الكفاح من أجل الوضوح والصحافة الاستقصائية في عصر الاخبار المزيفة

Monday 30 November -1 12:00 am
الكفاح من أجل الوضوح والصحافة الاستقصائية في عصر الاخبار المزيفة

جياني ميرلو،

----------

في ظل مناخ يسوده عدم اليقين، حيث تهب رياح الحرب الخطيرة - لا اللفظية منها فقط - أصبح عملنا غير مستقر وأكثر صعوبة.

فقد باتت الاحترافية تواجه أصعب الاختبارات التي تسببت بها موجة الاخبار المزيفة التي تهدف الى التلاعب بالحقيقة وتنجح في أغلب الأحيان، لذا نحن مضطرون لإيجاد وسيلة للدفاع عن أنفسنا. مع ذلك، أولئك الذين في السلطة غير مهتمين لمساعدتنا لأن الصحافة المستضعفة من خلال المعلومات التي يتم التلاعب بها بشكل يومي تشكل خطرًا أقل على أولئك الذين يمارسون الغش. فمواقع السلطة والامتيازات التي يملكونها أصبحت محمية بطريقة متغطرسة وبشكل أكبر يومًا بعد يوم.

لذا، أصبحت السبل المتبقية للحفاظ على كرامتنا المهنية ضئيلة، لكن لا يجب أن نستسلم لأن دورنا في المجتمع لا يزال أساسيًا. فحرية التعبير والجدية في نقل المعلومات الصحيحة هما أداتا عملنا اللتان ينبغي تنقيحهما.

إذ إن الخلفية الثقافية التي ساهمت في نموّنا وتطورنا خلال الأعوام الماضية، لم تعد كافية؛ علينا بدء الدراسة من جديد وتحديث معرفتنا وإتقان وسائل التواصل. ومع ذلك، فالعقول اللامعة لا زالت تبتكر "وسائل تواصل اجتماعي" جديدة يوميًا وهذه المطاردة المستمرة للأخبار تعني أننا سنسبب الارتباك في أذهان الكثيرين. وهذا الارتباك لم يأتِ صدفة بل عن قصد، ما يجبرنا أحيانًا على القيام بخطوة الى الوراء كي لا نضعف ويتم إلغاؤنا في عملنا.

لهذا السبب يجب أن نعمل بدقة وحذر أكبر إضافة الى العمل في الصحافة الاستقصائية. وهذه ليست مهمة سهلة لأن الموارد الاقتصادية الكبيرة ضرورية لمواصلة العمل في الصحافة الاستقصائية الرفيعة المستوى، ولكن التحليل المعمّق والاستفسارات ممكنة حتى من دون استثمارات هائلة. أحيانًا، جل ما نحتاجه هو الرغبة والتحضير الذهني لدراسة السلوك غير الصحيح. الصحافة الرياضية والرياضة بحاجة الى الوضوح لأن هذا العالم يقوم على مبادئ واضحة ودولية. إن لم يكن هذا الوضوح موجودًا، (أستخدم هذه الكلمة بدلا من "الشفافية" التي أصبحت مستخدمة بشكل مفرط في الآونة الأخيرة) فستنهار القلعة ونقول وداعًا لحرية التعبير في جميع أشكالها.

جياني ميرلو،
رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية