ضوء أخضر أميركي لاستكمال تحرير سواحل غرب اليمن.. وميناء الحديدة على رأسها

Monday 30 November -1 12:00 am
ضوء أخضر أميركي لاستكمال تحرير سواحل غرب اليمن.. وميناء الحديدة على رأسها
----------
كشفت صحيفة عربية صادرة عن حصول التحالف العربي على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية لتحرير ميناء الحديدة عقب تزايد عمليات الاستهداف التي طالت الممر الملاحي الدولي من قبل الحوثيين والتقارير التي تحدثت عن استخدام الانقلابيين الميناء لتهريب الأسلحة وتمويل الحرب من خلال عائدات الميناء.
 
وقالت صحيفة العرب اللندنية إن معركة تحرير محافظة الحديدة بالساحل الغربي لليمن تلوح وشيكة من خلال العديد من المؤشرات السياسية والميدانية بعد أن تهيأت لها مختلف الظروف، وأهمها توافق بلدان التحالف العربي مع قوى دولية مؤثرة بشأن ضرورة التعجيل بها لقطع إمدادات السلاح الإيراني للمتمرّدين الحوثيين وحماية الملاحة الدولية من تهديداتهم.
 
وقفزت قضية ميناء الحديدة الاستراتيجي الواقع على الساحل الغربي لليمن إلى واجهة الأحداث مع تواتر المعلومات عن تحوّله إلى أكبر منفذ لتزويد المتمرّدين الحوثيين بالأسلحة الإيرانية المهرّبة، بما يجعل تحريره على رأس أولويات التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، بحسب ما تشير إليه العديد من المعطيات السياسية والميدانية.
 
وربطت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان لخارجيتها، بين استمرار ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في استهداف المدن السعودية بالصواريخ الباليستية وتواصل تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، مجدّدة الدعوة إلى اتخاذ موقف دولي بخصوص الميناء لتعزيز عمليات الإغاثة الإنسانية ووصول المساعدات الدولية ومنع عمليات تهريب السلاح التي تمارسها الميليشيات لإطالة أمد الأزمة ومفاقمة الوضع الإنساني في اليمن.
 
وفيما بدا موقف الأمم المتحدة من قضية ميناء الحديدة سلبيا برفض المنظمة مطالبة التحالف العربي بإشراف أممي على الشحنات الواردة إلى الميناء لضمان اقتصارها على المساعدات المدنية غير العسكرية، تتحدّث مصادر موثوقة عن ضوء أخضر أميركي لإطلاق عملية عسكرية وشيكة لتحرير الميناء.
 
وقالت الأمم المتحدة على لسان منسّقها للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكجولدريك إنّ المنظّمة تبحث استخدام موانئ بديلة مثل ميناء عدن وقوافل برية من السعودية وغيرها من البلدان المجاورة لإيصال المساعدات إلى اليمنيين، مرجعا ذلك إلى احتمال تعرّض منطقة الحديدة لهجوم ضمن النشاط العسكري الحالي على الساحل الغربي.
 
وباتت قوات الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي على مشارف بلدة الخوخة الساحلية الواقعة على بعد ستين كيلومترا شمال مدينة المخا والتي تعدّ أولى مناطق محافظة الحديدة الساحلية التي تضم أكبر ميناء يمني على البحر الأحمر.
 
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة “العرب” إن التقدم باتجاه ميناء الخوخة السمكي يأتي ضمن المرحلة الثالثة لعملية الرمح الذهبي التي تستهدف تحرير ميناء الحديدة آخر الموانئ اليمنية التي مازالت في قبضة المتمرّدين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبداللّه صالح بعد تحرير ميناءي المخا وميدي.
 
إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عرقلت العديد من الخطط الرامية لتحرير ميناء الحديدة تحت ذرائع إنسانية وتصاعدت تصريحات الحكومة اليمنية والتحالف العربي التي تؤكد على قرب تحرير ميناء الحديدة بعد رفض الأمم المتحدة الاستجابة لطلب التحالف العربي بالإشراف على الميناء ومنع استمرار المتمرّدين في تحويله إلى قاعدة عسكرية ومنطلق لتهديد الملاحة الدولية، بحسب تصريحات المتحدث باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري الذي أكد على اعتزام قوات التحالف العربي تنفيذ عملية عسكرية خاصة لاستعادة ميناء الحديدة من سيطرة الميليشيات، معتبرا “أن رفض الأمم المتحدة الإشراف على الميناء لا يبقي خيارا أمام قوات التحالف سوى سرعة تحرير الميناء وإعادته إلى الحكومة الشرعية”.
 
وذكرت مصادر خاصة لـ”العرب” أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عرقلت العام الماضي العديد من الخطط الرامية لتحرير الميناء تحت ذرائع إنسانية والرغبة في دفع الحكومة الشرعية لتوقيع اتفاق سياسي مع أطراف الانقلاب.
 
ولفتت المصادر إلى تحوّل كبير شهده الموقف الأميركي عقب انتخاب الرئيس دونالد ترامب الذي جعل الأولوية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط تعزيز التعاون مع حلفاء واشنطن التقليديين والحد من التوسع الإيراني في المنطقة ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي سيسهم وفقا لمراقبين في تقليص أمد الحرب في اليمن من خلال تفعيل خيار الحسم العسكري.
 
ويعتبر العديد من المحللين السياسيين أن تحرير ميناء الحديدة سينعكس بشكل جوهري على مسار الحرب في اليمن وسيسهم في تجفيف منابع الدعم المالي والعسكري للحوثيين وسيعزلهم جغرافيا وسياسيا من خلال دفع مواقع النفوذ الحوثي إلى المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء وهو ما سيجعل تحالف الحوثي-صالح أمام خيار الاستسلام أو تلقي هزيمة مدوّية.
 
وسجّل المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي وجود تحوّلات ملموسة في الموقف الأميركي من استكمال معركة تحرير الساحل الغربي اليمني، قائلا في تصريح لـ”العرب” إنّ زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي واجتماعه بالرئيس الأميركي ترامب والتصريحات التي صدرت إثر هذا الاجتماع والمتعلقة بالتنسيق بين الرياض وواشنطن، وتصريحات أقطاب من الأدارة الأميركية باعتبار إيران مصدر الإرهاب الدولي، والتقارير المنشورة في كبريات الصحف الأميركية نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية شددت على زيادة التعاون مع دول الخليج، كلها مؤشرات توحي بقرب الحسم في ميناء الحديدة الاستراتيجي.