أتهم في قضية قتل : جندي يخرج للحياة بعد 17 عاماً خلف القضبان

Monday 30 November -1 12:00 am
أتهم في قضية قتل : جندي يخرج للحياة بعد 17 عاماً خلف القضبان
- قضايا وناس/معين حنش -
----------

بعد سبعة عشر عاماً خلف القضبان ومعاناة مريرة وآثار سلبية وأجهها هو وأهله وهو يقضي عقوبة السجن لهذه المدة الكبيرة, ناهيك عن الوضع اللاإنساني الذي حوله من رجل أمن يحمي الوطن إلى قاتل ومقبوض عليه لسنوات بتهمة القتل أثناء تأديته للواجب الوطني والعسكري.

الجندي محمد ثابت أبو مفلح الزودي شاب في ريعان شبابه التحق بالسلك العسكري في قوات الأمن المركزي قوات الأمن الخاصة حالياً, وهو من أبناء مديرية خارف محافظة عمران.
فبعد عرسه بثلاثة أشهر دخل الجندي محمد لتأدية واجبه العسكري والخدمة في الموقع الذي تم توزيعه فيه, حيث التحق بزملائه المرابطين في نقطة الحتارش المؤدية إلى العاصمة والتي يأتيها مواطنين من محافظات الجوف ومارب وشبوة ويمرون من هذه النقطة الهامة. . وفي ذات يوم وأثناء خدمة الجندي محمد ثابت مرت سيارة هيلوكس لم تخضع للتفتيش, قائد النقطة آنذاك طلب من الجندي محمد أن يوجه سلاحه الآلي ليطلق النار عليه, بقصد إخافة صاحب الهيلوكس لكي يقف ويتم تفتيشه, لم يعلم الجندي بأن السلاح وإطلاق النار يصاحبهما الشيطان, فأطلق ثلاث طلقات نحو صاحب الهيلوكس لتقع طلقتين على حافة الزفلت وواحدة تستقر في جسد السائق الذي فارق الحياة حينها.
وعلى هول الفاجعة وأثر الموقف المفزع والشديد الذي حصل للجندي ومن في النقطة والمارين منها من المواطنين ورغم أن المصاب تم إسعافه لكنه فارق الحياة.
الدولة خضعت لمطالب أولياء الدم وسلمت الجندي للقضاء وبقي من أصدر الأوامر خارج المساءلة قبل ذلك حاول البعض من الخيرين التدخل في القضية منهم قادة عسكريين سابقين ومشائخ آنذاك وتم إدخال أولاد عمه الثلاثة الموظفين في مصالح عسكرية بالعاصمة وتوقفوا في سجن قوات الأمن المركزي ثلاثة أشهر حتى تعقدت الأمور وضغط أولياء الدم بإيصال الجاني الحقيقي.
الجندي محمد عندما تأكد أن قضيته تعقدت وأولاد عمه في السجن سلم نفسه وخرج أولاد عمه الثلاثة, ولأنه لا يوجد أي قانون يحمي المنتسبين في السلك العسكري تم إيداع الجندي في السجن المركزي بصنعاء إلى أن يتم حل قضيته مع أولياء الدم.
وقد قضى الجندي محمد ثابت ثلث عمرة بالسجن في قضيته دفاعاً عن أمن الوطن, حيث دخل السجن وزوجته في الأشهر الأولى من الحمل, ووضعت له ولداً لم يعرف أباه القاطن خلف الأسوار لهذه المدة.
أما الزوجة فصبرت صبر الكرام وقامت بتربيته حتى أصبح عمره بعمر حبس والده, رافضة ترك بيت زوجها, وفاءً له وانتظرته ليالي وأيام وسنوات عديدة, رغم أنه لم يمر على زواجهم سوى ثلاثة أشهر قبل وقوع القتل.
وبعد هذه المدة الطويلة والجندي محمد الذي يأس من المحاولات لسنوات لإطلاق سراحه, لكن دون جدوى, فأهل المجني عليه قاموا بتوكيل شيخ للتحدث عنهم والوقوف بوجه الدولة للمطالبة بالقصاص منه, لكنهم اختلفوا وظل خلف القضبان.
وبعد أن تعب أولياء الدم من المطالبة من القصاص, توصل المشائخ والقادة العسكريين السابقين مجدداً إلى القبول بالدية وطلبوا مبلغ خمسة عشر مليون ريال يمني مقابل التنازل والإفراج عنه وتوقيع التنازل عن دم ابنهم.
أولاد عم الجندي الذين تابعوا هذه المدة الطويلة مترددين على أبواب القادة العسكريين والمشائخ للتوصل إلى حل, قاموا بجمع خمسة ملايين من قريتهم, وخمسة ملايين تحملتها قوات الأمن الخاصة وخمسة ملايين من فاعلي الخير.
ويقول أولاد عمه بأنه ورغم وجود التنازل ودفع الديه إلا أنهم لقوا معاملة من قبل النيابة وملاحقة ومتابعة حتى تم توقيع الإفراج.
خلاصة هذه القصة المحزنة والمبكية التي انتهت بتوقيع التنازل من أولياء الدم واستلام الديه, خرج محمد إلى الحياة, وحين وصل إلى قريته احتفل كل أهالي القرية ومعهم أهله والتقى بزوجته بعد فراق 17 عاماً, كونها لم تزره بالسجن المركزي إطلاقاً منذ حبسه حتى خروجه ولم تره إلا حين وصل إليها في القرية, لأن أهلها منعوا زيارتها له متمسكين بالأعراف القبلية .