هكذا تستنزفونهم!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

لم تتضح رؤية عودة هلال دوري كرة القدم لأندية الدرجة الأولى، ولم يظهر في الأفق شيء دال على ذلك، ليس لأن هناك سوء إدارة حتى لا نظلم أحداً، ولكن لأن الأجواء التي فرضت التوقف لم تتغير، بل أنها ازدادت سوءاً وغيَّبت ما كان يمكن أن يتلافى فيه بإعادة ترتيب أمور هذه المسابقة الوحيدة التي كانت تمر على الشارع الرياضي للعبة الشعبية في الرياضة اليمنية.


لا نستطيع أن نجادل القائمين على اللعبة في مسألة الإسراع في فتح ممرات جديدة يعاد من خلالها سريان اللعبة في ملاعبنا، فالأمر صريح وواضح ومنطقي.. لكن ما ينبغي النظر إليه بعناية، وبعد ما جاءت به ردة الفعل عند بعض الأندية بالاستغناء عن لاعبيها المحترفين ومدربيها وقطع تأشيرة العودة لهم إلى بلدناهم، أن يتفهم هؤلاء المخوَّلون بإدارة شأن اللعبة أن إبقاء الأمور في محلها والانتظار إلى وضعية جديدة وأجواء مختلفة، ليس بشيء طيب لأنه يستنزف الأندية أموالاً طائلة يتم صرفها كمرتبات للقادمين من خارج الأجواء، وهذه أعباء تستنزف من خلالها الأندية التي بالكاد تستطيع الثبات بتوفير تلك المبالغ في إطار الموسم وفترته، ولا يمكن لها أن تكون قادرة على الالتزام بأوقات إضافية تفرض من حال الموسم المتوقف حالاً، والذي يعبر من شهره الثاني، والجميع ينتظر من انتظار قيادة اللعبة التي لاشك عليها أن تظهر عاجلاً لفك شفرة الحال المتدهور الذي يجبر الأندية على الإبقاء في حالة صرف للأموال دون أي استحقاق يذكر.


أعتقد، ومن وجهة نظري، أن الأمر بات في حاجة إلى حسم، إما بالاستمرار بحيثيات يختارها أصحاب الشأن يكون فيه الجميع قادرين على الالتقاء في نقطة معينة دون تعثرات، أو الاصطدام بعوائق كالتي ظهرت وأفسدت المشوار، أو الذهاب إلى حل مقنع تتجنب فيه الأندية ويلات الصرف المتواصل على حساب ميزانيتها الضعيفة التي تضرب بقوة، مع اتساع مساحة وجود المحترفين بين جدران النادي وفي الفنادق والشقق المفروشة دون الذهاب إلى الملعب إلا للتمرين والإبقاء على جاهزيته البدنية ليس إلا.


الوضعية المفروضة والتي يبعثها حال البلاد والعباد في كل البقاع، تكفي للخروج بحل شافٍ ونهائي، فما يرصد هنا وهناك يوفر المساحة الكافية يقف فيها أصحاب القرار الكروي لتقدير ما تحتاجه المرحلة بما يتناسب مع كل ما سطرناه سابقاً، خصوصاً في جزئية مراعاة الأندية وأعبائها المالية الذي تزايدت، فقرر بعضها الانصياع للمنطق والمشهد بفك الشراكة بينها وبين محترفيها بصورة دالة وحالة اقتناع أن استمرار الدوري بات من الصعب في ظل ما يلتمسونه في الوضع العام الذي لا يلبي ولا يوفر أجواء إعادة الحياة للملاعب.


قبل يومين دار حديث إعلامي باجتماع حاسم لاتحاد القدم للفصل في موضوع استمرار المسابقات الكروية، أو بالأصح مسابقة دوري الأولى باعتباره الوحيد في سماء اللعبة، وفي هذا ننتظر أن يكون الأمر جدياً وغير قابل للمطّ والبقاء في نفس مساحة الانتظار التي أصابت مفاصل الجميع وأفقدتهم كل ما مروا به في المشوار الذي كان قد وصل إلى الثلث الأخير.. هكذا يفترض أن نتلقى أخبار الاجتماع الذي ربما تم تأجيله لبعض الأيام.. فإما العودة بالشكل الجديد الذي قد يرى فيه منتسبو القرار قدرة المواصلة، أو الإلغاء للدوري الذي أصبح مطلباً لكثير من الأندية التي سرَّحت لاعبيها ومحترفيها في إطار ما استنبطته من وضع عام لا يمكن الاستثناء فيه لنيل قسط من الخصوصية مع لعبة اسمها كرة القدم.

 

اليمن اليوم: