقط ، لا ينبغي أن تنسينا إن ما تعانيه الوزارة وما يثقل كواهل المنتسبين إلى القطاع اكبر من أن تنال منه همة وزير أو شجاعته أو حتى إنسانيته ونبله، وفي طليعة ذلك الفساد الذي بات يمثل سمة من سمات العمل الحكومي عموما والرياضي خاصة، ثم شخوص الفساد وأدواته ـ وما أكثرهم ـ في دهاليز وأروقة قطاعنا الموبوء ، ضف إلى ذلك طبيعة الظروف العامة في البلاد التي جاء في ظلها الوزير المتحمس والتي لا يمكن إغفالها ونحن نتحدث عن سبل الارتقاء بالرياضة، ومن ذلك أمور أمنية واقتصادية سيكون لها عظيم الأثر والتأثير على تطلعات معالي الوزير.. أما ثالثة الأثافي فهي بلا شك رفاق السوء الذين اعتاد بعضهم أن يكون في الصورة رغم اختلاف المراحل وتعدد الأسماء، وهؤلاء لن يكونوا متفرجين على عمل الوزير، بل سيسعون إلى أن يكونوا شركاء في " قسمة" تعودوا على قسطهم منها في مراحل سابقة ، ومن المفارقات أن بعضهم قد بدا يظهر في صور الوزير ولو من بعيد على أمل أن يصبح في وسط الصورة في الفترة المقبلة.


ربما يقول البعض إن الصفات التي ذكرناها عن الوزير كفيلة بتجنيبه رفقاء السوء، لكننا نذكر فقط أن " الشيطان يمكن أن يظهر في هيئة امرأة حسناء"، وكذلك هم المفسدون الذين يقولون ما لا يفعلون وهم بارعون في التلون بحسب المرحلة ومتطلباتها، وأولئك تحديدا هم الآفة التي يجب على معاليه الحذر منها قبل الشروع في القيام بالمهام الكبيرة التي تنتظره، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن الفساد، وهم من سيسعون إلى حجب كل " الشغلات العاطلة " عن الرجل ليبقى وزيرا للظاهر فقط ومعزولا عن كل باطن نتن وضار.


ولنا إلى الأمر عودة إن أراد المولى عز وجل.