لا تزال الأزمة التي تعصف بالخليج العربي سيدة المشهد العالمي، متصدرة اهتمامات وعناوين أبرز الصحف والشاشات الاخبارية الدولية، بعد التصعيد الخطير الذي اختارته قطر أمام ضغوط جيرانها لكبح جماحها وإعادتها الى "التوافق" الخليجي والاجماع العربي.
ويرى مراقبون ان قطر اختارت مواجهة الضغوط والحصار المفروض عليها بالقفز الى الإمام بدل العودة خطوات للوراء، فاتحة المجال أمام تدخل تركي - إيراني في الخلاف المحتدم بينها وبين كل من السعودية والامارات والبحرين، ما يهدد بتصاعد الخيارات من قبل جميع الأطراف، وصولاً الى حرب كونية ثالثة، قد لا يخرج جميع الأطراف فيها الا خاسرين، في حين أن أبرز المستفيدين هي اسرائيل التي تتربص وتتابع عن كثب تطورات المشهد.
وكانت تقارير اعلامية قد أكدت أن ايران أرسلت سفينتين حربيتين باتجاه بحر عمان، في خطوة لها ما وراءها، وتحمل في طياتها دلائل تشير باعتزام الجمهورية الفارسية التورط بشكل أكبر في الوحل الخليجي.
وقبل يومين أعلنت تركيا عبر رئيسها رجب طيب أردوغان بأنها لن تسكت على حصار قطر، بعد مدة وجيزة من قيام البرلمان التركي بإجازة تشريع جديد يرمي الى التسريع بارسال قوات عسكرية الى قاعدة تركية في قطر.
وردت دول الخليج العربي الثلاث باستمرار قرار الحظر والحصار على قطر، كما أعلنت في بيان صدر مؤخراً قائمة تشمل 59 فرداً واثني عشر كياناً يرتبطون بقطر ومتورطون بدعم الإرهاب، في خطوة تصعيدية تستهدف زيادة العزلة الدولية المفروضة على إمارة تميم.
أما الأخير فقد فضل الصمت ولم يظهر للعلن منذ قرار قطع العلاقات، ما يشير الى عمق المأزق الذي وضعت قطر فيه نفسها، والذي قد يعود عليها بالويلات إن لم تراجع سياساتها بالمنطقة.
