اول وزير مؤتمري بحكومة "بن حبتور" ينقلب على "صالح" ويعلن تضامنه مع الحوثيين

Monday 30 November -1 12:00 am
اول وزير مؤتمري بحكومة "بن حبتور" ينقلب على "صالح" ويعلن تضامنه مع الحوثيين
----------

بعد صراع امتد لأشهر وصل حد اشهار السلاح في وجهه من قبل أحد قيادات الحوثيين في الوزارة ، ها هو الوزير المحسوب على المؤتمر الشعبي العام ينقلب على سيده ويعلن تضامنه مع الحوثيين في ظاهرة بدت غريبة إلى حد كبير.

فأمام استماتت الحوثيين في السيطرة على مفاصل وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقلابيين لم يجد الوزير الجنوبي محمد سالم بن حفيظ مناصا غير الاستسلام والرضوخ حير كل المراقبين لمجريات الصراع داخل هذه الوزارة التي تعد الشريان الوحيد المتبقي لدى المواطن اليمني.
مصادر مقربة من صناع القرار قالت إن هناك بوادر مقايضة قد تطفوا إلى السطح خلال الأيام القليلة المقبلة بين قطبي الانقلاب (المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس الأسبق صالح ـ جماعة الحوثيين المسلحة) هذه المقايضة تتمثل في تسليم وزارة الصحة العامة والسكان للحوثيين مقابل تنازل الأخير عن وزارة التربية والتعليم التي تشهد هي الأخرى صراعا لا يقل شأنا عن نظيرتها الصحة.
انقلاب محير: لكن ما يحز في النفس هو ما قام به الوزير الجنوبي الوحيد في حكومة الانقلاب من كشف للحقائق خلال المرحلة الماضية واظهار ما وصفها بالوثائق التي تدين جماعة الحوثيين المسيطرين على مفاصل الوزارة والمتمثلة في نهب مخازن الوزارة والمقدر تكلفتها بملايين الدولارات والتي هي عبارة عن شحنات مساعدات ومعونات طبية ، مرورا باقتحام اجتماعات الوزير مع المنظمات الدولية مطلع الشهر الماضي وصولا إلى سرقة ختم الوزارة وما تلاه من تعميم صادر من قبل الوزير والشكاوى المرفوعة من قبله إلى رئيس الحكومة الانقلابية.. وما يقابله الآن من تسليم مقاليد الوزارة إلى الجماعة وهو ما يفسره المراقبون بانه لا يغدو في كونه عن انقلاب واضح على حقوق المواطنين لاسيما في ضل الظروف الراهنة التي يشهدها اليمن بالتزامن مع تفشي الأمراض والأوبئة في عموم أرجاء البلاد.
المواطن هو الضحية: مليارات الريالات صرفت ولا تزال من قبل المنظمات الدولية للقضاء على الأوبئة التي أودت بحياة آلاف السكان بدت اليوم كالغنيمة يتقاسمها الوزير مع وكلاءه في ضل تبادل الاتهامات بين الطرفين وكل يبرز وثائق تدين الطرف الآخر.. وأمام هذا كله يبقى المواطن المغلوب على أمره وحده من يدفع ثمن هذا الصراع ومن بعده الاتفاق على تقاسم تلك الموارد في ظل تردي الوضع الصحي وانتشار الامراض منها الكوليرا والدفتريا..
تحولات سياسية فاضحة: عرف عن وزير الصحة في حكومة الانقلابيين على أنه موالي للمؤتمر الشعبي العام ، حيث ضل على مدى شهور يصارع مجريات التغيير التي حصلت داخل أروقة الوزارة لاسيما تحول أحد أبرز كوادر ” الإصلاح” الدكتور عبدالسلام المداني ، والذي تحول بالتزامن مع الانقلاب ليصبح بين عشية وضحاها أحد قادة جماعة الحوثيين المسلحة.. أما القائم بأعمال وكيل الوزارة لشئون التخطيط الدكتور نشوان العطاب فقد عرف منذ البداية انتماءه إلى الشباب المؤمن التي تحولت إلى جماعة الحوثي حاليا حيث يعد أصغر مسئول في الوزارة يتقلد هذا المنصب والذي اتهمه الوزير بن حفيظ بالعمل على ابتزاز المنظمات الدولية إضافة إلى تصريف محتويات المخازن والمقدر تكلفتها بحوالي 2 مليون دولار وهي عبارة عن مساعدات طبية مقدمة من الحكومة الإيرانية حيث لا تزال قضيته منظورة أمام محكمة الأموال العامة. والسؤال هنا : ماذا تخبئ الايام المقبلة لهذه الوزارة التي باتت على ما يبدوا مغنما يتصارع عليها الفرقاء تارة ويتفقون تارة أخرى ؟