إلى جلال الصلاحي

Monday 30 November -1 12:00 am
إلى جلال الصلاحي

صفاء كرمان

----------
إلى جلال الصلاحي .... لن تكون المرأة اليمنية ماريا مرسيدس حتى يكون الرجل اليمني جورج كلوني
جلال الصلاحي أفضل ممثل لحقارة وتفاهة وجهل الرجل اليمني خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ... يظن أنه طريف بانتقاده للمرأة اليمنية بلغة ركيكة ومنطق سخيف .... جلال يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات ومطلع -إن لم يكن أيضاً مشارك - على الواقع البائس للمجتمع اليمني هناك حيث يعيش الرجال على النصب والاحتيال والكذب حتى يحصلوا على الإقامة والجنسية أولاً ثم يبقون على المعونات من الحكومة الأمريكية رغم قدرتهم الاقتصادية .... تعيش الأسرة اليمنية تحت سلطة الرجل لعشرات السنين في أمريكا ولا يستفيدون من خيرات هذه الأرض فمستواهم التعليمي في الحضيض ومشاركتهم الاجتماعية منعدمة .... ليسوا سوى عالة، لا يساهمون في بناء المجتمع الذي هاجروا اليه -امريكا- ولا ينفعون المجتمع الذي هاجروا منه-اليمن .... يحرمون بناتهن من التعليم ويجبروهن على الزواج في سن مبكرة، بل ويتاجرون بجنسياتهم ليبيعوهن بمهور تصل لسبعين الف دولار ... يشتكي جلال من غلاء المهور وينسى أن الأب هو من يفرض مهراً لابنته قد يصل السبعين ألف دولار لأنها تحمل الجنسية الأمريكية - صفقة لإدخال العريس إلى أمريكا، وحصوله على أوراق الجنسية، بل متاجرة بالنساء على سنة الله ورسوله ...
يطالب جلال ويظن بمطالبته انه ظريف، ان تكون المرأة اليمنية كماريا مرسيدس بطلة احد المسلسلات المكسيكية بجمالها ولطفها، وينس أن يرى لنفسه في المرآة ، وينس أيضاً أنه واحد من أفراد مجتمع يربي نساءه على ألا تفقه سوى ثقافة العصيد والطبخ والتنظيف ويشغلها بالضيوف والطلبات حتى لا تر نفسها وتعليمها وتتمتع بكامل حقوقها كمواطنة امريكية ....
يا جلال إن كنت تطالب المرأة اليمنية بأن تكون كماريا مرسيدس أو بقية بطلات المسلسلات الأفلام المثيرة، أنظر لنفسك أولاً في المرآة .... عليك أن تكون كجورج كلوني في شكله واحترامه لزوجته وافتخاره بما أنجزته في مسيرتها التعليمية والمهنية وسيره معها يداً بيد وهي ترتدي أرقى الفساتين وأفتحها ألواناً وزخرفة... لا أن تخجل من نسائك وجسدهن فتخنقهن باللباس الأسود وتحرمهن من حقهن في التعليم والعمل... أين زوجتك يا جلال واخواتك وبناتك ؟ نريد أن نرى مكانتهن في الأسرة والمجتمع؟ هل انهت نسوة بيتك تعليمهن؟ متى تم تزويجهن؟ ما القيم التي ربين عليها تجاه أنفسهن قبل الآخرين؟
يا جلال سأستعير لفظك الملئ بثقافة الجبر والعنف، اتقرص العافية ... اتقرص العافية يا جلال ولا تتجرأ على المرأة اليمنية التي صبرت على قرفكم وانتقاصكم لمكانتها وتحديدكم لقدراتها. اتقرص العافية و قبل أن تنتقد طلبات المرأة الكثيرة في توفير مستلزمات البيت، تذكر أن ثقافة المجتمع الذكورية هي من حرم المرأة من حقها في التعليم والعمل وبالتالي هدم فكرة الشراكة الأسرية والمساواة في الحقوق والواجبات، لتبني معه علاقة شراكة حقيقية لا علاقة تبعية ...
في الأخير أقول لن يفلح قوم تسمعوا في أمورهم لجلال الصلاحي وأمثاله