شفيع العبد : بوح على حائطي

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
الخطاب الإعلامي والسياسي، المنكر لحقيقة وجود عناصر تنظيمي القاعدة وداعش في الجنوب، يعد من أهم اسباب انتشار مثل هذه العمليات الإرهابية، كما انه يوفر غطاء آمن لقيادات تلك التنظيمات لمواصلة عمليات استقطاب عناصر جديدة.
خلو الجنوب من أي تواجد لتلك التنظيمات، مجرد كذبة شبيهة بتلك التي نستجرها كل يوم، عن خلو الجنوب من الآمية في حقبة زمنية خلت، يدحضها المئات من الأميين اليوم، ممن كانوا فتية آنذاك. 
مواجهة الحقيقة أمر موجع، يحتاج الصادقين مع أنفسهم وأهليهم ووطنهم.
منحتم الجنوب قدسية لا يستحقها، في ما يتعلق بخلوه من الإرهاب، وصورتوه كثوب أبيض نقي، لا يسكنه إلا الأنقياء، الأتقياء من دعاة فك الا رتباط وعشاق شعار"الجنوب حقنا".
بل أن البعض، ظل يتباهى بخلو منطقته من العناصر الإرهابية، فإذا بها وكرٌ لهم
 نسيتم أن الجنوب مجرد مجتمع متحرك كغيره من المجتمعات، الحبلى بالمشاكل والآفات. يسكنه الخير والشر. وأن القاعدة وداعش عابرة للقارات، فما بالك بمجتمع تغيب عنه الدولة.
غيركم يمتاز بمواجهة مشاكله المجتمعية، ويتكاتف لمواجهتها، مكاشفة وتشخيصاً وعلاجاً، دون حاجته لتبريرات سمجة، او معرفة المتهم قبل نتائج التحقيق. 
الشمال، سبب كل ما نحن فيه، هكذا نغالط الناس وندلس عليهم. 
ممارسة الكذب، على الرأي العام، جريمة لا تقل عن العمليات الارهابية التي تستهدف حياتهم. 
الكل، سخّر قلمه واطلق العنان للسانه، ليقول في طالبي التجنيد، ما يحلو له، لكننا لم نكلف انفسنا السؤال، عن عدد الندوات والحلقات النقاشية وبرامج التوعية والتدريب، التي تم تنفيذها للتحذير من مخاطر التطرف والعنف والإرهاب.
لم نجد من يلوم رأس المال الجنوبي، الذي أُستخدم في فترات سابقة لتمزيق الحراك السلمي، ويسأل عن دورهم في رعاية الشباب؟.
سخّرنا طاقاتنا وجهودنا، للنيل من ضحايا الفقر والجهل، الذين دفعتهم الحاجة للقبول بأي فرصة عمل، حتى لو كان الموت ثمناً لها. 
أن تواجه مصيرك من أجل أسرتك، خير لك من أن ترى أفراد أسرتك يقتلهم الجوع والحاجة، أمام عينيك. ذلك كان دافع الشباب ومحركهم.