عتاب ...!!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه (المجلس الانتقالي) .. يكمن في حشر (الرياضة) و (الرياضيين) في زاوية حادة لا تلبي طموحات شعب جنوبي يعشق الرياضة بنظام الدفع المسبق ..
 * الرياضة اليوم .. مال . . واقتصاد .. توجيه وارشاد .. حقوق وحريات .. جماهير واعلام ..سياسة وعلاقات خارجية .. وشهرة لا حدود لها ..
* من يصنعون الحدث .. ويحركون الأحداث بذكاء هم فرسان الملاعب .. أبو بكر الماس و الاحمدي و عمر البارك ووجدان شاذلي وشرف محفوظ وخالد عفارة ومحمد حسن .. هم ملهم الرياضة الجنوبية .. وهم أشهر من فرسان السياسة ومن يدورون في محورها ..
* الجمهور الجنوبي قد لا يعرف بعض اسماء المجلس الانتقالي .. لكن الوضع يختلف تماما مع اللاعبين والرياضيين .. فهم يعرفونهم ويحفظون اسماءهم عن ظهر قلب ..
* قلة من يفهمون المدلول العميق للرياضة ودورها في تجسيد اللحمة الوطنية ومن أقصر الطرق .. أبو بكر الماس .. أو شرف محفوظ يمكنه أن يكون رئيسا لو رفع أصبعه وقال للشعب الجنوبي : أنتخبوني ..!
* ساءني مثل أي رياضي خبير في مجاله أن ينظر (المجلس الانتقالي) للرياضة على أنها تكملة للدائرة الجماهيرية .. أنها كمن ينظر للنصف الفارغ من كوب الجماهير ..
* الرياضة أيها السادة حلقة متكاملة يدور في فلكها جمهور جنوبي لا يعتدل مزاجه الا بالولاء والطاعة للأندية الجنوبية ذات الماضي العريق ..
* الرياضيون اليوم .. هم الطرف الفاعل في عملية (التطبيع) .. هم من يفرضون فكرهم على مبدأ الجسم السليم في العقل السليم .. هم من تحدوا الحروب .. وجابهوا المحتل في المدرجات .. وزلزلوا الأرض تحت أقدام السياسيين المخادعين .. بهم يعتدل الاقتصاد .. وتتساوى فئات الشعب في المدرجات ..
* لا يعقل ونحن نخوض غمار التحدي مع الذات .. أن نغفل دور الرياضيين .. ولا يعقل أن نكبلهم في مساحة محدودة ضمن (دائرة) جماهيرية متشعبة .. هم فيها مجرد ضلع أعوج يخرج من ظهر الغير ..
* تذكروا أن الرياضيين الجنوبيين كانوا في مقدمة سرب المغردين في ميدان الفداء والتضحية ..
* حتما مازلتم تتذكرون الشهيد (محمد الحبيشي) .. أول رياضي ثار وغار على (الانجليز) ..
* ولن يكون (عبدالله عبدربه) حارس مرمى فريق (الشعلة) آخر بطل في مصفوفة شهداء الواجب ..
* تماما مثلما أن الكابتن (وجدان شاذلي) كان أول جنوبي يثور ويتمرد على نظام (صالح) في عز زهوه وغروره بعد اجتياح الجنوب ..
* الرياضة أيها السادة تبني مجتمعات صحية .. تصقل الفكر .. وتحمي الجسد .. وتصنع وطنا خاليا من الضغائن والاحقاد .. كما أنها اليوم اقتصاد ضخم تديره عقول خبراء لا يقلون كفاءة عن عباقرة المال والاقتصاد السياسي ..
* اعترف أنني أصبت بخيبة أمل عندما أعلن (المجلس الانتقالي) عن دوائر المجلس .. وصعقت عندما سقطت دائرة الرياضة من أجندة الأعمال ..
* وقتها تمنيت لو أن لي عيني زرقاء اليمامة لأتصفح ما دار في الغرف المغلفة ..
* كنت سأصرخ .. ولا صرخة (رونالدو) قائلا :
تستكثرون علينا دائرة .. ونحن من يصنع الدوائر في بركة الحياة الراكدة ..؟!
* واجبنا الاخلاقي تجاه مجلس يجمع عليه شعب الجنوب .. أن ننبه الى ما يسقط سهوا .. ونرشد الى ما يستعصي فهمه .. ننتقد و نعاتب حتى نصل جميعا الى الصيغة التي تمثل كل طموحاتنا ..
* الدائرة الجماهيرية ليس لها مساحة محددة .. فهي تتمدد على شرائح مجتمعية ليست متجانسة ولا متناغمه سلوكا وفكرا ..
* وان يتم حشر (الرياضيين) بكل ثقلهم وتباين عمقهم التوعوي في دائرة مترامية الأطراف .. ففي ذلك تقليل من شأن الرياضيين .. مع أن الليالي الملاح وغير الملاح أكدت بما لا يدع مجالا للريب والزبادي .. أن قطاع الرياضة صانع قرار .. وهو أقرب الى قلوب وعقول الجماهير من النشاط السياسي المعلب بالدعوات والندوات ..
* كلمة الرياضيين تطير عبر الأثير من الملاعب .. وتصل الى الجماهير في جزء من الثانية .. أما كلمة السياسيين فتحتاج الى حشد .. والى بلاوي (خضراء) ..
* اذا كان هناك من حامل فطري وبديهي لأهداف (المجلس الانتقالي) .. فلن يكون الا الرياضيون .. الذين يعيشون في وجدان الشعب .. وفي قلوب الجماهير بمختلف فئاتها .. ولن يكون هناك أبلغ من لسان العندليب (محمد سعيد سالم) للتعبير عن ارادة كل رياضيي الجنوب ..
* الفرصة مازالت متاحة أمام (المجلس) الانتقالي لأعادة رد الاعتبار لدائرة الرياضة والرياضيين .. لأن الرياضيين و خلفهم من يصفقون لهم في المدرجات يعرفون كيف يحولون من يتجاهل نباهتهم الى مجرد قطعة (لبان) ..
* السادة أعضاء المجلس الانتقالي .. أذكركم (لعل الذكرى تنفع المؤمنين) أن الرياضيين تدافعوا الى ساحات المليونيات الجنوبية .. وفوضوكم .. ووهبوكم شرعية قانونية تتكئون عليها داخليا وخارجيا .. ومثل هذا القطاع الشبابي المؤثر يستحق أن ينفرد بدائرة مستقلة تنقل نشاطكم وأفكاركم وخطواتكم .. فالملاعب أقصر الطرق لوصول رسائلكم السياسية بعيدا عن (بريد) دائرة واسعة شاسعة .. الرياضيون فيها نقطة في بحر متلاطم الأمواج ..
* المعذرة يا أعضاء المجلس الانتقالي .. نحن نحبكم .. نقدركم .. نغطيكم برموش عيوننا كرياضيين . .لكنني تعلمت من (مالكوم اكس) أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه ..!