نَفَسْ قصير

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

عكس الموسم الراهن، ظل الدوري اليمني لكرة القدم يشتهر بأنه الأطول في العالم، فحين تشهد ملاعب المعمورة إسدال ستار بطولاتها وتتويج الفائزين بالألقاب المختلفة على خلفية انتهاء المواسم الكروية لديها، بالكاد تكون مرحلة الإياب قد بدأت لدى أبو يمن. الدوري اليمني “كان” يمتاز بنفس طويل، حيث انه لا يصاب بالملل من تأخر انطلاقته وما يتعرض لها من تعثرات تصيبه بالبطء، وهو ما يجعله يستحق عن جدارة ولوجه موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وعلى النقيض من النفس الطويل الذي يتمتع به دورينا تعجز الفرق اليمنية عن الاحتفاظ بمدربيها طوال الموسم الكروي الواحد، وليس لمواسم متتالية، تلك ربما بديهية لا تحتاج لـ(ارخميدس) جديد كي يصيح (يوريكا..يوريكا) أي وجدتها..وجدتها، ما يكشفها الإطاحات المتلاحقة التي يتعرض لها المدربون اثناء الجولات المختلفة للدوري وابرز أمثلتها هذا الموسم “وحدة عدن”، الذي تعاقب على جهازه الفني حتى اللحظة ما يقارب سبعة مدربين، بينما الدوري ما زال في بدايات مرحلته الثانية، غير التغييرات التي حدثت في أندية العروبة وشباب الجيل واتحاد إب كأمثلة لغياب العقلية الإدارية الاحترافية.
لعل المدرب وفق إدارات الأندية هو (أبو الهزائم) ومصدر النكسات والإخفاقات، وإذا ما تحقق النصر والفوز فإن المدرب لا يجني منه شيئا باعتباره رقما هامشيا فيه، على أن الإدارة واللاعبين هم وحدهم صناع النجاحات. المدرب يبدو أنه ضحية في دورينا أكان عند الفوز أو الهزيمة.
الاستقرار على مستوى الأجهزة الفنية مطلب ملح للأندية حتى تتمكن فرقها من تحقيق نتائج إيجابية، وإن تعرض الفريق في بداياته إلى إخفاقات فيجب عدم الاستعجال والإطاحة بالمدربين وعلى إدارات أنديتنا الاستفادة من تجارب الآخرين وبالذات الإيجابية منها كونها على ما يبدو قد استوردت السلبيات لتعيد إنتاجها في دورينا ومنها النفس القصير إزاء المدربين.
فمثلاً تجربة المانشستر مع المدرب (فيرجسون) التي دامت لأكثر من عقدين وحقق النادي خلالها نتائج إيجابية ظلت شاهد عيان على أن الصبر وتهيئة الأجواء المناسبة هي مفتاح الانتصار بعيداً عن الانفعال والتسرع في اتخاذ القرار، كذلك تجربة النادي الأهلي المصري مع (هولمان) وحالياً (جوزيه) التي أوصلت الفريق إلى بطولة العالم ذات يوم.
تجارب الآخرين تستحق أن نتمعن فيها ونستفيد منها بما يعود بالفائدة على أنديتنا خاصة وكرة القدم اليمنية بصورة عامة، لكن من أين لنا بإدارات كتلك التي تعمل بصبر وحكمة ونفَس طويل.