ما الذي يجعلنا نعتقد أن برشلونة حسم لقب الدوري الإسباني؟.. وهل لريال مدريد رأي آخر؟

Monday 30 November -1 12:00 am
ما الذي يجعلنا نعتقد أن برشلونة حسم لقب الدوري الإسباني؟.. وهل لريال مدريد رأي آخر؟
----------

 “هل حسمت بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم؟”، هذا هو السؤال الذي يتردد باستمرار، على جميع المستويات في الكرة العالمية، رغم أن المسابقة الإسبانية لم تصل حتى إلى الثلث الأول منها، حيث لا تزال هناك 26 مرحلة متبقية.

ودون شك، نجح برشلونة في التفوق مبكرًا على غريمه التاريخي ومنافسه الأول ريال مدريد، حيث اتسع الفارق بينهما إلى عشر نقاط، بعد سقوط الأخير في فخ التعادل مع مضيفه أتلتيكو مدريد، يوم السبت الماضي، في ديربي العاصمة الإسبانية.

هذا بالإضافة إلى ابتعاد إشبيلية بـ12 نقطة كاملة عن الفريق الكتالوني المتصدر، فيما يبقى فالنسيا الفريق الوحيد الذي يستطيع مزاحمة برشلونة على الصدارة، بعدما قلص الفارق معه إلى أربع نقاط فقط، بعد فوزه 2 / صفر على إسبانيول، في مباراته الأخيرة بالدوري الإسباني “الليغا”.

وتشير هذه الأرقام إلى حقيقة واحدة مطلقة، وهي أن الليغا حسمت فعليًا لصالح أبناء كتالونيا، ولكن كرة القدم، تحمل من الأسباب والدوافع التي تجعلنا لا نستبعد حدوث العكس.

 
وفيما يلي، نسلط الضوء على الأسباب الدافعة للاعتقاد، بأن الليغا حسمت فعليًا لبرشلونة، وعلى تلك الأسباب التي تجعلنا نعتقد النقيض:

أولاً: الأسباب التي تدفع البعض للاعتقاد بأن برشلونة حسم اللقب لصالحه:

1-لم يشهد تاريخ الدوري الإسباني، تمكن أي فريق من تعويض فارق 10 نقاط؛ من أجل الفوز باللقب.

وكان برشلونة آخر فريق نجح في حسم لقب “الليغا” لصالحه، رغم فارق النقاط الكبير بينه وبين المتصدر مايوركا في موسم 1998 / 1999، حيث وصل الفارق بينهما آنذاك إلى تسع نقاط، ولكنه لم يصل إلى 10 نقاط في أي مرحلة من مراحل الموسم.

وأنهى برشلونة البطولة في ذلك الموسم، محتلاً المركز الأول، بفارق 11 نقطة عن ريال مدريد و13 نقطة عن مايوركا.

وقال دييغو سيميوني، المدير الفني الأرجنتيني لأتلتيكو مدريد، بعد تأخر فريقه عن برشلونة بـ 10 نقاط: “المسافة بدأت تتسع”.

2-أظهر برشلونة قوة وصلابة في مبارياته في البطولة، حيث تألق في الفترة الماضية بشكل ملفت، وذلك من بعد سقوطه المروع في بطولة كأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد، في آب/أغسطس الماضي.

ولم يخسر برشلونة أي مباراة من مبارياته الـ 17 التي خاضها هذا الموسم في جميع البطولات، فقد فاز لاعبو المدير الفني أرنستو فالفيردي في 11 من أصل 12 مباراة لعبوها في الليغا، وتعادلوا في مباراة واحدة أمام أتلتيكو مدريد.

وفي دوري أبطال أوروبا، حقق النادي الكتالوني ثلاثة انتصارات وتعادلاً وحيدًا، أما فيما يخص بطولة كأس الملك، فقد فاز الفريق بمباراته الوحيدة التي خاضها في هذه المسابقة.

3-إذا نجح برشلونة في الحفاظ على معدله التهديفي الحالي؛ فسيكون من الصعب إهداره للعديد من النقاط، فيما تبقى من عمر الليغا.

ورغم خسارته للنجم البرازيلي نيمار، وتذبذب المستوى الذي يعانيه مهاجمه الأوروغواياني لويس سواريز، سجل برشلونة 33 هدفًا في الليغا، بواقع 75ر2 هدف في كل مباراة، فيما استقبلت شباكه أربعة أهداف فقط.

ويتمتع الألماني مارك أندري تيرشتيغن، بأفضل حالاته في الوقت الراهن، كما هو الحال مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سجل 12 هدفًا هذا الموسم في مباريات الليغا.

4-معاناة ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد من عقم تهديفي واضح، رغم النجوم الذين يعج بهم خطوطهما الهجومية.

ولم يسجل البرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائز بجائزة اللاعب الأفضل في العالم في الموسم الماضي، سوى هدف واحد، كما سجل زميله الفرنسي كريم بنزيما هدفًا واحدًا أيضًا، فيما أحرز المصاب غاريث بيل هدفين.

وهكذا لم يتمكن ثلاثي ريال مدريد الهجومي (بي بي سي)، من تجاوز رصيد النجم البرازيلي باولينيو، لاعب وسط برشلونة، الذي سجل أربعة أهداف.

يضاف إلى هذا، تراجع مستوى المهاجم الأبرز في أتلتيكو مدريد، الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي لم يسجل منذ 27 أيلول/سبتمبر الماضي.

وسجل أتلتيكو مدريد هذا الموسم في الليغا 16 هدفًا في 12 مباراة، ولكنه في الوقت نفسه حافظ على صلابته الدفاعية، حيث لم تستقبل شباكه سوى ستة أهداف فقط.

 

ثانيًا: أسباب الاعتقاد بأن برشلونة لم يحسم لقب الليغا بعد:

1-حسابيًا، لا يعد حسم برشلونة لليغا أمرًا ممكنًا في هذه المرحلة، حيث لا يزال أمام ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وفالنسيا مباريات كافية؛ من أجل تعويض فارق النقاط.

ويستطيع ريال مدريد تقليص ست نقاط من الفارق الحالي، إذا نجح في الفوز بمباراتي الكلاسيكو المقبلتين، أما فالنسيا فيستطيع تقليص ثلاث نقاط أخرى، إذا ألحق ببرشلونة على ملعبه يوم الأحد المقبل، هزيمته الأولى في الليغا.

2-في الأسابيع الخمسة المقبلة، ينتظر برشلونة في الليغا مباريات من العيار الثقيل، ولن يكون أمرًا غريبًا، إذا فقد فيها بعض النقاط.

ويلتقي برشلونة مع كل من فالنسيا وفياريال وريال مدريد خارج ملعبه، فيما يستقبل سيلتا فيغو وديبورتيفو لاكرونيا في “كامب نو”، وذلك بعد أن يحل ضيفًا على يوفنتوس الإيطالي، بعد غد الأربعاء، في بطولة دوري أبطال أوروبا.

وقال زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد: “10 نقاط عدد كبير، هذا صحيح، ولكن هذا سيتغير؛ لأن برشلونة لن يحصد نقاطًا باستمرار”.

3-أداء برشلونة، لم يرض أو يقنع حتى الآن، جانب كبير من جماهيره الأكثر تشددًا، فتألق الفريق الكتالوني يعتمد بشكل كبير على عبقرية ميسي، وبشكل أقل قليلاً على مهارة أندريس إنييستا، فعندما لا يتألق أي منهما؛ يتراجع أداء برشلونة.

ويفتقد برشلونة للتألق والاستمرارية في تقديم أداء ثابت، ففي الكثير من المباريات، عانى لاعبوه في تسجيل الأهداف وحسم النتائج.

4-تتشابه أرقام ريال مدريد في المراحل العشر الأولى من الدوري الإسباني، مع نفس الفترة خلال موسم 2006/2007، تحت قيادة المدير الفني الإيطالي فابيو كابيلو، ولكنه فاز في تلك المرة بالليغا.

وحقق ريال مدريد في ذلك الموسم عودة إعجازية في المراحل الأخيرة، بعد أن كان متأخرًا بخمس نقاط عن برشلونة، قبل 12 مرحلة من نهاية البطولة، ولكنه تمكن من تعديل وضعه بانتصارات كبيرة.

المراهنات

ورغم فارق النقاط، ما زال المراهنون يثقون في قدرة ريال مدريد على المحافظة على لقب الموسم الماضي.

ومنحت كل شركات الرهان الرياضي برشلونة الصدارة، بمعدل يصل لـ1،23 نقطة، مما يعني أن كل مراهن بيورو، لن يحصل على أكثر من يورو ونصف في أفضل الأحوال، في حال تتويج الفريق الكاتالوني.

ويحل ريال مدريد ثانيًا، بمعدل يصل لـ4،50 نقطة، وهو ما يعني حصول كل مراهن على فوز الفريق الملكي، على 4 ونصف يورو مقابل كل يورو.

ويحل فالنسيا ثالثًا، رغم كونه يحتل المركز الثاني بفارق 4 نقاط، بإمكانه تقليصها لنقطة؛ حال فوزه في الجولة المقبلة على برشلونة.

ويمنح فالنسيا لكل مراهن بيورو معدل يصل لـ29،80 يورو، وهو معدل مرتفع، يعبر عن عدم ثقة المراهنين في فوز الفريق باللقب.

فيما لا يراهن الكثيرون على فوز أتلتيكو مدريد، رغم كونه في نفس وضع جاره ريال مدريد، ويمنح كل مراهن بيورو مبلغ 36،60 يورو.

ومن المحتمل أن تتغير الأرقام والنقاط في الأسابيع المقبلة، وخصوصًا بعد الكلاسيكو في الجولة الـ17، والذي قد يحسم الكثير من التوقعات.