إلى إخواننا سكان وأهالي مدينة عدن الجريحة .. إنها لمناسبة عظيمة تستحق أن نرفع إليكم فيها أزكى آياتالتهاني والتبريكات، ونشارككم هذه الفرحةبانتصار عدن على مجاميع الهمج الذين داهموها في محاولة لخنق الحياةفي مدينة تصدر الحب والسلام للعالم كله.لقد سطر أبناء عدن نساءاً ورجالاً، صغاراً وكباراً، ملحمة بطولية سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته وهم يخوضون باستبسال وصمود منقطعي النظير معركة تحرير مدينتهم، ويواجهون حشود الظلام بإرادة لا تلين وعزيمة لا تنكسر حتى غدا هذا الصمود الأسطوري مثار انتباه العالم كله والذي كان يظن أن مدنية وسلمية أبناء عدن ستجعلها لقمة سائغة لمجاميعلا تجيد سوى صناعة الموت والدمار، لكنها لا غرابة عدن تكرر فصول تأريخها المليء بالبطولات، وتستعيد هويتها كمحضن للمناضلين والثوار، وطاردة للغزاة على مر التاريخ. وإننا في هذه المناسبة العظيمة لمدينون بازجاء آيات الشكر والعرفان لرجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني اللذين كانا رأس حربة لفي مواجهة الجحافل الغازية ولقنوهم دروساً في أن الشعوب الحرة لا تقبل الضيم والإنكسار، وظل منتسبو الجيش الوطني والمقاومة الشعبية طوال أكثر من أربعة أشهر وهم يدافعون عن مدينتهم بتماسك وتعاضد تحطمت عليه كل آمال المرجفين والمثبطين، الذين حاولوا شق الصف ببث الشائعات وترويج التهم عن هذا الفصيل أو ذاك، وكانوا بحق الضمير الذي حمى أحلام أبناء هذهالمدينة، والسد المنيع الذي حال بين قوى السيطرة وبين تحقيق أحلامهم المريضة باستضعاف سكانها والتحكم في مصائرهم. وفي هذه المناسبة أيضاً لا ننسى الإشادة بالدور العظيم الذي لعبته قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في إسناد ودعم رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني بالتدريب والتسليح، والإسهام الفاعل في تدمير جزء كبير من الترسانة العسكرية والعتاد الذي جلبته ميليشيات تحالف الإنقلاب "الحوثي، صالح" لتدمير عدن وقتل أبنائها، وقد جسد التحالف بهذا الموقف مبدأ النجدة والشهامة حين قام بدوره الأخوي في إسناد شعب يتعرض للبطش من عصابة غاشمة انقلبت على كل التوافقات والحوارات التي كانت - أي هذه العصابة- جزءاً منها ومضت في خيار القوة بعد أن استولت على كل مقدرات الدولة ووجهتها نحو صدور شعب أعلن وبصوت عالي رفضه الخضوع لمنطق القوة.كما نشيد بالدور الإغاثي والدعم الإنساني الذي قدمه إخواننا في دول التحالف العربي، ولا يزالون، لمدينة عدن وأهلها للتخفيف عنهم مما لحق بهم جراء أشهر من الحرب التي دمرت المرافق الخدمية والبنية التحتية وقضت على كل شيء في المدينة، وتزامن ذلك مع حصار غاشم فرض على المدينة حرمت فيه من كل مقومات الحياة بغية تركيع أهلها.ونحث الحكومة الشرعية ودول التحالف وكل العالم على جعل موضوع الإغاثة الإنسانية وإعادة إعمار المدينة هو العنوانالأبرز للمرحلة القادمة.ومع احتفالنا بهذا النصر العظيم الذي تزامن مع عيد الفطر المبارك وجعل الفرحة فرحتين لا ننسى أن نترحم على الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة، ورووا بدمائهم الزكيةتربة هذه المدينة لتنبت حرية وأمناً وتعايشاً لأبنائها، ونسأل الله أن يتقبلهم في الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقاً، وندعو الله أن يمن بالشفاء العاجل لكل جرحانا الميامين الذين كانت مدينتهم أغلى عندهم من أنفسهم وأقبلوا للدفاع عنها غير هيابين ولا مترددين.كما ندعو الحكومة الشرعية ودول التحالف إلى تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى والمصابين والإهتمام بأسر الشهداء وكفالتهم، والعمل على بسط الأمن وإعادة الخدمات إلى المدينة بصورة عاجلة حتى يتمكن النازحون في الداخل والخارج ممن شردتهم الحرب من العودة إلى منازلهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية بعدما ذاقوه من ويلات النزوح والتشرد.ستظل عدن حرة أبية شامخة بصمود واستبسال أبنائها الذين تأبى نفوسهم أن تقايض العيش بالحرية، وبتصميمهم على العيش بكرامة وإن بذلوا في سبيل ذلك أرواحهم.صادر عن قيادة التجمع اليمني للإصلاح – عدن24 يوليو 2015م.
