مصادر إسرائيلية: روسيا تستغل هدنة جنوب سوريا لبناء قاعدة استراتيجية

Monday 30 November -1 12:00 am
مصادر إسرائيلية: روسيا تستغل هدنة جنوب سوريا لبناء قاعدة استراتيجية
----------
تحاول وسائل إعلام إسرائيلية منذ فترة رصد طبيعة الأنشطة الروسية في مناطق جنوب سوريا المتاخمة للحدود مع إسرائيل، وذلك بعد مرور حوالي 3 أسابيع على سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، أثناء قمة مجموعة العشرين (G20) التي انعقدت الشهر الماضي في مدينة هامبورغ الألمانية.
 
 
ورأت وسائل الإعلام تلك أنه “عندما أعلنت موسكو محافظة درعا والقنيطرة والسويداء كمناطق هدنة، كان من اللافت أنها تعاملت مع سوريا بأكملها وكأنها منطقة تحت الحماية الروسية، باعتبار أن المناطق الساحلية ليست هي الوحيدة التي تشهد وجوداً عسكرياً روسياً مكثفًا، وبالتحديد في ميناء طرطوس ومطار حميميم العسكري في اللاذقية”.
 
ونقل موقع “nzivnet” الإسرائيلي معلومات استخباراتية كشفت “رصد أنشطة روسية قرب الحدود الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه “بعد أن فرض الروس وقف إطلاق النار في درعا، سارعوا إلى نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة وطردوا الميليشيات الإيرانية وألزموا القوات العسكرية التابعة للفرقة الرابعة المدرعة من جيش النظام السوري بالانسحاب من المنطقة والتوجه إلى محيط دمشق”.
 
وأضاف الموقع المقرب من المخابرات الإسرائيلية، أن “الروس لم يكتفوا بتلك الخطوات، بل اتخذوا خطوات أخرى تسعى إلى ترسيخ أقدامهم في جميع مناطق الجنوب السوري، كما دشنوا غرفة عمليات لإدارة جنوب سوريا بالكامل، وذلك في شمال مدينة الصنمين في محافظة درعا، ونقلوا إليها قوات من سلاح المشاة الميكانيكي تمركزت داخل مقر قيادة الفرقة التاسعة-مدرعات في الصنمين وفي عدد من المواقع”.
 
وجلب الروس العشرات من عناصر الشرطة العسكرية إلى مدينة “بيت جن” الواقعة في ريف القنيطرة الشمالي، للإشراف على محافظة القنيطرة منذ أن بدأ سريان الاتفاق.
 
ونقل الموقع عن وسائل إعلام دولية أن الروس اتفقوا مع الأمريكيين على السيطرة على جنوب سوريا بالكامل في مقابل سيطرة الأمريكيين على جميع المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.
 
وأشارت وسائل الإعلام ذاتها إلى أن روسيا “تعمل على إقامة مطار عسكري تحت سيطرتها الحصرية في جنوب سوريا، وأن المطارين العسكريين الكبيرين التابعين لسلاح الجو السوري جنوب البلاد (مطار الثعلة شرق درعا، ومطار خلخلة شمال السويداء)، واللذين تعطل عملهما منذ فترة بسبب هجمات المعارضة، يمكنهما أن يوفرا استجابة للمتطلبات الروسية لاستيعاب المقاتلات الحديثة وطائرات النقل الثقيلة”.
 
 
واعتمد الموقع الإسرائيلي على صور نشرها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العلم الروسي يرفرف فوق مطار “الثعلة”.
 
ولفت موقع “nzivnet” إلى أن “الجيش الروسي لم يعتد رفع علم بلاده إلا في المناطق التي تقع تحت سيطرته أو يريد السيطرة عليها، مشيرًا إلى أنه “في هذه الحالة فإن الوجود الجوي الروسي الذي يضم أنظمة الدعم وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات المتطورة قرب حدود إسرائيل، على مسافة لا تزيد عن 55 كيلومترا من الحدود السورية – الإسرائيلية، سيجبر إسرائيل على تغيير طبيعة عملها داخل سوريا”.
 
واستدل الموقع على التغيرات التي ستحدث بقوله إن “جميع المطارات التي يستخدمها الجيش الروسي تضم إلى جوارها بطاريات صواريخ متطورة للغاية من طرازي إس-300 وإس-400، كما هو الحال في قاعدة حميميم في اللاذقية على الساحل السوري، ولذا فإن جميع الوسائل الاستخباراتية التي تستخدمها إسرائيل، ومنها مثلاً الطائرات من دون طيار، بهدف تصوير المنطقة، ينبغي أن تتوقف لأن روسيا لن تسمح بذلك