مهندس موريتاني يطور مجفف شمسي لحفظ الاغذية

Monday 30 November -1 12:00 am
مهندس موريتاني يطور مجفف شمسي لحفظ الاغذية
----------
[نواكشوط] تعيش أغلبية سكان موريتانيا بلا كهرباء، ولا سبيل لحفظ الطعام سوى تجفيفه بطرق بدائية تعتمد على تعريضه للشمس. لحل المشكلة، ابتكر المهندس الموريتاني الشيخ محمد الحافظ ولد فتن جهازًا لتجفيف الأغذية يعمل بطاقة الشمس، هداه تفكيره إليه وهو يسعى لنيل درجة الدكتوراة في الموضوع نفسه، وبدعم من جهات مختلفة محلية ودولية وفر فتن وحدات من الجهاز لسكان المناطق النائية منذ عام 2013. يقول فتن: ”أكثر من عشر وحدات تعمل حاليًّا في مناطق متفرقة بالبلاد، وزعت من طرف وزارة الصناعة التقليدية في موريتانيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من بين هذه المناطق كيفة وبومديد وكنكوصة“، مشيرًا إلى أن مكتب اليونسكو في الرباط موَّل أربع وحدات. يوضح فتن أن ”الجهاز قادر على تجفيف المواد الغذائية من خضروات ولحوم وتمور وكسكس وغير ذلك، بطريقة تسمح بتخزينها لمدة طويلة، تحفظ تركيبها الغذائي“. ويضيف: يعد التجفيف غير المباشر باستخدام الطاقة الشمسية أكثر طرق التجفيف الشمسي احترامًا لنظم السلامة الغذائية، ”وما يميز جهازي أن خاماته محلية“، كما يقول. الجهاز -وفق فتن- يتكون من أربعة أجزاء رئيسية، الجزء الأول مجمع شمسي يتكون من لوح زجاجي يحبس تحت الحمراء، ما يرفع درجة الحرارة، وآخر من الألومنيوم يقوم بدور ماص ومبادل حراري، وصندوق خشبي يجمعهما، ويقوم بدور عازل حراري عن الوسط الخارجي. والجزء الثاني صندوق تخزين بنيته حديدية، به عدة أرفف يوضَع عليها ما يُراد تجفيفه، وهو محاط من الخارج بخشب للعزل الحراري. أما الجزء الثالث فهو مروحة تدفع الهواء الخارجي ليمر بالمجمع الشمسي نحو المراد تجفيفه تضمن توزيعًا جيدًا للهواء الساخن، والجزء الأخير هو لوح الطاقة الشمسية، يزود المروحة بالكهرباء. تمتدح الجهاز الموريتانية أم الخير بنت خطري، التي تعيش في كيفة، عاصمة ولاية العصابة. تقول أم الخير لشبكة SciDev.Net: ”لا وجه للمقارنة، في الماضي كنا ننشر الكسكس والخضار على الأرض أيامًا لتجف، وكنا نفقد ثلثي المحصول حيث تأكله الحيوانات أو تذروه الرياح، والآن لا نفقد منه جرامًا واحدًا“. وتستطرد: ”لقد أصبح لدينا باستمرار مخزون، ولله الحمد زاد الدخل“. أما الداه ولد محمد باب، المنتدب لصيانة الأجهزة في بعض المناطق النائية، فيقول لشبكة SciDev.Net: ”الجهاز أفاد البسطاء، لكن بعد تجربتنا له مدة عامين، أعتقد أن على مخترعه العمل على تخفيف وزنه وتصغير حجمه، وكذلك إيجاد طريقة لحماية اللاقط الحراري من العوامل الخارجية؛ لأنه دائم التضرر“. تكلفة الجهاز تعادل 950 دولارًا أمريكيًّا، ويسع نحو 15 كيلوجرامًا أغذية يجففها يوميًّا. يسعى فتن إلى إدخال التعديلات لخفض تكلفته، وذلك ”من خلال إحلال الطوب اللبِن المصنوع من التربة المحلية محل الخشب والحديد“. ويعكف حاليًّا على دراسة مجفف يعمل بنفس المبدأ لتجفيف الأسماك بسعة 100 كيلوجرام يوميًّا، ويشير فتن إلى أن مفوضية الأمن الغذائي في موريتانيا طلبت منذ شهرين الحصول على جهاز تجفيف أسماك بسعة 50 كيلوجرامًا يوميًّا. وأكد فتن أنه يعمل حاليًّا مع المنظمات التنموية ليصل الجهاز إلى كل محتاج في الأعماق الموريتانية.     هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا