ينتظر الفائز في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بين فريقي برشلونة، بطل دوري وكأس اسبانيا، ويوفنتوس، بطل دوري وكأس ايطاليا، في المواجهة التي يستضيفها الملعب الأولمبي ببرلين السبت المقبل، جوائز مالية كبيرة جدا تفوق ما يحصل عليه بطل ووصيف بطولة كأس العالم، التي تقام كل اربع سنوات، من ايرادات تصل الى الضعف في بعض الاحيان.

ويبلغ ما يتقاضاه بطل التشامبيونز ليج كجائزة مالية رسمية من الاتحاد الاوروبي لكرة القدم 39 مليون يورو بينما يحصل بطل المونديال من الاتحاد الدولي لكرة القدم على 37 مليون يورو فقط، ويزداد الفارق الى الضعف تقريبا بفضل العائدات التليفزيونية القياسية للاندية واليويفا من حقوق البث والايرادات المالية الكبيرة من الشركات المعلنة والراعية للاندية والنجوم وحصص اليويفا ايضا.

ووصل اجمالي ما حصل عليه ريال مدريد، حامل لقب دوري الابطال ووصيف بطل الدوري الاسباني، الموسم الماضي بعد فوزه بلقب التشامبيونز ليج العاشر الموسم الماضي الى أكثر من 57 مليون يورو، بينما تقاضى وصيفه أتلتيكو مدريد أكثر من 50 مليون يورو ليتفوقا على منتخب المانيا بطل كأس العالم 2014 والذي حصل على 37 مليون يورو من الفيفا كجائزة التتويج بلقب مونديال البرازيل الاخير.

وتعتبر بطولة دوري أبطال أوروبا البطولة الكروية الأكثر إبهاراً على مستوى الأندية في العالم، يدعمها في ذلك جوائزها المالية الضخمة والتي تغري كل من يشارك بها لتحقيق الانتصارات حتى لو ضمن التأهل للمرحلة التالية أو فقده.

ويقدم الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في نسخته الحالية، 8.6 مليون يورو لكل فريق من الـ32 فريق المشارك في مرحلة المجموعات، وعند كل انتصار في هذه المرحلة يضاف 1 مليون يورو لرصيد الفريق، أما التعادل فيضيف نصف هذا المبلغ، وإذا تمكن الفريق من التأهل إلى المرحلة التالية "دور الـ16″ فإنه يضمن حصوله على 3.5 مليون يورو إضافية، أما إذا تجاوز هذه المرحلة وتأهل لدور الثمانية فهذا يعني إضافة 3.9 مليون يورو أخرى.

الأربع أندية التي وصلت لدور الأربعة حصلت على 4.9 مليون يورو، أما طرفا النهائي فسيكون لهما نصيب كبير من كعكة الجوائز، حيث ينال البطل 10.5 مليون يورو ووصيفه 6.5 مليون يورو.

كل هذه المبالغ تشكل 55٪ فقط من قيمة الجوائز التي ستوزع على الأندية، وهي التي توزع بشكل ثابت، لكن هناك مبالغ متغيرة تسمى حصة السوق أو (Market Pool)، وهي عبارة عن مبالغ ستوزع بقيمة تتناسب مع حجم حقوق النقل في كل بلد تمثله أندية في مرحلة المجموعات وما يليها، وتقسم على أندية هذا البلد.

فعلى سبيل المثال، جزء من عوائد حقوق نقل دوري الأبطال في إيطاليا سيوزع على الأندية الإيطالية حسب نتائجها، ومثله لكل دولة، وهذه النسبة يتحكم بها حجم البلد، قيمة حقوق النقل فيه، عدد الأندية الممثلة لها، نتائج الأندية في البطولة لذلك، ما سنقدمه الآن يستثني هذه النسبة من قيمة الجوائز.

ويتولّى اليويفا إدارة وتنظيم إيرادات دوري أبطال أوروبا، ومصادر هذه الايرادات متعددة، أهمها: حقوق البث التلفزيوني والرعاة ومبيعات الهدايا.. ولا تحتسب مبيعات تذاكر المباريات ضمن الإيرادات، حيث تذهب مباشرة إلى الفريق المستضيف فقط، باستثناء المباراة النهائية التي تلعب على أرض محايدة، حيث يحصل الفريقين على حصة متساوية منها.

ويتم توزيع العائدات التي جُمعت من قبل الاتحاد الأوروبي علي الأندية المشاركة في البطولة والأندية المشاركة في مرحلة التصفيات، وعلى الأندية التي تتبع الاتحادات الوطنية المشاركة في البطولة بنظام "التضامن"، وأيضا على الاتحادات التي لا تلعب في البطولة، أيضا هناك جزء كبير من العائدات يتم توزيعها حسب نسب المشاهدات التلفزيونية في كل الدول، بما يعرف باسم "سوق المشاهدة".

ويعتبر الكثيرون بطولة التشامبيونز ليج أهم بطولة في كرة القدم على مستوى الأندية في العالم، وتتفوق على بطولة كأس العالم في كل شيء، وتعتبر المباراة النهائية للبطولة أكثر الأحداث الرياضية السنوية مشاهدةً في جميع أنحاء العالم، فهي تجذب قرابة نصف مليار مشاهد حول العالم.

وتبلغ اجمالي جوائز دوري ابطال اوروبا مليار و758 مليون دولار سنويا حتى عام 2018، في المقابل يبلغ اجمالي ما دفعه الفيفا للمشاركين في مونديال البرازيل 2014 مبلغ 576 مليون دولار بعد أن كانت 420 مليون دولار في نهائيات 2010 في جنوب أفريقيا، وترتفع قيمة المبالغ والجوائز المالية المقدمة للأندية المشاركة بدوري الأبطال بنسبة 25 بالمئة لتصل إلى أكثر من مليار دولار سنويا .

هذا الفارق الشائع بين جوائز بطولة للاندية في القارة الأوروبية تقام سنويا وجوائز كأس العالم التي تقام كل أربع سنوات يعود إلى قوة رابطة أندية كرة القدم الأوروبية (إكا) التي دائما ما تقوم برفع الجوائز المالية للتشامبيونز ليج لتصبح البطولة أكثر إغراء من الناحية المالية، حيث ان الأندية الأوروبية الكبيرة أصبح لديها تأثير أكبر على تسيير اللعبة.

في المقابل، يشعر الفيفا بالغيرة من نجاجات البطولات الاوروبية ورغم محاولاته الدائمة لزيادة الجوائز المالية للمنتخبات المشاركة في المونديال الا ان ما يتقضاه اي فريق يشارك في دوري الابطال يفوق ما يحصل عليه نظيره في المونديال.

وقسمت الأموال التي تتقاضاها الاندية الاوروبية لقسمين القسم الأول بما يقدر ب500 مليون و700 ألف يورو كجوائز رياضية نتيجه المشوار في البطولة من البداية حتى النهاية والقسم الثاني حسب قوة النادي الدعائية وحقوق البث التلفزيوني وشعبية الاندية داخل بلدانها ويصل قيمته ل410 مليون يورو، وكل فريق سيشارك في البطولة سيحصل على 2.1 مليون يورو في دور المجموعات و3.5 مليون يورو في حال الوصول لدور 16 وفي حال تخطي دور الثمانية سيتم دفع خمسة مليون يورو لكل فريق يصل لنصف نهائي المسابقة.

بينما يحصل البطل على عشرة مليون يورو والوصيف يحصل على سته مليون ونص المليون يورو ليصل مجموع الجوائز المقدمه لبطل المسابقة ل37 مليون ونصف المليون يورو.