خالد المداني وشقيقاه.. نموذج للمصير الذي أراده الحوثيون لليمنيين (تقرير)

Monday 30 November -1 12:00 am
خالد المداني وشقيقاه.. نموذج للمصير الذي أراده الحوثيون لليمنيين (تقرير)
----------
اعتقد خالد يحيى عبده المداني، لوهلة أنه بمجرد الذهاب للقتال في صفوف الحوثيين، فإنه بذلك سيحقق النعيم الذي كان يحلم به، أو على الأقل، ذلك القدر من الكفاية، المتمثل في مرتب بسيط له ولاثنين من أشقائه كانا يحملان نفس الاعتقاد.
 
التحق خالد المداني، بقافلة الموت الحوثية، بعد التحاق شقيقيه، بها، وهم من أبناء منطقة المدان التابعة إدارياً لمحافظة عمران.
 
قتل شقيقاه في جبهات القتال إلى جانب الميليشيات، وبقي هو يحمل ذلك الاعتقاد الذي بدا لوهلة طريقا إلى الجحيم، لا إلى النعيم، إلا أنه قرر المضي، إذ كان يحدوه أملا في أن يُعامل بطريقة مختلفة، كونه من أسرة هاشمية.
 
إلا أن هذا لم يشفع له، وظل خالد المداني، مجرد مطية مثل الآلاف من أبناء اليمن، الذين اتخذت الميليشيات من جماجمهم سلما للصعود نحو السلطة التي باتت متشحة بلون الدم.
 
ذهب خالد ليقاتل مع الحوثيين إخوانه اليمنيين، بدافع من الحاجة الملحة، وهو ما دفعه لعدم إعمال عقله، بالتدقيق في حقيقة هذه الحرب، وأهدافها العدوانية، التي أرادت الميليشيات أن تجعل من اليمنيين وقودا لها، لتحقيق أطماعها، وانتقامها الدفين من جميع اليمنيين.
 
بحسب مقربين من خالد المداني، فقد عومل أثناء تواجده في جبهات الميليشيات كغيره ممن يُطلق عليها "الزنابيل"، فهناك فقط اكتشف أنه لا قيمة لأن تكون هاشمياً، لدى جماعة ستحرق الجميع من أجل أن يظل سيدها كائناً مقدساً، لا يُمس، علماً بأن النظرة الدونية لا تقتصر فقط على من هم من خارك السياج الهاشمي، بل في داخل الهاشميين أيضا، هناك طبقات، إذ يختلف هاشميو صعدة عن بقية الهاشميين في المحافظات الأخرى، وفي صعدة أيضا، ثمة فرق بين الهاشميين من آل الحوثي، عن غيرهم من بقية الأسر الأخرى.
 
قتل خالد، كما قتل من قبله شقيقاه، ولم يحققوا العيش الكريم الذي كانوا يسعون وراءه، بينما يتلذذ أقارب وأبناء قيادات الميليشيات بالنعيم سواء داخل اليمن، في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، أو خارج اليمن.
 
ولعل حكاية خالد المداني، واحدة من آلاف الحكايات التي تكشف حجم الإجرام الحوثي بحق اليمنيين، حيث دفعت الميليشيات بآلاف المغرر بهم، ممن يسعون وراء لقمة العيش لقتال إخوانهم غير مكترثين للآثار المترتبة على ذلك، في حين يستمر تغابي الناس عن خطورة هذه الجماعة التي لم تجلب لليمن واليمنيين غير المزيد من الموت.