منذ النسخة الافتتاحية عام 1957، ووصولاً إلى النهائيات المقامة حالياً في الجابون، قدّمت القارة السمراء مجموعة من الأسماء التي طُبعت في لائحة المجد الخاصة بكأس الأمم الإفريقية، فهذه البطولة كانت مسرحاً لإبداع المصري محمود الجوهري، والغاني أوزي كوفي، والكونغولي ندايي مولامبا، والمغربي أحمد فرس، والجزائري رابح مادجر، والنيجيري جاي جاي أوكوشا وغيرهم من أساطير الأمس. وأضافت إفريقيا إلى لائحة المجد اسماً جديداً خلال النهائيات التي أقيمت في أنجولا عام 2010.
فهي قدّمت هدافاً أسطورياً حطّم رقماً قياسياً يصعب الوصول إليه في أي من المسابقات القارية حول العالم. هذا الرقم القياسي تحقق مع الحاسة التهديفية للنجم الكاميروني صامويل إيتو، الذي كان في الـ 18 من العمر، عندما شارك في النهائيات لأول مرة عام 2000، وخاض غمار كأس الأمم الإفريقية 6 مرات، وصولاً إلى النسخة الأنجولية التي اختارها إيتو ليسجّل اسمه كأفضل هداف في تاريخ بطولات المنتخبات القارية، بعدما رفع رصيده في النهائيات الإفريقية إلى 18 هدفاً، متجاوزاً البرازيلي زيزينيو الذي سجل 17 هدفاً للسيليساو في بطولة كوبا أمريكا الخاصة بمنتخبات القارة الأمريكية الجنوبية، قبل أن يعادل الهداف الأمريكي المعتزل لاندون دونوفان رقم إيتو عام 2013 مع تسجيله لهدفه الـ 18 في كأس الكونكاكاف لمنتخبات أمريكا الشمالية والوسطى.
وأعلن إيتو عن اعتزاله الدولي عام 2014 بعدما نجح في الوصول إلى مجموعة من الأرقام القياسية الأخرى، فهو يعتبر الهداف التاريخي لأسود الكاميرون برصيد 56 هدفاً في 118 مباراة دولية، والهداف التاريخي لكأس الأمم الإفريقية مع نجاحه في تجاوز نجوم الأمس واحداً تلو الآخر، وعلى رأسهم المصري حسن الشاذلي، والنيجيري رشيدي يكيني، والإيفواري لوران بوكو.
ومارس إيتو هوايته في تسجيل الأهداف مع كل الأندية التي لعب لها خلال مسيرته الحافلة، كما نجح في تسجيل أهداف دولية في مرمى منتخبات عالمية مثل الأرجنتين والبرازيل وإنجلترا وهولندا والدنمارك، قبل أن يسجل هدفه الدولي الأخير في ودية أمام بطل العالم الألماني.
