* يحيا العدل ... !!! محمد العولقي

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
* تماما كما يحدث في جميع أفلام مخرج الروائع (عاطف الطيب) يتساقط خصوم القطري (محمد بن همام) كما يتساقط الذباب أمام أي مبيد حشري ..
* و يا ألف سبحان الله .. تدور الأيام والليالي غير الملاح فتكشف عن مصير مؤلم للخصوم الذين ذبحوا (بن همام) من الوريد الى الوريد دون وجه حق..
*لو أن الكاميروني (عيسى حياتو) لم يرهن ضميره عند (جوزيف بلاتر) لما عاش (ليلة ساخنة) في (أديس أبابا) ..
* لن ينفع بكاء (حياتو) على اطلال (لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت ) ، فرجل القارة السمراء الذي كان يقتل القتيل ويمشي في جنازته غرق في شبر ماء ، ولم يعد في وسعه سماع المصري (هاني أبو ريدة) وهو يردد في خشوع : (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)..
*عندما تكالب كل الفرقاء ضد (محمد بن همام) وقرروا تجهيز (كتيبة أعدام) من أعداء الأمس وأصدقاء اليوم قبل سبع سنوات عجاف ، بهدف عزل القطري عن المشهد الكروي ، وتكبيله بقرار كيدي (ضد الحكومة) ، كان (بن همام) يتقبل سهام ونبال و سيوف العربان والعجم من دون أن يفقد ابتسامته الساحرة  والساخرة التي تحمل مغزى خاص رغم كل الدماء التي سالت على أسفلت (الفيفا)..
*تحول (حياتو) الى (سواق اتوبيس) عند (بلاتر) ، ولفقوا لصديقهم (بن همام) تهما  كيدية في الفساد  ، وتفنن (بلاتر) وهو يمارس ضد صديقه (الغيرة القاتلة) ويستبدل الكذب بالافتراء  ..
* رسم ثالوث الشر (بلاتر وحياتو وبلاتيني) سيناريو شيطاني للاطاحة بالفارس (محمد بن همام) ، خصوصا وقد تجرأ كثيرا في مواجهة (الحلقة الجهنمية) للاتحاد الدولي ..
* استعان (بلاتر) بشبكة فساده للاجهاز على (بن همام) ، ودفع من تحت الطاولة المشبوهة ما يكفي لشراء ذمم من وزن (حياتو) ، وتوجيه اللعب على حسب ما يشتهيه (بلاتيني) ..
* نجح محور الشر في تكميم الأفواه ، وفي اغتيال (البراءة) علنا في يوم أسود ، وتقبل (بن همام) كل الطعنات من الجار ومن البعيد عن الدار ، وقبل أن يغادر مسرح (بلاتر) مثخنا بجراح الأصدقاء ابتسم ابتسامة ثقة في الله قائلا :
عدالة السماء لم تقل كلمتها بعد ..!
* الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، فبعد خمس سنوات على ألقاء (بن همام) في الجب ، تهتز الأرض تحت أقدام رجالات (الفيفا) وينكشف مستور المخبأ ..
* يدخل (بلاتر) بكل هيلمانه و (كذبه وأفكه) التخشيبة ، ويصبح فساده المالي والاداري على كل لسان ، أما من اقتاتوا على (تورتة) الفساد فهم مطاردون ، ويبحثون عن مخرج لتصوير المشهد الأخير من فيلم (الهروب)..
*ووجد (بلاتيني) نفسه غارقا حتى شحمة أذنيه في فساد مالي استوجب فتح ملف في آداب النظافة المالية ، وبقدرة من لا تنام عينيه طار (بلاتيني) من (الويفا) و (الفيفا) تشيعه لعنات سكان البسيطة ..
*وعندما سقط (حياتو) من منصبه الرفيع في (الكاف) كان واحد من أهم بقايا (بلاتر) يخرج من الباب الضيق ، بعد أن قالت (أفريقيا) كلها : كفاية فساد ثلاثين عاما يا (حياتو)..
عقبال (اللي في بالي) يلقى نفس مصير المفسدين في أرضنا الكروية التي تعشق اللعبة الحلوة ..!
*ربما يرى البعض أن المصري الداهية (هاني أبو ريدة) وجه (ضربة معلم) انتهت بانتفاضة مزلزلة ضد (حياتو) على أساس أنه مهندس عملية الاطاحة بالمومياء الكاميروني العتيق ، لكن الحقيقة أن (أفريقيا) فاض كيلها من الورم الخبيث الذي انهك الكرة الأفريقية فكان لابد من بتر العضو الفاسد كي يتعافى الجسد الأسمر ..
* عندي أحساس أن القادم القريب يحمل مفاجآت سارة للقطري (محمد بن همام) ، فبعد أن تكشفت خيوط اللعبة الدامية وتساقط اعضاء عصابة (حياتو) الواحد تلو الآخر ، يبدو المسرح الكروي متلهفا لرد اعتبار رجل آسيا القوي ، الذي كان أول من وضع قطار الكرة الآسيوية على قضبان الاحتراف ..
* وحدسي ينبؤني أن (بن همام) يراهن على دعوات فقراء قارات العالم في حربه ضد من انتهكوا كرامة كرة القدم وحولوها الى تجارة فساد رائجة ، لا مكان فيها لليد النظيفة  والعاطفة النبيلة ..
* ( أبن همام ) الذي ناضل وكافح لنصرة الفقراء عبر مشروع (جول) في طريقه للعودة مجددا الى مملكة الكرة التي تشتاق اليه وتحن لماضيه التليد ..
* والآن بعد أن تكشفت خيوط لعبة الراشي والمرتشي والرائش وثلاثتهم يستحقون اللعن بنص الحديث الشريف ، يرى المحايدون أن الآوان قد حان لتبرءة (بن همام) خصوصا وأن الشهود وهم من لفقوا تهم التلاعب باخلاقيات اللعبة أدينوا مؤخرا ،  ولأنهم (سوابق) وخصوم (مشبوهين) فأن القانون يحتم اسقاط كل التهم الملفقة للسيد (بن همام) مع ضرورة رد الاعتبار للرجل ، وتقديم شهود الزور للقضاء على أساس أن اخلاق الناس ليست لعبة قابلة للتفاوض ..
* مكان (حياتو) الطبيعي الى جوار (بلاتر) و (بلاتيني) ، اظن أن (التخشيبة) تتسع للثلاثة ، وسيكون الجو ملائما للمخلوع (حياتو) ليؤدي وصلته الغنائية التي يعشقها (حطة يا بطة يا فلفل شطة) ..
* في تصوري أن المشهد الأخير للفيلم يقترب ، وفيه سيظهر (البرئ) على الشاشة ليذكر الذين ألقوه في غياهب الجب أن الدنيا على جناح يمامة و مسير الحي ينتقم من كل الذين ظلموه وشوهوا مسيرته القيادية العالمية ..
سننتظر المشهد الأخير بفارغ الصبر ، ليس طمعا في الشماتة من (حياتو) وفرقته الفاسدة ولكن حتى يتسنى للفقراء الذين أحبوا (بن همام) انهاء الفيلم بعبارة (يحيا العدل )..!